- أصحاب الأفق الضيق لا يروا السودان إلا في ملتقى النيلين
- النظام سقط لماذا إذن نعادي “الجيش والشرطة والدعم السريع والأمن”؟
- قواتنا التي يتحدثون بأنها تحتل الخرطوم دخلت بمعرفة الجيش والآن تحت ضيافته
- لم أعد للقصر، بل عدت للسودان الكبير
- إذا كنت لا تريد المؤتمر الوطني اجعل هذا الشعب يتحاور
- البعض يرون الواقع حسب نواياهم لشيطنة حميدتي؛ ويريدون أن يشيطنوننا معه كما فعل النظام السابق
-
النظام سقط لماذا إذن نعادي “الجيش والشرطة والدعم السريع والأمن”؟
- قواتنا التي يتحدثون بأنها تحتل الخرطوم دخلت بمعرفة الجيش والآن تحت ضيافته
بلا شك، أن عودة رئيس حركة جيش تحرير السودان؛ القائد/ مني أركو مناوي؛ إلى الخرطوم، مرة أخرى بعد أن خرج منها مغاضباً من النظام السابق، لها ما بعدها على الساحة السياسية عموماً؛ واقليم دارفور خاصة.. فمني القائد والمقاتل الشرس، بعد أن خلع كدمول المعارضة المسلحة؛ يعود اليوم حاكماً – يرتدي ربطة العنق المهندمة – ضمن حصة حركات الكفاح المسلح، حسب بنود اتفاق سلام جوبا، الذي قال مني عنه؛ إن لقاءه مع حميدتي في انجمينا أسس له باكمله.. (السوداني) طرحت جميع ما يدور في الساحة من تساؤلات واحاديث حول حركة جيش تحرير السودان؛ على طاولة مكتبه في المهندسين بأم درمان.. تحدث مني عن الاتهامات؛ حول ان قواته تقاتل كمرتزقة في ليبيا، وعن علاقته مع قائد الدعم السريع حميدتي، وعن رؤيته في حكم دارفور، ومعوقات الفترة الانتقالية، وعن لجنة إزالة التمكين، وعن الحديث بان قواته تحتل الخرطوم. فمعاً لنطالع اجاباته على هذه الأسئلة وعن افاداته الجريئة.
حوار: عطاف محمد مختار
- مناوي يعود مرة أخرى إلى الخرطوم بعد ان خرج منها مغاضباً، كيف وجد القصر الجمهوري هذه المرة؟
لم أعد للقصر، بل عدت للسودان الكبير؛ واخترنا ان نكون في الشارع السوداني مع الشعب السوداني، هذا من جانب، أما الجانب الثاني، صحيح ان هناك تغييرا، لكن الناس تقيسه بنظرة نسبية. فالمواطن السوداني يعيش أوضاعاً ضائقة جداً، ومحتاج لتحسين الأوضاع وتوفير الدواء والتعليم والخدمات؛ ويجب ان يجد الاهتمام التام والكافي، لأنها حقوق للمواطن. اما بالنسبة للوضع العام؛ هنالك تحسن كبير ومتنفس في الحريات والرأي، وإمكانية للتغيير والأمل للعبور نحو الديمقراطية الحقيقية التي ينشدها الشعب السوداني، وهذا الجانب تحديداً يمكن ان ياخذ زمناً طويلاً، لكن ستفرج؛ وهو الجانب الذي يسهم في الاستقرار الدائم في المستقبل، ويسهم في الانعاش التنموي والاقتصادي في المستقبل، وهو الذي يفتح آفاقاً للنابغين للظهور في المستقبل؛ حتى تستفيد البلاد منهم في النهضة. - هل هناك ثمة أمل للنابغين أن يتقدموا، في ظل الأوضاع السياسية الحالية، وخصوصاً أنه لا توجد خطة واضحة؟
أي بدايات للتغيير تكون على تخوم الديكتاتوريات والشموليات تترك آثاراً صعبة تستمر لفترة، ولا يمكن أن تقتلعها بين عشية وضحاها، والعناصر التي يمكن أن تتخلق من رحم هذا النظام الشمولي ليست كلها عناصر سياسية، ولا حتى كلها لديها دوافع وطنية، فهناك عناصر (هتيفة) تتخلق أثناء الثورة، وهم دوما يكون لهم الظهور الأكبر، يطغى عليهم عدم النضوج ويعتقدوا أن قيادة الدولة مجرد آمال وتطلعات، ويفتكرون أن مسألة (الهتيفة) والدولة شيء واحد، ويريدون أن يقودوا بالعاطفة، لكن عندما يصطدموا بالواقع يجدون شيئا مختلفا. فالواقع يحتاج للرجال والنساء من الخبراء والاستراتيجيين لديهم بعد للنظر وتقدير للأمور؛ والتأني حتى في اتخاذ القرار لاختيار الخيار الأمثل. هذه العناصر تكونت بعد سقوط النظام، لكن هنالك (غربال يغربل) إلى ان نصل لمرحلة العقلاء والحكماء. - البعض تحدث عن احتلال قوات مناوي المسلحة للخرطوم؟
طبعاً هذه هي المشكلة والعقل الباطني الذي تسبب في الانشقاق وذهاب جزء عزيز من السودان بسبب دعاة العنصرية، وذات العقل الباطني الذي كان يقود هذه البلاد وأوصلها إلى هذه المرحلة. هم يقولون مثل هذه الأحاديث ولا ينتبهون حتى إنها تتسبب بجرح لمواطن سوداني.
