هاجر سليمان تكتب: مدير الشرطة والنائب العام.. ما الذي يحدث؟

أتتنى مجموعة من المواطنين من أهالى دنقلا، ورووا لي قصة خلافات بين عائلتين تنذر بوقوع كارثة تفكك شمالنا الحبيب، وحدثني الأهالى كيف أنهم يشعرون بالظلم وأنهم يرون أن هنالك من ينفذ القانون فيهم بتشفٍ ودون تطبيق القانون بحذافيره، يعنى باختصار الجماعة عكسوا لي أن الشغل في الولايات يخضع لأهواء وأمزجة بعض منسوبي السلطات المختصة، فماذا يحدث في الولايات؟

هؤلاء المواطنون جأروا بالشكوى من غلظة تعامل النيابة معهم حسب رأيهم، وتعجبوا من الأمر حتى أن شكوكاً باتت تساورهم بأن الدولة لم تعد دولة قانون، وأنهم ــ إن أرادوا ــ فعليهم أن يأخذوا حقهم بقوة اليد، وهذا منعطف خطير يشير إلى أن بعض المواطنين أصبحوا يفكرون في مسألة تطبيق قانون الغاب واتباع أسلوب الملاواة والقبلية، وأي زول مظلوم يمشي ومعاهو أكبر عدد ممكن من شباب قبيلته وينتزعوا حقهم بالقوة وهكذا دواليك، فهل يا ترى سنرى في مقبل الأيام حرب البسوس وداحس والغبراء تعود من جديد في عصر المدنية والتحضر؟

لذلك وحقناً للدماء وحفاظاً على هيبة الدولة وسيادة حكم القانون، يجب على النائب العام تاج السر الحبر ومدير عام الشرطة الفريق أول عز الدين الشيخ، أن يقوما بزيارة خاطفة لجميع أقاليم السودان تبدأ بالإقليم الشمالي وتعم كافة الأقاليم، وستكون لتلك الزيارة صدىً واسع يثبت من خلاله اهتمام المركز بالولايات، وأيضاً رفع الروح المعنوية لمنسوبيكم بالأقاليم خاصة الولاية الشمالية التي شهدنا لها إنجازات كبيرة في مجال كشف الجرائم وتفكيك الشبكات الإجرامية، وخاصة مباحث الولاية التي حققت أخيراً إنجازات كبيرة تمثلت في ضبط شبكات متخصصة في سرقة السيارات من الخرطوم وبيعها في الحدود بالولاية الشمالية على أساس أنها (بوكو حرام) وغيرها من الإنجازات .
ونريدها زيارة شاملة، إضافة إلى ذلك ضرورة إعداد كشوفات تنقلات تسهم في تحريك منسوبي الجهازين الشرطة والنيابة العامة، حيث ستكون لهذا التحريك فائدة كبيرة تساعد على إعادة مزج القوات في قوات أكثر خبرة في العمل والتعامل بحنكة دون تحيز حفاظاً على الأمن والاستقرار في ربوع السودان .
ولاحظنا أن الكثير من الشكاوى ترد إلينا بسبب التعامل مع البلاغات وشكاوى المواطنين في عدد من الولايات، مما يجعل بعض الشاكين يتجهون للتقدم بطلبات لتحويل بلاغاتهم إلى المركز، ظناً منهم أن الخرطوم تقع تحت المجهر ولا مجال للتلاعب فيها، بينما الولايات غير ذلك، وهذا المفهوم يجب أن يُصحح تماماً حتى للمواطنين بإعادة تأهيل وتدريب كوادر ومنسوبي الشرطة والنيابة العامة بالأقاليم، بالإضافة إلى التنقلات الدورية على مستوى كافة الرتب، ومتابعة أداء الولايات باعتبارها أساس البلاد .
إن مسألة اعتبار العاصمة السودان المصغر وتكريس الاهتمام بالعاصمة وإهمال الولايات، سياسة متجذرة منذ العهد البائد يجب التخلص منها والاتجاه لتطوير الأقاليم في كافة الجوانب الخدمية والصحية والبيئية، وتحسين بيئة العمل، ومد الأقاليم بمعينات العمل، وتهيئة البيئة وتذليل العقبات، بالإضافة إلى إقامة مشروعات تنموية تسهم في دفع عجلة التنمية لسكان الأقاليم .
كسرة:
ما سر الزيارات الغريبة التي يقوم بها النائب العام لبعض مؤسسات الدولة هذه الأيام؟ وما الغرض منها؟

المصدر: الانتباهة أون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.