سرقات أوجعت الخرطوم.. كشف تفاصيل عصابة (التوكتوك) والأطفال

مواطنو جنوب وشرق العاصمة الخرطوم، بعضهم بات لا يغادر منزله إلا لساعات معدودة خلال اليوم، حتى لا يجده خاوياً على عروشه، دون محتويات أو أثاثات، والبعض الآخر يراقب سيارته المتوقفة خارج المنزل بين الحين والآخر طوال الليل خوفاً من سرقة أجزائها الخارجية.

 

ليس من فراغ
لم يكن هذا الحذر من فراغ بل نتيجة لحكاية مدهشة لمواطنين غابوا عن منازلهم لساعات فعادوا ليجدوها خاوية على عروشها بما في ذلك الاثاثات والمنقولات الثقيلة، فلم يسلم شيء من أيدي اللص,ص.
إفراغ المنازل من محتوياتها، حالة جديدة رصدتها الشرطة، ودونت بشأنها بعض الأسر بلاغات، ولغرابتها تولت مباحث عمليات الخرطوم الفيدرالية التحقيق فيها حتى لا تتنامى شبكات تلك السرقات.

نموذج أول
السيدة (ش) صاحبة منزل في حي جبرة، جنوب الخرطوم، لم تكن تتوقع أن تعيش واقعا مريرا يجعل منزلها دون أجهزة كهربائية، السيدة صدمت بإختفاء أهم ما تملك، أي أنها فقدت ذهبها وهو ما شكل لها صدمة قاسية إلى جانب فقدانها لأموال بالعملات الأجنبية.
(ش) لم تخف صدمتها حينها وأجهشت بالبكاء نتيجة لفقدانها أهم محتويات منزلها، في غضون ساعات خرجت فيها لقضاء بعض الأغراض، استدركت أخيراً أن تخطر الشرطة بما تعرضت له فهو أملها الأخير في استعادة مقتنياتها.

(ش) حضرت إلى قسم شرطة السوق المحلي الخرطوم، وقالت إنها تقيم في حي جبرة مربع ١٩، خرجت من منزلها ثم عادت ووجدت محتوياتها مختفية بطريقة تبدو وأن لصوص قد تسوروا منزلها، أي أنها فقدت غسالة جديده ١٠ كيلو، واسطوانتي غاز طبخ فضلاً عن أسورة ذهب ٣٥ جرام، و١٠٠٠ دولار أمريكي و١٢٠٠ ريال سعودي إضافة إلى ٢٠ ألف جنيه سوداني.

نموذج ثانٍ
لم تكن السيدة (ش) وحدها التي فوجئت باختفاء محتويات منزلها، بل هناك سيدة أخرى تدعة (آ) من ذات المنطقة.. هذه الأخرى قسا عليها اللصوص بإفراغ منزلها تماماً، في غيابها الذي عللته بمشاركتها في مناسبة عائلية، السيدة اتجهت صوب قسم شرطة جبرة وأخطرتهم بأن لصوصاً تسوروا منزلها واستولوا على تلاجة ديب فريزر وتلاجة عامودية ١٢ قدم وشاشة ٤٨بوصة، إلى جانب مكيف متحرك وفرن تركي، ومكواة ماركة WoodK، واسطوانتا غاز طبخ إلى جانب خلاطة وموتور مياه ولابتوب.

نموذج ثالث
مواطنون بأحياء (جبرة – الرياض – الطائف – المنشية)، أبلغوا الشرطة عن تزايد حالات سرقة أجزاء السيارات من أمام منازلهم ليلاً، وقالوا إنهم ظلوا يتعرضون إلى سرقات (البطاريات – المرايات- العفاريت- طفايات الحريق)، الشرطة كلفت فريقاً من المباحث الفيدرالية لمتابعة الأمر، الذي تحول إلى ظاهرة أمنية خطيرة.

ماذا حدث؟
مباحث عمليات الخرطوم الفديرالية التابعة للإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية، تولت التحقيق في حالات سرقة المنازل، بعد أن زار فريق من مسرح الحادث المنازل التي تعرض للسرقات.. الفيدرالية كثفت بحثها وجمعت معلومات دقيقة تشير إلى ضلوع أشخاص في عمليات السرقة.

 

وحسب المعلومات الأولية التي تحصلت عليها (السوداني) فإن التشكيل يتكون من ثلاثة أشخاص يعاونهم سائق (توكتوك)، فضلاً عن استعانتهم بشخص له دراية تامة بالمنازل المستهدفة، وغالباً يكون من ذات المنطقة وملم بتحركات أصحابها، المباحث تحصلت على معلومات تؤكد أنهم معتادو إجرام معروفون ويستأجرون شقة بالقرب من الميناء البري، يستريحون داخلها ليلاً وينفذون سرقاتهم نهاراً، بدقة.

 

فريق من المباحث الفيدرالية حدد ساعة الصفر وداهم الشقة ومن ثم ألقى عليهم القبض داخلها، وأجرى تفتيشاً دقيقاً بموجب أمر من النيابة، وأخضعتهم الشرطة للتحقيق حيث أقروا خلاله بارتكابهم للسرقات المدون بشأنها بلاغات جنائية، وأرشدوا على المنازل التي سرقوها وهي منازل السيدتين الشاكيتين، وزادوا بالإقرار على أشخاص اشتروا منهم المسروقات ونجح الفريق في القبض عليهم وهم 7 أشخاص بعضم لاحقته الشرطة في ولاية الجزيرة، وضبطت بحوزتهم المسروقات، فدون ضدهم بلاغات بتهمة استلام المال المسروق.

 

عصابة الصغار
فريق البحث التابع للفيدرالية الخاص بسرقات أجزاء السيارات، كان أمام مفاجأة كبيرة، الفريق كان يرصد ويتحرك ويجمع المعلومات بشأن السرقات بحساب أن الذين ينفذون سرقات من أمام المنزل هم لصوص محترفون، لكن المفاجأة كانت أن الفريق توصل إلى أن المتهمين هم أطفال وصغار سن، حيث ينشطون في جمع الخرد كغطاء لتنفيذ سرقات أجزاء السيارات بطريقة محترفة، ومن ثم يبيعونها لأشخاص جنوب الخرطوم.

 

الفريق أوقف متهمين صغار سن، وحقق معهم إذ أقروا بتنفيذهم لسرقات عديدة بأحياء (جبرة – الطائف – المعمورة – الرياض – المنشية)، المتهمون أرشدوا عن أشخاص يشترون منهم المسروقات، أوقفتهم الشرطة وهم ثلاثة أشخاص وضبطت بحوزتهم ٨ بطارية عربة جديدة – ٨ طفايات حريق – شاشة صغيرة – ٤ عفاريت، استارترات، خطرات سيارات، ومواتر – ٥ لمبات كهربائية – لديتر – جناح عربة خلفي، وقطع غيار أخرى.
الشرطة دونت ضدهم بلاغات باستلام المال المسروق تمهيداً لمحاكمتهم.

 

السوداني

Exit mobile version