هاجر سليمان تكتب: أخطأت أيها الناطق باسم الشرطة !!

تعجبت كثيراً لك وأنت تطلق تصريحات ذات طابع سياسي وبإمكاننا أن نقول إنها تصريحات متفلتة نوعاً ما ولم تراع مصلحة الشرطة ومصلحة المواطن ومصلحتك أنت أيضاً ، فمنذ متى كانت الشرطة تجاري الساسة والسياسيين ومنذ متى كان مطلوباً من الشرطة أن تطلق تصريحات تخويفية لعناصرها أو حتى للشعب، فأقصى ما يمكن للشرطة أن تطلقه من تصريحات يجب أن لا يخرج عن دائرة العمل الأمني والجنائي وفيما يليها من ملفات فقط فماذا تحاول أن تفعل أنت أيها الناطق الرسمي بالله عليك ؟.

أنت أطلقت تصريحاً في المرة الماضية وعدت لتتهم الصحفي بأنه لم يبرز الخبر بالطريقة السوية علماً بأنك أنت من كان يفترض عليه أن يضبط تصريحه لا الصحفي الذي عكس المعلومة التي رآها حسب زاويته مناسبة ورغم ذلك تجاوزنا ذلك التصريح وقلنا ربما سوء تفاهم بسيط لا يفسد للود قضية ولكن أن تتمادى وتصدر تصريحاً بعد أيام قلائل كالذي أصدرته قبل يومين وتؤلب الشرطة ضدك فهذا أمر يتطلب وقفة عنده ، ما هكذا كنت أنت يا عمر كنت دوماً لا تميل للتصريحات ولكنك فجأة خرجت من صمتك الدهري لتنطق بأحاديث لا تخرج عن دائرة اللغو والتحريض على التمرد والقادة صامتون لم يفتح الله على أحدهم بأن يخرج بتصريح يلطف الأجواء وكأن شيئاً لم يحدث .

من غير المقبول أن تطلق سيدي الناطق الرسمي وأنت ضابط برتبة اللواء وقائد عظيم تصريحاً تفوح منه رائحة التهديد لأخوانك في قبيلة الشرطة ابتداءً من رتبة الفريق وحتى الجندي فمهما صغرت الرتبة فهذا ليس سبباً كافياً يجعلك تطلق مثل ذلك التصريح والإنذار بالفصل لا يروع أحداً وأنت سوداني وتعلم تماماً أن الرجل السوداني لا يرضخ للتهديد أو الوعيد وما أطلقته من تصريحات ستؤلب ضدك الآخرين ولن يقف الأمر عند حد إطلاق (هاشتاقات) فحسب بل سيتخطاه إلى تمرد وهذه الخطوة كان يجب أن تتحسب لها وتمسك لسانك قبل أن تطلق حديثك بالهواء الطلق .

أين كنت سيدي الناطق الرسمي حينما كانت الشرطة تتعرض للتحرش والانتياش من قبل جهات متعددة وحتى من قبل الشعب أين كنت وقتها ؟ آثرت وقتها السلامة والابتعاد عن الأضواء ولم يفتح الله عليك بكلمة ثم تأتي الآن وبعد أن انجلت غيوم التنمر وسهام الانتياش لتطلق تصريحاً كالذي أطلقته مؤخراً دون مراعاة للزمالة ولا لرجال قبيلتك الشرطية بأجمعها وكان جل همك ينحصر في الظهور بمظهر (نحن معاكم وما ضدكم) !!

عزيزي عمر عبدالماجد إن إدارة الأزمات تتطلب الحنكة والتأني في المواقف لا أن تتصدر لها علماً بأن تصريحك هذا فَعل فِعل السحر وسط القوة واستفز مشاعرهم وأثار استياءً بالغاً وسطهم .

إن الخرطوم العاصمة ذات طبيعة مغايرة فهي تعاني من احتقان ولا تحتمل التصريحات الشاذة ولا التصريحات الضعيفة أيضاً وتتطلب السرعة في التعامل مع الإعلام فيما يتعلق بالقضايا الساخنة وبذات القدر يتوجب التأني في إطلاق التصريحات فهذا ليس أوان ترضيات سياسية فزمان الترضيات والمجاملات واستعراض العضلات من خلال التصريحات الإعلامية قد ولى مع البشير ونحن في عهد المدنية لا تسييس للشرطة ولا تسييس للعدالة بكافة مؤسساتها فكن أكثر حرصاً إن كانت هنالك مرة قادمة ..

المصدر: الانتباهة أون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.