سيرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية خلال الأسبوع المنصرم قافلة دعوية ضمت عددًا من الأئمة والدعاة السودانيين بجانب قافلة من الأزهر الشريف، القوافل الدعوية توجهت إلى كلٌ من ولاية النيل الأبيض ، شمال كردفان، وشمال وجنوب دارفور.
عن القوافل وأهم الأهداف التي تحققت (السوداني) التقت في هذه السانحة رئيس الوفد السوداني في قافلة ولايتي النيل الأبيض وشمال كردفان الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي د. عادل حسن حمزة.
ما هي الفعاليات التي تمت خلال هذه الزيارة وماذا حققت؟
القافلة تضم عددًا من الدعاة ومن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ومن الأزهر الشريف حيثُ تمت زيارة عدد من المساجد والخلاوي والمعاهد وعدد من المرافق الموجودة في الولاية.
الأوقاف في شمال كردفان طالبت بالتعاون مع الاوقاف المصرية والوقوف على تجربة الأوقاف المصرية وتبادل الخبرات والزيارات والدورات التدريبية هذا أهم ما تم انجازه خلال هذه القافلة.
ما هي الأهداف التي تحققت؟
من أهمها التواصل بين الشعبين السوداني والمصري من خلال هذه الروابط العميقة، وأهم الروابط التي تجمع بين الشعبين، التلاقي العلمي والديني والفكري منذُ أمدٍ بعيد، حيثُ انقطع لفترة بفعل فاعل في العهد السابق، لأن التواصل مع الازهر الشريف هو قلعة للعلم والمعرفة والتدين الوسطي الذي لا يكون مقبوا لاي جماعات وطوائف تجنح للغلو والتطرف، الآن هناك محاولة لإعادة الامور إلى نصابها الصحيح وعودة العلاقات في مجال التعاون الديني والمعرفي والتي بدأت تعود فعليًا.
كيف ذلك؟
هناك وعود بأن تعود المنح الأزهرية للسودان، الأزهر كان يخصص أكبر منح للسودان من بين كل دول العالم الإسلامي، توقفت بفعل فاعل وسوء العلاقات سابقاً، وقد وعدوا بأن تعود، حيثُ كانت هناك بعثات علمية تساهم في إنجاح وتطوير العملية التعليمية.
ما هي الخطوات القادمة؟
تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مجال التعاون والتدريب، وتنفيذ كثير من البرامج التي تم الاتفاق عليها نظرياً وبدأت فعليًاً بهذه القافلة التي بدأت من مصر وبعدها ستكون هناك قوافل متبادلة ودورات تدريبية وبعثات من الجانبين ومؤتمرات علمية مشتركة والاستفادة من التجربة لمصرية في مجال الأوقاف تطوير الأوقاف حتى تصبح داعماً ورافداً للدولة وأعمال البر والخير وتطوير البلد.
برأيك ما هي مشاكل الخطاب الدعوي في السودان؟
كثيرة من ضمنها وأهمها النظرة الضيقة لفاعلية ومفهوم الخطاب الديني الدعوي، إذا خرجت الناس من هذا الإطار الضيق والقبلي والطائفي والإثني، فهذا الخطاب موجود للأسف عند بعض الدعاة.
كيف يمكن تجاوزه؟
إذا تم فهم الخطاب الدعوي بشموليته بحيث يخاطب هموم الأمة، هذا يمكن أن يحدث طفرة في الخطاب الدعوي، لا زال التعصب الطائفي موجودا ويظهر في عدد من الخطابات.
هناك انتقادات موجهة من الدعاة لعدم وجود تدريب ودورات تدريبية للدعاة والأئمة ؟
هذا يعيدنا إلى ما ذكرناه سابقًا، الاستفادة من التجربة المصرية في هذا المجال كانت لديهم نفس العوائق، عدم التدريب والامكانات، لكن عندما حصلت إدارة للاوقاف بالمعنى الصحيح، الآن يتقاضى الإمام راتباً حسب ما سمعنا يكفل له حياة كريمة، كذلك الإمكانات هي العائق أمام تنفيذ أي برامج قد تكون مهمة في مجال الدعاة وتدريبهم، إذا تمت إدارة عملية الأوقاف بصورة علمية ومرتبة يمكن أن تحدث الطفرة المطلوبة، هناك الكثير من أموال الوقف المهدرة .