هذه القوات من أبناء هذا الشعب؛ وكانوا قوات معارضة لان النظام السابق بافعاله كان يقتضي وجود معارضة، وهم من جعلوا النظام السابق آيلاً للسقوط، وتعاونوا مع الآخرين حتى المرحلة الأخيرة لسقوط النظام. لكن أصحاب الأفق الضيق لا يروا السودان إلا في ملتقى النيلين، وفقط من خلال كباري الخرطوم. وكل من أتى من خارج هذه الكباري أو داخلاً على هذه الكباري يعتقدون انه ليس سودانياً!. وهذه هي المشكلة الأساسية التي يعاني منها السودان، لكن الثورة ووعي الشعب السوداني سيجرف كل هذا، وسيجرف كل الأفكار البالية، والدليل على ذلك ميدان الاعتصام الذي كان لوحة مصغرة للسودان حيث انصهر الجميع دون طبقات أو عنصرية، لا فرق وتمييز على أساس الدين أو اللون أو العرق. والذين كانوا في ميدان الاعتصام وشوارع الثورة؛ الآن غير ممثلين في الدولة. - اختطفت منهم؟
نعم، اختطفت منهم، مثلا أحدهم يقف لمدة خمس دقائق؛ ويظهر ويلتقط صورة بروفايل لنفسه أمام القيادة كبطل للثورة، وكان متعاون مع النظام السابق في أعمال تجارية؛ وفجاءة يظهر كوزير، وأصحاب الثورة الحقيقيون غير موجودين في المسرح. فمثلا ميدان الاعتصام جزء كبير جداً منه كان من انصار الحركات المسلحة؛ من الذي يعبر عن هذه الجماهير الكبيرة؟. - بات مناوي المرشح الأبرز لتقلد منصب حاكم دارفور، كيف وماهي خطتكم لمعالجة أزمة دارفور؟
الدور الذي سنلعبه في معالجة أزمة دارفور؛ مفروض نلعبه في كل السودان؛ خاصة في التسامح الاجتماعي والسياسي، لاننا نعتقد ان الوضع في هذه البلاد يحتاج لتسامح سياسي اجتماعي؛ فوضع التشاكس الموجود الآن في الشد والجذب (واحدين يجروا وواحدين يدفعوا) وضع لا يمكن أن يمضي إلى الأمام؛ أنا متأكد من ذلك. يجب أن يجلس الجميع لحل هذه المعضلة، ومشكلة السودان تحتاج لحوار وطني حقيقي. النظام السابق استعجل لعمل الحوار الوطني؛ لذلك فوتوا الفرصة على الشعب السوداني ولطلاب الحوار الوطني، بصنعهم حواراً مزيفاً.
أريد أن أقول لك شيئاً، هذه البلد الإنجليز (طلعوا خلوها فاضية)، وسلموها للناس الذين كانوا يعملون معهم. - سيستم نخبوي؟!
هذا ليس خطأ للإنجليز. الخطأ ارتكبه الذين استلموا من الإنجليز، اعتقدوا أنهم كل السودان؛ علماً أن عدد الذين استلموا وظائف الدولة من الإنجليز؛ لا يتجاوزن الـ (800) شخص. فحافظت هذه النخبة على الامتيازات؛ وورثوها ابناءهم والمقربين منهم.
