إسحاق أحمد فضل الله يكتب: حضرة صاحب الفخامة ديك المسلمية…

عثمان..
مساءات ونهارات الجمعة والسبت والأحد ولولت عربات جيش وأمن كثيرة تصطرخ
عربات التمكين تعتقل الإسلاميين
وعربات الشيوعي… نهار ومساء الأحد تولول وتوزع الملايين على قيادات هناك…. ثم مساء الإثنين تولول للقبض على القيادات هذه
.. فالملايين كان الشيوعي يسكبها للقيادات هذه لمن يخرجون للمظاهرة ( الكاسحة) نهار الإثنين
ونهار الإثنين لا يخرج أحد
والخطيب يصرخ بعنف يطلب اعتقال كل من سلموه
الخطيب والحزب ما يجعلهم يصابون بالرعب ليس هو التفسير الأول لاختفاء المال… بل ما يصيب الحزب بالرعب هو التفسير الثاني للاختفاء وعدم خروج أحد
التفسير الثاني والمخيف كان هو ( أن كل واحد ممن استلموا الأموال ثم لم يشتروا بها أحداً كان / بالعمل هذا/ يشعر ويقول عملياً إن… الحزب الشيوعي انتهى فلماذا لا أحتفظ بالمبلغ هذا الذي لعله هو الأخير) ؟؟

والتفسير الأول الذي يدعم التفسير الأول هو أن الشعور هذا/ شعور كل أحد أن الحزب انتهى/ هو شعور يشترك فيه كل الناس ودون أن يقول أحد لأحد كلمة..
في الساعات ذاتها كان أحد قادة حزب آخر يتصل بعلي الريح ليحدثه وهو يموت من الضحك قائلاً:
يا خال… أولاد الخطيب انضربوا في الأنكل… وأنا عملت بي شورتك… لا
قفلت شارع ولا حرست كبري
وكلمة (أولاد) كانت أيضاً في حوار الشيوعي حول كارثة المظاهرة…. أول مظاهرة تفشل إلى درجة أنه لم يخرج فيها عشرة أشخاص
قالوا: عملوها… أولاد أم درمان
(وأولاد أمدرمان هم آخر من انشق على الخطيب)
وأولاد أم درمان قالوا: عمرنا كله نعرف أن الحزب الشيوعي مفلس… فمن أين إذن جاء بالملايين التي يسكبها على القيادات لإخراج المظاهرات؟

…….
في نهار الإثنين ذاته كان حواراً آخر ينظر إلى الأحداث التي تنطلق منذ الخميس…. اليوم الذي أطلقت فيه قحت حملة اعتقال الإسلاميين
] في الأحداث كان الناس كلهم/ وليس الإسلاميين فقط/ الناس في كل مكان كانوا يندفعون إلى كل مركز شرطة ومركز تمكين ليقولوا صارخين :
نحن كيزان… اعتقلونا
وفي الجدال المهتاج أهل قحت والتمكين يصرخ بعضهم في وجه بعض عن أنه
كل ما فعلتم هو أنكم أعطيتم الناس .. كل أحد…. فرصة ليكشف عن المغسة والكراهية المجنونة التي يحملها الناس لكم الآن
وفي الحديث عن هذا/ عن الفرصة التي ينتهزها الناس الآن لكشف عمق كراهيتهم لقحت/ الحكايات تأتي من كل مكان
وفي مدينة من المدن لجنة التمكين حين تعتقل معلماً وتجرجره إلى مركز الشرطة لحجزه يرفض الجنود والضباط هناك احتجازه
الشرطة هناك ضباطها نظروا إلى المعلم ثم قالوا في حسم:
لن نعتقله… فهذا الأستاذ كنا نحن طلاباً عنده… ونحن رجال ومسلمون… وسودانيون… ولن نعتقله
الحكايات جاءت من كل مكان في اليومين العجيبين السبت والأحد
والبعض يشعر بورطة شديدة
وعن الشعور ذاته…. فيصل محمد صالح حين يشعر بأن (الحكاية جات تارة) ويكتب في موقعه رأياً ضد الاعتقالات يفاجأ بسيل من شتائم الناس المتلظية كلهم يسأله ساخراً عن كيف عرف الصواب والخطأ… الآن؟؟
والرجل مسح (البوست)

………
وما يدهش هو أن قحت تقدم (أوركسترا) كاملة من الأخطاء البليدة
المتناسقة في البلادة
فالصحف صباح السبت تصرخ مانشيتاتها( تسليم البشير للجنائية إجراءاته تكتمل)
صباح الأحد الجيش يطلق بياناً يقول بعيون حمراء( لن نسلم أحداً للجنائية)
وقبيلة البله الصحفية تجهل أن فاتو بن سودا… مدعية الجنائية والتي زارت السودان قبل أسبوعين كانت تقول (عديل) إن محكمة لاهاي لا تطلب تسليم أحد
وفي الأيام العجيبة ذاتها بيوت الخرطوم كان حوارها يقول
] الفشل ربما يهدد حياة المعتقلين
قال الآخرون:
لا… فالسجن من يحرسه هو قوات الدعم السريع من الخارج ورجال محترمون من الداخل
في الأيام العجيبة كان رئيس التمكين يطلق تسجيلاً يعلن فيه أنه نادم الندم كله على أنه عمل في هذه اللجنة يوماً/ قبله كان الفريق ياسر يستقيل/
وبيوت الخرطوم الساخرة تنظر في دهشة إلى( ديك المسلمية)
والمثل السوداني الساخر يحدث عن ديك المسلمية الذي…. يعوعي وبصلتو حمروها!!
ولعل الشعور بأن البصلة حمروها هو الذي يعيد إلى الواجهة الآن أمراً طرح قبل شهور
وقبل شهور كانت قحت تلقى غندور لتقول إن البلد هلكت…. وتعالوا نتفق
والأسبوع الماضي كانت لجنة في مكتب حمدوك تقترح أن تجلس إلى غندور لتقول للبروفيسور إن
] البلد الآن تتقلب في الهاوية
] ولا أنتم تريدون هذا ولا نحن
] والقوات الدولية تقترب…. وما يسارع بها هو أول اشتباك في شوارع الخرطوم… ولا أنتم تريدون هذا ولا نحن
] ] والدولار يشهق إلى الرقم خمسمائة…
و…و..

وكرتي يطلق أمس دعوة للناس لمظاهرة لها صفات الفيل
الفيل لا يعض… لكنه يطحن من يقف أمامه
والإسلاميون لا يفعلون شيئاً إلا بعد تنسيق وبيان كرتي هو رد على وساطة قحت
ولعل الإشاعة القحتية الأخيرة هي رد منه هناك
قحت تطلق أمس إشاعة تعني أن ديك المسلمية….. خلاص
بالمناسبة… كان هناك شيء كونوه الأسبوع الأسبق وسموه… حكومة
هل يعرف أحد ما هو هذا الشيء.

المصدر : الانتباهة

Exit mobile version