وقبلهم فعلها الدعامة!!

ما الذي يمنع قوات مناوي من هذا التصرف وهي وجدت من سبقها في هذا المضمار ، قوات الدعم السريع التي قاد قائدها التفاوض مع حركات الكفاح المسلح ، وبالتالي طبيعي جداً أن تحذو نفس الحذو وتستولي على جزء من الحديقة الدولية
———-
الصباح الجديد
اشرف عبد العزيز
وقبلهم فعلها الدعامة!!
انتهزت قوات الدعم السريع فرصة (الربكة) التي حدثت في الأيام الأولى للثورة ، عندما أعلنت عن نفسها أنها حامي حمى الثوار ، انتهزت الفرصة واستغلتها وحولت أهم (منتزه ترفيهي) إلى ثكنة عسكرية بها أسلحة من كل الأنواع ولم تكتف القوات بالانتشار في مساحات واسعة من ساحة الحرية بل أصبح الجزء الأكبر منها عبارة عن قاعدة لها بالكامل بها حتى مكاتب للضباط وضباط الصف.
حدث ذلك والكل أغمض عينه وجفنه و(سكتوا) جميعاً عن هذا (التلوث البصري) الذي حدث بهذا المكان الذي خصص لأن يكون ساحة للنزهة والترفيه والترويح وليس مكاناً للقواعد العسكرية ، وإن كان هناك استثناء هو فقط في حالة العرض العسكري إبان اللقاءات الجماهيرية التي درج على اقامتها في الساحة ما عدا ذلك لا يحق أي قوة استباحة هذا المكان.
والغريب أنه بالرغم من التحول الكبير في المفاهيم المتعلقة بسيادة الحكم المدني ، والاتجاه القوى لرفض وجود الثكنات العسكرية في قلب الاحياء السكنية تزيد قوات الدعم السريع (الطين بلة) وتتخذ من المتنفس الوحيد بالعاصمة التي بلغ سكانها أكثر من 10 مليون نسمة متكأ لها ، وتعارض بذلك القوانين الدولية والأعراف الانسانية.
بالأمس القريب وفي ذات السياق كشفت مصادر مطلعة بمجلس الصداقة الشعبية عن احتلال قوات حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي جزء من مباني الحديقة الدولية التي تم نقل مجلس الصداقة الى مبانيها عقب سقوط النظام، وقالت المصادر، التي فضلت حجب اسمها، “للجريدة” إن قوات مني لم تحصل على إذن السلطات بصورة رسمية قبل أن تقدم على تلك الخطوة، وطالبت مجلس الوزراء بالاسراع في تعيين أمين عام جديد لمجلس الصداقة الشعبية وتخوفت من تأثير وجود تلك القوات على قرية التراث السياحية التي تقع داخل الحديقة الدولية وحذرت من إمكانية تعرضها للتخريب.
ما الذي يمنع قوات مناوي من هذا التصرف وهي وجدت من سبقها في هذا المضمار ، قوات الدعم السريع التي قاد قائدها التفاوض مع حركات الكفاح المسلح ، وبالتالي طبيعي جداً أن تحذو نفس الحذو وتستولي على جزء من الحديقة الدولية التي تتاخم ساحة الحرية و(ما فيش حد أحسن من حد) ، وهكذا ستستمر الملهاة ونصبح يوماً ونجد هناك قوات احتلت منتزه السادس من ابريل وأخرى حدائق القصر وتلك منتزه جبرا وووو ..!!
يجب أن تتحرك حكومة دولة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك ممثلة في والي الخرطوم أيمن نمر في وقف هذا التعدي على أماكن خصصت للترفيه ، وليس هذا فحسب بل عليها أن تطالب باعادة النظر في وجود كل الثكنات العسكرية التي تقع وسط الخرطوم فهي أصبحت تعيق الحركة وتتسبب في الاختناقات المرووية كما أن مواقعها باتت أحد مهددات السلامة للمواطن ، وعليه لا داعي لمزيد من التمدد لهذه الثكنات في قلب العاصمة.
Exit mobile version