منذ خروج المستعمر كان يجب أن يعلن للحوار الوطني، فالحوار يوضح لك ماهو السودان؟، ماهي مساحته؟ وماهي الاقتصاديات والموارد التي يتمتع بها؟ وماهي ثقافاته؟ عاداته لغاته تقاليده. كل هذا كان يجب أن يناقش ويوضع في بوتقة واحدة للوصول إلى ميثاق كيف يجب أن يحكم السودان؛ بناء على الهوية المتنوعة، لكن هذا الكلام لم يحدث، (عشان كده كل يوم السودان بيتقرم، والتقريمة دي زي البسكويت، ده بيقرم بهنا، وده بيقرم بهناك)، وهذا كله؛ لان الناس لم تتفق على كيف تتم قيادة السودان، ولم يتفقوا على لغة، ولم يتفقوا على ماهو دينهم، ولم يتفقوا على ماهي ثقافتهم. فلا يمكن أن تأتي في تلفزيون السودان وتفرض بعض الثقافات على الجميع؛ وتعتبرها ثقافة سودانية جامعة، وكل هذه قضايا يجب أن تناقش. في ذلك الوقت إذا كان تمت المناقشة كان سيكون اسهل، لكن اليوم وبعد (65) سنة تحملنا تبعات عدم الحوار؛ وقضايا الهامش والكثير من الآلام؛ فهذه الآلام تراكمت بفعل الافعال؛ مثلاً استغلال الدولة باكملها لضرب البعض؛ استغلال الموارد والمؤسسات لفئة محددة ولصالح أحزاب؛ واحتكار الفرص، كل هذا ولد الغبن لدى الشعب السوداني، ويجب ان تجتمع كل هذه المكونات للحوار؛ وهذا الحوار يقود إلى مصالحة. - حوار يشمل المؤتمر الوطني؛ كما ذكرت من قبل؟
(شوف)، المؤتمر الوطني ده حاجة صغيرة جداً واقل من (%.1) من الشعب السوداني. وانت اذا كنت لا تريد المؤتمر الوطني؛ اجعل هذا الشعب يتحاور من الشمال إلى الجنوب؛ ومن الشرق إلى الغرب. - نرجع مرة اخرى للتسريبات التي تؤكد اقترابك من تقلد منصب حاكم دارفور؛ هل قبلت بهذا المنصب، وماهي رؤيتكم للحكم؟
عندما كان الناس يختارون المناصب في الخرطوم؛ نحن اخترنا دارفور. وهذا الاختيار جاء بعد نقاش مستفيض؛ بعد ان قررت كفرد عدم مشاركتي في الفترة الانتقالية في اي منصب تنفيذي أو تشريعي، لذلك الناس داخل الحركة بعد مناقشات رأت ان مناوي وجوده مهم في دارفور؛ بالذات العمل في قضايا النازحين، والرأي الاغلب في الحركة قرر مشاركتنا في حكم دارفور. لكن الجانب المهم جداً، دارفور اذا ذهب لها مناوي أو شيخ آخر؛ يجب ان يكون اقليم؛ من اجل مخاطبة وادارة قضاياه عبر حكومة واحدة؛ لماذا؟ لأن الناس طوال (20) سنة كانت تتحدث عن قضية دارفور، لانها ذات القضية في أقصى شمال دارفور؛ في أقصى جنوب دارفور؛ في أقصى شرق دارفور؛ في أقصى وسط دارفور؛ في أقصى غرب دارفور؛ تجد انها معاناة واحدة والظلم واحد وتجد التهجير القسري كان واحدا والاغتصاب والكلام الكثير الذي حده، كله كان حاجة واحدة؛ وطالما كان حاجة واحدة يجب ان نعمل كلنا مع بعض لمخاطبة هذا الامر عبر قناة وجسم واحد. والسودان مفروض كله يرجع إلى الاقاليم؛ لان طريقة السلطة ومستوياتها الموجودة مترهلة جداً؛ وتنهك البلد. - ماهي رؤيتكم لها ولايات تحت مظلة الحاكم، ام اقليم واحد تحت الحاكم؟
