الطيب مصطفى يكتب: في معتقلات القحط والظلم

قال لي احد الاخوة المهنئين بخروجي من معتقلات القحط : (الما بخاف الله خافو) فقلت له مصححاً تلك المقولة المستكينة إنها تنطوي على روح منبطحة مستسلمة منصاعة : (بل عليك ان تواجه الما بخاف الله وتستنهض روحه المنهزمة وترده على اعقابه ، وما من شيء ينبغي ان تبذل غاية الجهد في سبيل تصحيحه اكبر من زجر المتمرد على الله (الما بخاف الله) لانه الاكثر استعداداً للتخريب والتدمير والافساد

اقول هذا بين يدي ما تفعله تلك العصابة القحتية التي اختطفت السلطة بل السودان بكامله لتفعل بالبلاد والعباد الافاعيل افساداً في الارض وتجويعاً وقهراً للمواطن وحرباً على دينه وهويته.

قبل ان احكي عن مبرر اعتقال الثلة المؤمنة التي رافقتني في حبسي الاخير القصير اود ان اقول للجنة ازالة التمكين إنهم لا يعلمون جراء جهلهم الفاضح أنهم يشنون الحرب الشاملة على انفسهم ويقصرون من عمر حكمهم وليس ادل على ذلك من ثورة القبائل التي اجتاحتهم جميعاً وكشفت لهم عن شعبيتهم الصفرية بين جموع شعب ضاق ذرعاً من ظلمهم وفشلهم الذريع. على ان ما يعنيني في هذه العجالة أنهم لا يعلمون مقدار الغبطة التي يدخلونها علينا وهم يقدمون لنا تلك الوجبة الروحية الشهية التي لا تقدر بثمن وهم يمنحونا فرصة لجهاد اكبر يرفع من درجة بذلنا له سبحانه فشتان بين من يجاهد بالكلمة ومن يقاتل بالسنان وبين من يبذل من داخل بيته الوثير او في الشارع ومن يعاني داخل معتقله الكئيب محبوساً في سبيل دينه او وطنه او شعبه.

قد يجادلني علماني وضيع تحكمه عقيدته المرتابة وشركه السياسي البغيض ، وسأرد عليه بالحديث الشريف (إنما الاعمال بالنيات) والله اعلم بالسرائر ، كيف وقد وجدت امام المتحري بلاغاً آخر قدمه القراي يشكوني بل ويصدر عبر بعض اعوانه القحاتة امراً بالقبض علي ، فهل تصدقون؟!

لا اريد ان اناقش ما بات معلوماً ان اوضاع الحريات الآن اسوأ من ايام حكم البشير الذي ما كان خلاله يحق لاحد في وزن القراي أن يعتقلنا وما كان المؤتمر الوطني او جهاز امن الانقاذ يقرر اعتقال منسوبي قحت او الحزب الشيوعي بحجة داحضة وتافهة ومضحكة استخدمت الان بشكل لا يشبه الا انظمة البطش الشيوعي ايام حكم الاتحاد السوفيتي انه قد امتلك معلومات عن تنظيمهم ((لاعمال حرق ونهب يجافي نسق الاحتجاجات السلمية) لكني فقط اود ان اشير الى أن القراي واقزام قحت يضعونا في الطرف الآخر الرافض لعلمانيتهم الشركية بتلك الدعوى التي اقاموها في مواجهتنا بل واصدار امر قبض فما اعظمها من هدية؟!

إنني لاطمع ان يشملني الله في تلك الفئة المجاهدة التي قال الله فيها فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب)
نعم اسأله تعالى ان يكون أذى في سبيله سبحانه كوننا ناصبنا هرطقات القراي وزعيمه المرتد محمود محمد طه العداء وعارضنا قحت الفاجرة التي مكنته من رقابنا واتاحت لاعداء الاسلام ان يشنوا عليه حرباً شاملة اباحت المحرمات وضيقت على الشعب معاشه وخربت عليه دينه ودنياه.

رفعت في مواجهتي دعويان احداهما من القراي والاخرى من لجنة ازالة التمكين. قلت للمتحري في قضية القراي (إنني لاتشرف ان اقف ضد القراي واتقرب الى الله بذلك)
صدقوني ان بعض رجال الشرطة الذين شهدوا التحري رفعوا ايديهم بالتأييد ، ولولا المكان والزمان والوظيفة لكبروا!

اما البلاغ الاخر فقد قلت للمتحري حين سألني عن دوري في التظاهرات والاحتجاجات التي اشتعلت ضد الحكومة قلت له إني معارض وادعو لاسقاط هذه الحكومة واذا كانت قحت قد خرجت ضد الانقاذ فان دواعي الخروج السلمي ضد الاوضاع الحالية اكثر مئة مرة.

المصدر : الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.