وظائف خالية للسعوديين: عامل نظافة وحارس أمن وعاملة رش مبيدات.. هل تقبل أنت وزوجتك!

في بلدٍ تبلغ فيه نسبة البطالة 11.7% بين أبنائه، بحسب الإحصائيات الرسمية الأخيرة الصادرة عن وزارة العمل، فإن القبول بالوظائف والمهن “المتدنية” لم يعد ترفاً، وفي ظل المدنية الحديثة، وسياسات السوق المفتوح، وانتشار مبادئ الرأسمالية أصبح بالإمكان أن نرى سعوديين في وظائف عامل نظافة، وحارس أمن، وعاملة رش مبيدات.. إلخ، كما يرى بعض المختصين النفسيين.

“ماذا لو عُرضت عليكِ وظيفة عاملة رش مبيدات؟ هل توافق أن تشغل زوجتك، أو أختك، أو ابنتك هذه الوظيفة؟”، كان هذا هو السؤال الذي وجهته “هافينغتون بوست عربي” إلى الشارع السعودي؛ لمعرفة رأي البعض، ومدى تقبلهم لذلك الأمر.

ولأن العمل عبادة، وليس هناك أي عيب في شغل أي وظيفة، وبما أن السعوديين هم الأولى ببلادهم، والأكثر حرصاً على الإخلاص والإتقان في العمل – كما يرى بعض المواطنين – أبدى عدد من السعوديين عدم وجود أدنى مشكلة في شغلهم وظائف كان يراها المجتمع في السابق “وضيعة” ولا تليق بمكانتهم، ويتحسس من العمل فيها، بينما رأى بعضهم صعوبة العمل في مثل هذه الوظائف بعد مسيرة سنوات طويلة في التحصيل العلمي والدراسي.

بين نعم ولا

“أشواق البلوي”، موظفة في أحد القطاعات الخاصة، أخبرتنا بصعوبة تقبل هذا الأمر، لكن ليس بسبب تدني الوظيفة، ولكن بسبب عدم ملاءمتها لها: “لستُ متخصصة، ولا أعرف شيئاً عن أمور الرش، وكيفية التعامل مع هذه الأدوات والمواد”، بحسب ما قالت.

وأضافت: “أظن أن الأمر يتطلب خبرة كافية بأساسيات الرش، ويحتاج مختصين”.

لكن ماذا لو حصلتِ على دورة أو تأهل مهني يضمن لكِ الإلمام الكافي بالعمل وحسن تدبيره؟ أجابتنا “نورة السانوسي”، موظفة في الأحوال المدنية، عن هذا السؤال بأنه “إذا كان الأمر كذلك سأوافق مادمت بحاجة إلى وظيفة تؤمن لي احتياجاتي”.

“لِمَ لا! بما أنه سيسمح للنساء بتجربة جديدة غير مسبوقة”، بهذه الكلمات عبّرت “سارة محمد” عن أهمية العمل للنساء في مجالات وظيفية جديدة تفتح آفاقاً أوسع.

وأردفت: “فهو يفتح الباب لفرص وظيفية جديدة، ومجال عمل غير مألوف”.

“نصرة البلوي”، التي كانت تعمل مديرة مدرسة قبل بلوغ سن المعاش، ربطت مسألة العمل في أي وظيفة أو مهنة “بالناحية الوطنية والانتماء للبلد، والمساهمة في تنميته وتطويره”، فهي ترى أن “الإخلاص والإتقان في العمل أصبحا مفقودين، خاصة من بعض الوافدين”، على حد قولها.

فيما رأت “سارة البلوي”، خريجة جامعية، أن قبول مثل هذه الوظيفة “اغتيال لمسيرة تعليمية طويلة وصعبة خاضتها حتى حصلت على بكالوريوس علم اجتماع”.

وأضافت: “ليس من المقبول بعد كل ذلك أن أصبح عاملة رش مبيدات، هذه الفرص أكثر ملاءمة لأصحاب المؤهلات المتوسطة فيما دون ذلك”.

وعلى الجانب الآخر لا يحبذ “محمد العمري” عمل المرأة خارج البيت؛ لأنه سيؤدي إلى تقصيرها في أمور البيت، فبحسب ما قال فإن “أعظم وظيفة للمرأة هي تربية الأطفال”.

وتساءل: “من سيرعى أطفالها في غياب الأم؟”.

ولكنه عاد في قوله مستدركاً: “مادامت الوظيفة في مجتمع نسائي مأمون فلا أمانع في ذلك، وليس لديّ حساسية من نوع الوظيفة، لو دعت الحاجة للعمل خارج البيت”.

ليست عيباً

وباستطلاع آراء المتخصصين، أفاد أخصائي علم نفس سابق بوزارة التعليم “خالد الشهري” بأنه “لم يعد أحد ينظر إلى العيب الآن مقابل الاهتمام بالضغط الناجم عن الحاجة، نحن الآن تحت ضغط المدنية الحديثة، وانتشار مبادئ الرأسمالية”.

وتابع حديثه لـ”هافينغتون بوست عربي” مؤكداً أن “هنالك الكثير من الفقراء الذين يحتاجون إلى هذه الوظيفة ممن لا تعولهم وزارة الشؤون الاجتماعية”.

وأضاف: “إذا حفظت حقوق العاملات ولم يعرضن لمشكلات عمل المرأة، ولم يعرضن لأضرار صحية، وأعطين بدلات فلا أرى مشكلة”.

وتشير آخر الإحصائيات الرسمية إلى أن وظائف قطاع الخدمات يشغلها 2447261 مقيماً ومقيمة في مقابل 309755 مواطناً ومواطنة فقط، بينما يشغل السعوديون نحو 3143 وظيفة في قطاع مهن الزراعة وتربية الحيوان والطيور والصيد، التي يشغل فيها المقيمون 545586 وظيفة، وذلك في القطاع الخاص بحسب الكتاب السنوي الإحصائي الذي أعدته مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات لعام 2014.

المصدر : هافينغتون بوست عربي | الرياض – ياسر نجدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.