لا، ممكن تصبح ولايات، لانه يوجد مؤتمر قادم يحدد مستويات الحكم في كل الأقاليم، فالاتفاق انه بعد شهرين من التوقيع على الاتفاقية، ان على الحكومة اصدار قراراً بارجاع السودان إلى حكم الاقليم، وبعد اربعة اشهر من القرار يقام مؤتمر الحكم، وهو يناقش الحدود البينية للولايات والاقاليم، والعلاقات الراسية والافقية وصلاحيات الاقاليم وصلاحيات الولاة، وكيف ستقسم “ولايات، محليات، مديريات، محافظات؟”. وهذه الاقاليم من المفترض ان تكون موجودة منذ شهرين وتفعل بعد المؤتمر، ودارفور لها خصوصية؛ ان لم يقم المؤتمر تصبح دارفور اقليما لوحده. - من الذي يدفع لكل هذا التأخير؟
الاخوان الوجدناهم في الحكومة السابقة، وبالذات الذين يعتبرون انفسهم مرجعية الحكومة يفتقدون للخبرة ويفتقدون اشياء كثيرة جداً، ونظرتهم لا تمتد خارج كباري النيلين، لذلك دائما التأخير ياتي نتيجة المشاكسة وحب السيطرة على مقاليد الحكم في وقت يجهلون حاجة الشارع للأكل والشراب والأمن والتعليم والصحة؛ وهم بعيدون جداً من اولويات المواطن السوداني، لكن يوجد العديد منهم اصحاب الخبرة والنظرة الفاحصة، لكن البلد تقاد بطريقة (الهتيفة) وهي جعلت كل شيء يتأخر؛ والشيء المفترض يتم في 24 ساعة يتم في 24 يوماً. - ماهو رأيك في المشاكسات التي تحدث بينهم من جهة، وبينهم والمكون العسكري من جهة أخرى؟
الواضح ان هنالك اناسا يريدون ان يعملوا صدى وسط الشارع مثلاً؛ والشارع في بعض الاحيان يهتف بالعاطفة، ولكن على من يقود الدولة ان يعمل بالحكمة والنظرة الواسعة الاستراتيجية؛ وكثير منهم يريد ان يقول للشارع الفاشل هو فلان ولست أنا، لذلك دوما تجدهم يسربوا الاجتماعات؛ ويحاولون ان يرضوا الشباب الجوعى بالهتاف؛ بدلاً من ان يعملوا على تحقيق مطالبهم، يعملون على كسب النقاط على حساب الآخرين، وهذه الطريقة سوف تنتهي من البلد. - الآن الحديث يدور عن تشكيل البرلمان، وارى ان لديك تحفظ عليه، باعتباره محاصصة!
بالضبط كده. هذه نفس المحاصصة التي حدثت في تكوين الحكومة الأولى، ونكون واقعيين تشكيل البرلمان سيتم بذات الطريقة. - الا ترى ان من المهم قيامه؟
مهم طبعاً؛ حتى لو كان بالمحاصصة. وسيكون افضل من اجتماعات (الجوطة) التي كانت تحدث. فسيكون بداية لتكوين القوانين والتشريعات والمفوضيات واجازتها. - أمريكا تسعى لدعم المنظمات؛ التي تعمل في مجال مكافحة الفساد ودعم الديمقراطية في السودان؟
هذا هو موقفنا ايضا في الحركات؛ خاصة حركة تحرير السودان. فمثلا لم يحدث؛ ان وجدت لجنة لمكافحة الفساد، فلجنة ازالة التمكين حتى بعد قيامها؛ يجب ان تكون لجنة مؤقتة، ويجب ان تتحول الآن إلى مفوضية وبقانون تحت اطار واشراف الجهات القانونية ذات الشأن “القضاء والنيابات والشرطة”، الجانب المهم ان تنزع منها الصبغة السياسية؛ لان لجنة ازالة التمكين تشكلت بمنظور سياسي ومحاصصة. فالآن ان لم تكن عضوا في هذه اللجنة؛ فسيتم (أكلك). وهذا نقيض جداً للعدالة المفروض ان يكون الناس جميعاً فيها سوا. - هنالك اتهامات موجهة للحركات، بان كل واحدة منها متحالفة مع جناح من المكون العسكري، واي حركة لديها تعليمات وتوجيهات من دولة خارجية!
