توقعات بصعود الذهب إلى 2000 دولار وسط هواجس من اضطراب الاقتصاد
الأسواق تترقب التطورات في واشنطن مع دخول بايدن البيت الأبيض
عاد المعدن الأصفر إلى الواجهة من جديد مع توقعات بأن يكسر حاجز الـ 2000 دولار خلال الربع الأول من العام الحالي، فيما تشكل الأوضاع الداخلية الأميركية هاجساً للمستثمرين، إذ تبقى الأسواق تترقب انتهاء إجراءات تنصيب الرئيس المنتخب جون بايدن بسلام.
وبعد أن سجلت أدنى مستوى خلال شهر ونصف الشهر، عادت أسعار الذهب إلى الارتفاع، مدعومة بفرص إقرار حزمة أميركية ضخمة للإغاثة من تداعيات فيروس كورونا.
فيما أوضح المتخصص العالمي في مجال الذهب سامي المهنى “أن الأحداث الأميركية أحد أهم المؤثرات في السوق، تأتي بعدها العلاقات الصينية – الأميركية، ثم الأوضاع السياسية الإقليمية في المنطقة، إذ تحتل المرتبة الخامسة على مستوى العالم في تصنيف مجلس الذهب العالمي”.
وأشار المهنى إلى أن أسعار الذهب ستتجاوز حاجز الـ 2000 دولار في الربع الأول من العام الحالي، مبيناً أن المستثمرين في حال تريّث بسبب استمرار جائحة كورونا والسلالات الجديدة التي يتم اكتشافها.
وأضاف أن هناك تفاؤلاً بنمو الاقتصاد العالمي بنسب جيدة في 2021، إلا أنها غير مطمئنة بصورة كافية، بل تدعو إلى شراء مزيد من الذهب خلال الفترة المقبلة، وأن كلفة إنتاجه آخذة في الارتفاع، كما أن الاستهلاك العالمي من المعدن الأصفر في ازدياد كبير بسبب التكنولوجيا الحديثة التي تستخدمه بشكل واسع.
ارتباك الأسواق العالمية
من جانبه، أوضح تاجر الذهب محمد النمر، أن سعر الذهب سيواصل التذبذب خلال الأسبوع في ظل مناخ عالمي متغير بصورة مستمرة، مشيراً إلى أن ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا في بريطانيا خلق حالاً من الارتباك في الأسواق، زادته الاضطرابات السياسية التي يعيشها الداخل الأميركي. وقال، “كلما اقتربنا من حاجز الـ 1900 دولار أصبح التوجه إلى 2000 دولار أمراً متوقعاً خلال فترة قليلة، إذ كلما اقتربنا أكثر من كسر حاجز المقاومة فإن الظروف تكون مناسبة للارتفاع، لكن كل هذا مرشح للتغير مع التداول الحذر في السوق الأميركية”.
وأضاف أن خطة التحفيز الأميركية، وعلى الرغم من أنها كانت من المفترض أن تدفع الذهب نحو الهبوط على الأقل ولو فترة محدودة، إلا أن الأوضاع السياسية عاكست ذلك، لافتاً إلى أن المستثمرين في أسواق المعادن الثمينة يتأثرون بقرارات الاقتصاد الأميركي، بل إن المؤشرات الرئيسة فيه إذا كانت إيجابية أو سلبية، تؤثر في حركة الشراء والبيع.
وعن وضع المبيعات في الخليج، أوضح أن تسجيل سعر الذهب مستويات كبيرة ومرتفعة في بداية العام الماضي دفع المستهلك إلى العزوف عن شراء الذهب، لكن فترة الثلث الأخير من 2020 شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في حركة البيع. وإذا قارنا وضع مبيعات الذهب هذا العام قياساً مع العام الذي سبقه، فإن مبيعات الذهب سجلت تراجعات كبيرة لعدم وجود حفلات زفاف كبيرة.
إلى ذلك، قال كبير استراتيجيي السوق العالمية لدى “أكسي”، ستيفن إينس، لوكالة “رويترز”، إن “سوق الذهب ما زالت مدعومة نسبياً عند هذه المستويات، إذ إن صعود الدولار الأميركي في الوقت الحالي يتعلق أكثر بالبحث عن ملاذ آمن، وليس تحولاً ملحوظاً صوب دولار أقوى”.
وتابع، “التحفيز الأميركي كبير للغاية، سنحصل على حوالى 1.9 تريليون دولار أو 1.5 تريليون، وكلا التصورين جيد للذهب”. وجاء ارتفاع الذهب على الرغم من صعود العملة الأميركية، إذ سجل الدولار الأميركي ذروته في أربعة أسابيع، مما يزيد كلفة الذهب لحملة العملات الأخرى.
احتياطات الذهب
ووفق تصنيف مجلس الذهب العالمي لدول العالم من حيث احتياطيات الذهب، عربياً حافظت السعودية على ترتيبها في 2020، إذ حلت الأولى باحتياطات بلغت 323.1 طن، وجاءت في المرتبة الـ 18 عالمياً. وفي المرتبة الثانية، لبنان، ووصلت احتياطات هذا البلد الذي يواجه الآن أزمة اقتصادية، حوالى 286.8 طن، ومن ثم الجزائر باحتياطات عند 173.6 طن، فليبيا 116.6 طن، ثم العراق 96.3 طن، ومن بعده مصر 79 طناً.
وحافظت الولايات المتحدة على مركزها كأكبر حائز للأصفر الرنان في العالم. ووفق بيانات المجلس، فإن احتياطات الولايات المتحدة بلغت 8133.5 طن من المعدن النفيس، تليها ألمانيا في المرتبة الثانية باحتياطات وصلت 3366.5 طن، ومن ثم إيطاليا بـ 2451.8 طن، ففرنسا رابعة بـ 2436 طناً. في حين جاءت روسيا خامسة بـ 2261.5 طن، أما الصين فقد حلت في المرتبة السادسة باحتياطات قدرها 1948.3 طن.
إندبندنت