تراجعت قيمة الجنيه السوداني أمام الدولار، اليوم الثلاثاء، لمستويات غير مسبوقة في تداولات الأسواق غير الرسمية (الموازية).
وقال تجار عملة ينشطون في السوق الموازية إن هناك حالة من الفوضى تشهدها أسواق الصرف منذ مطلع تعاملات الأسبوع الجاري.
وبلغ سعر صرف الدولار في السوق الموازية 300 جنيه، في تراجع غير مسبوق للعملة السودانية، مقارنة بـ 281 جنيها في تعاملات أمس.
ويحدد المركزي السوداني السعر الرسمي للدولار بـ 55 جنيها.
ويأتي هبوط الجنيه نتيجة زيادة الطلب على الدولار في الأسواق المحلية، خاصة من جانب الموردين للسلع الرئيسة كالقمح والوقود على وجه الخصوص.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فتحت الحكومة الانتقالية الفرص لشركات القطاع الخاص لاستيراد الوقود لبيعه بالسعر الحر داخل البلاد.
ويعاني السودان من أزمات متجددة في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، بجانب تدهور مستمر في عملته الوطنية.
مخاوف
أثار انهيار الجنيه السوداني مقابل الدولار والعملات الأجنبية مخاوف السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعبر مغردون عن خوفهم من أن يؤدي الانهيار إلى إشاعة الفوضى خاصة أنه يأتي تزامنًا مع تدهور أمني تشهده البلاد في عدد من ولايات دارفور.
وقلل مغردون من جدوى وأهمية الحملات الأمنية التي كانت تشنها الحكومة على السوق الموازية لاعتقال المضاربين والمتاجرين بالعملات.
وأوضح الكاتب الاقتصادي معتصم أقرع -في منشور له على فيسبوك- أن فقدان الجنيه السوداني لقيمته بمقدار ما يعادل 210% خلال عام واحد يعد مؤشرا خطيرا، ومن المفترض اعتبرها مسألة أمن قومي.
وتحدثت وسائل إعلام محلية -نقلا عن متداولين في السوق الموازية- انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار ليتجاوز حاجز الـ 300 جنيه مقابل الدولار الواحد، وهو ما سينعكس على أسعار السلع والمنتجات الغذائية.
في غضون ذلك، قالت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا أمس إن (هذه) المؤسسة المالية الدولية تعمل “بتركيز شديد” مع السودان لوضع الشروط المسبقة لإعفاء واسع للديون، وستجري في مارس/آذار المقبل تقييما للتقدم في برنامج يراقبه خبراء الصندوق.
وأبلغت جورجيفا الصحفيين -بمؤتمر صحفي عبر الإنترنت- أنها تشعر بتفاؤل إزاء دعم قوي من الولايات المتحدة وبريطانيا، ودول أخرى أعضاء بصندوق النقد، لتقديم إعفاء من الديون للسودان بموجب مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون، وتصميم تبديه السلطات السودانية.
الجزيرة