دراسة تكشف 3 أسباب هامة.. حل أزمة سد النهضة في يد السودان

وقال المركز إنه بالرغم من أن السودان قد لا يبدو في وضع جيد للقيام بمثل هذه المهمة، حيث يمر البلد بمرحلة انتقالية هشة إلى الديمقراطية بعد عقود من الحكم الاستبدادي ومخاوف من اندلاع العنف في دارفور، بالإضافة إلى عودة التوترات الحدودية بين أديس أبابا والخرطوم، فإن هذه العوامل، حتى عند النظر إليها بشكل تراكمي، لا تفوق تلك التي تؤهل السودان للتوسط بين مصر وإثيوبيا.

وأكد أن الخرطوم أكثر مرونة من القاهرة عندما يتعلق الأمر بسد النهضة، مشيرا إلى أنه يشعر مثل مصر، بالقلق بشأن كمية المياه التي ستستمر في التدفق في اتجاه مجرى النهر بمجرد تشغيل السد وما هو تأثير ذلك على السد الخاص به، نهر الروصيرص، وحذر إثيوبيا مؤخرًا من المضي قدمًا في المرحلة الثانية لملء الخزان دون التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن.

لكنه سيستفيد من الكهرباء الأرخص التي سيولدها السد، ومن سهولة الري، واحتمال تقليل الفيضانات إذا سارت الأمور بسلاسة. لهذا السبب، فقد امتنعت الخرطوم عن الانحياز إلى أي منهما. مثل هذا الحياد النسبي صفة إيجابية يمكن أن تساعد الخرطوم على كسب ثقة الجانبين.

3 عوامل

علاوة على ذلك، هناك ثلاثة عوامل إضافية تضع السودان في مكانة جيدة لإطلاق مبادرة وساطة لحل الأزمة، بحسب المركز.

أولها أن السودان سيجد نفسه عالقًا في وسط أي مواجهة عسكرية بسبب موقعه الجغرافي. ومن المرجع أن تتحول أراضيه إلى ساحة قتال. وسيواجه المجال الجوي السوداني وحتى أراضيه انتهاكًا دوريًا، وقد تؤدي غارة جوية مصرية على خزانات سد النهضة إلى إغراق الأراضي السودانية. وإن الحيلولة دون حدوث ذلك هي مصلحة للأمن القومي السوداني من الدرجة الأولى.

أما العامل الثاني يتعلق أيضًا باحتمال حدوث فيضانات خطيرة، وإن لم يكن من النوع الذي تسببه الغارة الجوية. حيث يخشى السودان من أن يؤدي الافتقار إلى التنظيم الذي يحكم عمليات السد إلى أخطاء فنية قد تتسبب في حدوث فيضانات في ظروف معينة.

وبالنظر إلى موقع سد النهضة، فإن الفيضانات من شأنها أن تسبب كارثة لسكان ولاية النيل الأزرق جنوب شرق السودان. ومن المفترض أن يعمل سد النهضة على الحد من الفيضانات، لكن رفض إثيوبيا المستمر للسماح بتقييمات الأثر البيئي والاجتماعي يعني أن السودان لا يزال في جهل من التداعيات المحتملة لما قد ينحرف عن مساره وكيف، بمجرد بدء تشغيل السد. ومن أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة، يجب على المسؤولين السودانيين معرفة المزيد، ولكي يعرفوا المزيد، يجب عليهم إقناع الإثيوبيين بتخفيف موقفهم.

وبالنسبة للعامل الثالث هو تحسن المكانة الإقليمية وحتى الدولية التي يمكن أن يحققها السودان من خلال الوساطة الناجحة. ويحاول السودان بنشاط إحداث قطيعة مع ماضيه القريب كدولة منبوذة. واتخاذ خطوات مبدئية نحو الديمقراطية هو جزء من هذه الاستراتيجية.

وقد يفيد هذا العامل أو الحافز الأخير علاقات السودان مع مصر وإثيوبيا. في التوسط في المصالحة بين أهم جارتين له. قد يبشر هذا بالخير بالنسبة للمحاولات المتوقفة منذ فترة طويلة لحل النزاعات الحدودية بين السودان ومصر وإثيوبيا وزيادة فرص أن يتماشى الحل مع مصالح السودان.

وأكد المركز أن المبادرة السودانية تتطلب من كل من مصر وإثيوبيا أن تكونا متقبلين لها،  إن أريد لها أن تتشكل، ناهيك عن أن تنجح في مهمتها. وقال: “لحسن الحظ، هناك احتمالات جيدة أن تتفاعل مصر وإثيوبيا، اللتان تحافظان على علاقات تجارية قوية مع السودان، بشكل إيجابي”.

وفي الواقع، أشارت مصر سابقًا إلى أنها ترحب بمشاركة سودانية أكبر في قضية سد النهضة. لذلك لن يجد السودان صعوبة تذكر في إحراز تقدم مع مصر.

المصدر: الانتباهة أون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.