لماذا لم يتم التركيز على الدعاة في هذه الجولة؟
تم ذلك في شمال كردفان كان هناك ملتقى تفاكري في هذه الولاية حيثُ قدمت 4 أو 5 أوراق، وتمت مناقشتها ، صحيح الحضور لم يكن بالمستوى المطلوب لضعف الإعلام أو لظروف جائحة كورونا والاحترازات التي تمنع التجمعات الكبيرة، العدد الذي حضر ناقش بفاعلية وكان الحديث عن معالم الخطاب، أدب الخلاف، دور المرأة قديمًا وحديثًا.
الأخطار التي تواجه الواقع الدعوي في السودان؟
أكبر خطر هو عدم التفريق بين الإسلام كإسلام وبين التنظيم الإسلامي أو الذي يدعي الانتماء للإسلام أو تطبيق الإسلام فيما يعرف بالإسلام السياسي، تجربة الإسلاميين وتجربة الإسلام السياسي في السودان للأسف الشديد فشلت فشلا ذريعا لأنها لم تنتهج نهج الإسلام الوسطي المعتدل إنما جنحت لفكر أحادي وتنظيم أحادي أفضى الى الاستبداد والتطرف في بعض القضايا هذه التجربة رسخت في أذهان الكثيرين بصورة جعلتهم ينظرون لكل ما يقدم باسم الإسلام يعتبر مرفوضا، هذا أكبر تحد نعمل على إزالة هذا اللبس، الإسلام هو هوية هذه الأمة وتاريخها وإرثها الذي يحمل السماحة والعدل.
ما هو دوركم في المجمع إزاء ذلك؟
بدأنا في تغيير هذه النظرة شيئاً فشيئاً نحن في مجمع الفقه واجهنا هذه المشكلة حيث كان ينظر لنا أننا الإسلاميون أو فلول النظام السابق وهذه الألقاب، مجمع الفقه الإسلامي هو مجمع الثورة، تم تكوينه بعد قيام الثورة بتوصية من وزير الشؤون الدينية والأوقاف وبقرار من رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وبعد تمحيص وتدقيق لكل أعضاء المجمع البالغ عددهم 50 عضواً، دورنا بدأ بتغيير الفكرة القديمة للمجمع بصفة خاصة ومسألة التدين والخطاب الديني بصفة عامة، أن نغير النظرة للخطاب الديني يجب ألا يتم تصنيف الخطاب الديني، وإذا تم التفريق بين هذين الأمرين يمكن تعود للناس الوسطية المعروفة عن التدين وتدين أهل السودان الذي جاء بالوسطية والسماحة، ومعروف دور الطرق الصوفية في هذا المجال وهي طرق لم يعرف عنها الإرهاب أو غلو وتطرف هذا موروث أهل السودان ونامل ان يعود الان لتلتئم الجهود الرسمية مع الجهود الشعبية في اقامة الدين الوسطي والمعتدل الذي لا غلو فيه ولا تطرف ولا إرهاب.
هناك انتقادات وجهت للمجمع سابقًا ودخوله في قضايا تعتبر سياسية وليست من اختصاص المجمع، كقضية المناهج والتطبيع مع اسرائيل؟
من الافكار المفاهيم التي يجب أن تصحح، مجمع الفقه ليس مجرد فقهاء تقليديين إن صح التعبير وإنما مجموعة علماء وفقهاء مختصين في مجالات غير الفقه الإسلامي، لكن يشترط في التخصصات الأخرى ان يكون لهم المام بالفقه الاسلامي ونحن الآن في عالم ووقت العِالم موسوعي، لذلك المجمع يتكون من دوائر عملية متخصصة منها الدائرةالعدلية ودائرة الأصول والمناهج بها مختصون لديهم شهادات ودراسات عليا في المناهج واصول التربية، وطرق التدريس، وتتكون من 10 أعضاء من حملة الدكتوراه وبعضهم في المجال الشرعي وبعضهم متخصص في المناهج حتى تكتمل دائرة وصورة الإفتاء في اي مسألة تعرض، هذا ليس تغولًا من المجمع بل من صميم اختصاصاته
أما التطبيع مع اسرائيل كانت النظرة إليه من نظرة فتوى عامة من دائرة الشؤون العدلية بالمجمع على رأسها قاضي محكمة عليا سابق ونظرت للمسألة حتى من ناحية القوانين السودانية الموجودة التي كانت تحرم التعاون مع اسرائيل في كل المجالات فجاءت الفتوى متناسقة مع النظرة الفقهية حسب ما رأى أعضاء مجمع الفقه في السودان
السودان الجديد