هذه احاديث اطلقها نظام المؤتمر الوطني.. طبعاً طوال الـ 30 سنة الماضية الدولة كانت محتكرة كل شيء؛ بما فيها شاشة تلفزيون السودان ومايكرفون الاذاعة السودانية؛ يعملون لمصلحة النظام السابق وشيطنة الناس والاحزاب والحركات والدول. وكل الانظمة الشمولية تفعل ذلك؛ وليس نظام المؤتمر الوطني وحده، لذلك هم احرار يسمونك عميلا يسمونك شيطانا يسمونك خائنا، فهي نوع من الحروب التي مارسوها ضد الشعب، لذلك لا يتورعون عن قول أي شيء في الآخر. - لديك قوات داخل ليبيا؛ وهناك اتهامات بانها تعمل كمرتزقة وتقاتل تبع أحد المكونات الليبية هناك؟
في وقت من الاوقات كانت لدينا قوات في ليبيا؛ لكنها لم تخوض اي حرب او صراع، ولم تكن مرتزقة، وده نوع من حرب اغتيال الشخصية تم ممارسته مع حركة تحرير السودان. - ماهي الدواعي التي جعلت قواتكم موجودة على الأرض في ليبيا؟
في يوم من الايام كان عندنا وجود في جنوب السودان، وفي يوم من الايام كان عندنا وجود في تشاد، وفي يوم من الايام كان عندنا وجود في دولة أخرى. الدواعي كانت الدفاع عن النفس، مرات انسحابات وتكتيكات فالحرب كر وفر. وحتى القوات الحكومية هذه طاردناها وحاصرناها وادخلناها في دول كثيرة؛ حتى تم اعادتهم إلى السودان عبر الطائرات. نعم كان لدينا قوات في ليبيا فرضته دواعي الانسحاب والتكتيك، والدعم السريع بعد ان دعمه النظام السابق واصبح قوياً، كان شاهداً على دخول بعض قواتنا إلى ليبيا؛ وكان يطارد تلك القوات، وصرحوا للاعلام بانهم طاردونا حتى ادخلونا إلى ليبيا. - الان علاقتكم متقاربة مع الدعم السريع، ومنذ سقوط النظام كنت أول من التقى بقائد الدعم السريع الفريق أول حميدتي في تشاد، بحضور الرئيس ادريس دبي، ما هو المتغير الذي قلب العلاقة من الصراع إلى الصداقة؟
اتصلت بحميدتي؛ اول ماسقط البشير؛ وباركت له، وهذا الكلام حدثت به اصدقائي، وتعرضت فيه لهجوم كبير جداً. وبعد لقائي مع حميدتي في انجمينا تعرضت لهجوم أكبر. لكن الواقع ان لقاءنا في انجمينا أسس لحوار وسلام جوبا باكمله فيما بعد، هذا الأول. الشيء الثاني بعض الناس تريدنا ان نعمل الذي يريدونه هم؛ وهذه مشكلة. - بمعنى؟
النظام الذي كان يقف خلف كل هذه الحروب؛ هو المؤتمر الوطني؛ وقد سقط. والآليات والأدوات التي كانت تستخدم ضدنا كانت “الدعم السريع والجيش والشرطة والأمن والاعلام والمال”، فلقد كانوا جزءا من الدولة. طيب النظام سقط لماذا نعادي هؤلاء؟، لازم نقرب لهم ونتشاور معهم؛ لتقريب وجهات النظر حتى نعبر بالبلاد، فالبلد لا تحتمل المزيد من الحروب والدماء التي اججها النظام السابق. وفي الأخير ادرك كل الذين كانوا يهاجمونا لهذا التقارب؛ انه كان البداية الصحيحة. الشيء الثالث، نحن مقربون من الجميع وليس الدعم السريع فقط، الاسبوع الماضي كنت مع رئيس الأركان داخل القيادة العامة. والآن القائد العام لجيش تحرير السودان الفريق جمعة حقار؛ في منطقة الجيش؛ وليس الدعم السريع، وقواتنا التي يتحدثون بانها تحتل الخرطوم؛ دخلت بمعرفة الجيش والآن تحت ضيافته؛ وستكون جزءا منه بعد عملية الدمج التي نصت عليها اتفاقية السلام. وأنا حرسي الخاص دربه الجيش السوداني في معسكراته لمدة 3 أشهر. البعض يرون الواقع حسب نواياهم لشيطنة حميدتي؛ ويريدون ان يشيطنوننا معه كما فعل النظام السابق، وحميدتي مواطن سوداني، والدعم السريع موجود في الوثيقة الدستورية والجيش كذلك. النشطاء الموجودون في السلطة الآن هم الذين صنعوا الوثيقة الدستورية والقوانين التي (يجوطون) فيها الآن.
المصدر: صحيفة السوداني