حكومة الفوضى والهيبة المفقودة

اعتقلت شرطة القضارف الاحد العشرات من الطلاب وذلك على خلفية احداث الفوضى و النهب التي تعرض لها السوق الرئيس في اعمال الشغب التي شهدتها المدينة الايام الماضية، مما دفع بالتجار الى اغلاق محالهم اليوم ولمدة اسبوع ونقل بضائعهم الى منازلهم راهنين مزاولة نشاطهم باستتاب الامن وقيام السلطات بدورها .

من حقهم اذا كانت الشرطة وكافة الاجهزة النظامية شاهدة تتفرج ما يحدث دون ان تحرك ساكنا وكأنها تشاهد فلما سينمائيا ، ولم تسجب لبلاغات ورجاءات المواطنين بالتدخل و يساءل كثر عما اصابها حينها وجعلها تفيق الان بعد فوات الاوان و بعد كل هذا الخراب والدمار والسرقات والحرق . الامر ليس بغريب او يدعو لدهشة فالسلطات لها وسام التقصيرفي احداث دامية لا حصر لها وتلكؤها المتكرر لدرجة اليقين بانها استمرأت هذا السلوك المشين وغير المسؤل والا اخلاقي ،ومن المخزي ان تنشط دون استحياء لإرضاء البعض او تنفيذ توجيهات عليا منتهية الصلاحية لتمارس القمع وتبحث عن هيبة مهدرة سلفا وعن رضى، ثم تقبض على ابرياء وتطاردهم اوتعذبهم وتسجنهم لتغطي فشلها بالتلفيق والاكاذيب ويتكررهذا السيناريو على الجهات العليا التي هي اس البلاء و الفشل والتواكل والا لما تركت الامر يمر للمرة الالف دون ادنى محاسبة على تقصير و تخاذل منسوبيها.
هكذا بدأوا ويمضون فلول النظام البائد يصفعون حكومة الثورة بامر وايعاز جهات واطراف غير خافية على الجميع بل تضمن لهم الامان وتوفر له الغطاء وتلصق تهم بضحايا اخرين عوضا عنهم وتتركهم يمارسون ويستمرون في غيهم وفساد هم نهارا جهارا وينقلون الاحداث وينتقلون بكل بجاحة وارتياح من مكان الى اخر يثورون ضد الحكومة التي لا تتأخر ان تستجيب وترضخ لهم وبل تستلسم ..
يذكر ان تدثر بقاياهم مرة تحت جلباب القبيلة وتارة بالدين يطالبون باسقاط وتغيير والغاء قرارات فضلا عن العبث بالامن والفتن والتحريض حقا الثورة تحتاج لخلص يحموها ويحملوها بذات الوازع والحرص لا الى اجهزة عاجزة عليلة وعالة على الثورة والشعب لا يحركها ضمير ،ولا اخلاق وكأن الامر لا يعنيها ترى سيطول الصبر عليهم، والعشم الذي لا طائل منه ام كما يقال لكل بداية نهاية ، ليتهم يكتبون شيئا من الانجاز على سفرهم في هذه السنون العصيبة فالتاريخ لا يرحم ،والعرض مستمر مع مزارعي القضارف المحتجون على المزارع والمشاريع الوهمية التي انتزعتها لجنة ازالة التمكين بالقضارف ورصدوا المليارات ونحروا الذبائح حتى تستجيب لهم الدولة دعوهم يصرخون ويصرفون ويأكلون ويسرفون في عهد الحرية دون السماح والمساس والتطاول على حق الاخرين حكاما ومحكومين .

الراكوبة

Exit mobile version