الأمم المتحدة تطالب الحكومة السودانية بتحديد احتياجاتها المالية لتنفيذ اتفاق جوبا للسلام

طالب أمين عام الأمم المتحدة الحكومة السودانية بتحديد احتياجاتها المالية بوضوح لتنفيذ اتفاق جوبا للسلام حتى يتمكن المجتمع الدولي من دعم مرحلة التنفيذ.

وقدم أنطونيو غوتيريس تقريراً حول أنشطة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان (UNITMAS) المكلفة بدعم التحول الديمقراطي وتنفيذ السلام إلى مجلس الأمن، ممتدحا جهود الحكومة لتنفيذ اتفاقية السلام الموقعة في جوبا مطلع أكتوبر الماضي على الرغم من التحديات الكبيرة التي يجب مواجهتها وهي التنفيذ وتأمين الموارد المالية اللازمة.

وقال ” أدعو الحكومة الانتقالية إلى توضيح الدعم المالي والفني الذي ستحتاجه من الشركاء وأحث شركاء السودان على تقديم المساعدة اللازمة لتنفيذ الاتفاقية من خلال وزارة المالية”.

واتفقت الأطراف السودانية على إنشاء صندوق لدعم السلام تحت مسمى” صندوق دارفور لدعم السلام والتنمية المستدامة”.

ووافقت الحكومة على الرغم من صعوبة الوضع الاقتصادي على دفع 750 مليونا سنويا لهذا الصندوق لمدة 10 سنوات لتنفيذ السلام وبرامج التنمية. فيما تم تقديم التزامات مماثلة للمنطقتين – جنوب كردفان والنيل الأزرق-ومناطق أخرى.

كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة شركاء السودان إلى ضخ تمويل دولي جديد من خلال وزارة المالية.

وشدد على أن “مثل هذه المساعدة ستوفر دعما مركزيا للاستقرار الاقتصادي بالتزامن مع الإصلاحات التي تنفذها الحكومة الانتقالية”.

وأضاف أن الإصلاحات ستعالج التشوهات الهيكلية في الاقتصاد وتعزز النمو وتشجع الاستثمار وتساعد على بناء اقتصاد مزدهر لجميع السودانيين وخاصة الشباب والنساء والمجتمعات المتضررة من الحرب والتهميش.

ونفذت الحكومة السودانية عدة إصلاحات اقتصادية، بما في ذلك تعويم العملة بنحو جزئي، رغم معارضة جماعات يسارية للخطوة لكنها تمثل دفعة مهمة نحو استعادة علاقات السودان مع المؤسسات المالية الدولية وتخفيف الديون قبل الحصول على منح لمشاريع التنمية.

الألغام بالنيل الأزرق

وبحسب التقرير فإن بعثة الأمم المتحدة المتكاملة في السودان نفذت أولى مهامها العملية بمسح وتطهير طرق ومساحات من الألغام بولاية النيل الأزرق، حيث نجح فريقان لها في تدمير 80 مادة خطرة.

وقال التقرير، الذي حصلت عليه “سودان تربيون”: “في ولاية النيل الأزرق قام فريقان من دائرة الإجراءات المتعلقة بالألغام بمسح 33.62 كيلو مترا من الطرق، ونفذا 11 مهمة للتخلص من معدات متفجرة”.

وأضاف: “طهّر الفريقان ما مساحته 423.238 مترا مربعا من الأراضي ودمرا 80 مادة خطرة، من بينها لغم مضاد للأفراد ولغم مضاد للدبابات”.

وأشار إلى أن الفريقان طهّرا نحو 70% من مهبط الطائرات في أولو، مما أوجد حيزا لمهبط لطائرات الهليكوبتر، كما حددا أجزاء من الطرق يشتبه في أنها ملوثة لإجراء مزيد من أعمال المسح والتطهير.

ونفذت البعثة المتكاملة نشاط مسح وتطهير المساحات بعد منحها أذن بالوصول من دائرة الإجراءات المتعلقة بالألغام.

وقال التقرير إن بعثة اليونتيامس شرعت في “وضع مجموعة كاملة من المعايير والمؤشرات الأساسية والظرفية الواضحة والقابلة للقياس لتتبع التقديم الذي تحزره من أجل تحقيق أهدافها”.

وتعمل بعثة الأمم المتحدة المتكاملة في السودان على دعم الانتقال السياسي ودعم تنفيذ اتفاق السلام وحشد الموارد الإنسانية والإنسانية والمساعدة في إصلاح مؤسسات الدولة.

وعقدت البعثة، التي بدأ نشاطها في الأول من يناير الفائت، اجتماعات مع مسؤولون حكوميون وعسكريون وممثلون عن القوى السياسية والحركات المسلحة والمجتمع المدني.

قلق النازحين

وقال التقرير إن النازحين في عدد من مدن دارفور أبلغوا البعثة بقلقهم الشديد فيما يتعلق بالأمن والحماية، كما أبلغوها بمخاوفهم من استمرار العنف الجنسي.

وتخطط الحكومة لنشر قوة عسكرية في إقليم دارفور قوامها 12 ألف، نصفهم من القوات النظامية والنصف الآخر من مقاتلي الحركات الموقعة على اتفاق السلام بعد إعادة دمجهم في الجيش، لتعمل على حماية المدنيين وتأمين العودة الطوعية للنازحين إلى مناطقهم.

وكشف التقرير عن ابرام بعثة اليونتيامس اتفاق بشأن مستوى الخدمات مع مركز الخدمات الإقليمي في عنتيبي بأوغندا وقسم دعم المشتريات على الصعيد العالمي وقاعدة الأمم المتحدة للوجستيات في برينديزي بإيطاليا، من أجل خدمات المعاملات.

وقال إن البعثة المتكاملة أنجزت ترتيبات نشر موظفيها في المكاتب الإقليمية في الفاشر وكادوقلي وكسلا، كما تبذل جهود ليشارك موظفي البعثة مواقعهم مع وكالات الأمم المتحدة المقيمة في زالنجي ونيالا والدمازين وبورتسودان وكاودا.

وأعلن التقرير عن اقتراح الحكومة السودانية إجراء تغييرات على مشروع اتفاق البعثة المتكاملة، بعد اطلاعها عليه من خلال بعثتها الدائمة في الأمم المتحدة بنيويورك، مشيرًا إلى إجراء مشاورات إضافية بهدف وضع الصيغة النهائية لمشروع الاتفاق في أقرب وقت.

وعقدت البعثة في الفترة من 2 – 5 فبراير الفائت، سلسلة اجتماعات في جنوب السودان مع الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، حيث شرحت لهم ولاية البعثة ومساعيها لدعم محادثات السلام.

المصدر :السودان الجديد

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.