رغم أن الزواج مرتبط بالاستقرار والسعادة، إلا أنه بات مرتبطاً بهدم الاستقرار المهني للكثير من الأصوات الفنية النسائية والإعلاميات، فبات (هاجساً) يؤرق مضاجع الكثير من الفنانات والمذيعات، وفي المساحة التالية نستعرض بعض النماذج التي اعتزلت بفعل الزواج وأخريات انحسر إبداعهن بسببه.
(1)
منذ أن تزوجت بأحد السودانيين المقيمين بدولة الإمارات اعتزلت الفنانة “أسرار بابكر” الغناء ولم تعد تظهر بالساحة الفنية والإعلامية ، وحسب مقربين منها فإن “أسرار” تزوجت عن قناعة تامة بشريكها، وللمفارقة فإنه لم يكن معترضاً على غنائها، ولكن قرار الاعتزال نبع من “أسرار” ، لأسباب تخصها، رغم أنها برزت بصورة لافتة جداً جعلها نجمة غنائية متميزة في زمنها بلا منازع.
(2)
واعتزلت التومة الشهيرة “إيمان خيري” والتي اشتهرت رفقة تؤامتها “أماني” وذلك عقب زواجها واستقرارها بأحد أحياء الخرطوم شرق، وتعيش “إيمان”، حالياً، حياتها رفقة أسرتها الصغيرة ولا تفكر في العودة مجدداً إلى الغناء، واعتزالها لم يكن فأل خير على تؤامتها “أماني” ،التي أصرت على الاستمرار بمفردها، ولكنها لم تستطع أن تجابه المجهول لوحدها، بعد أن كانت تمضي بثبات، وحسب نقاد فنيين فإن التجربة أضرت بواحدة من النماذج الغنائية الثنائية، التي كان ينتظر أن تقدم أداءً راقياً وتجربة فريدة.
(3)
فيما احتجبت وغابت عن الأنظار لسنوات الفنانة “مونيكا روبرت” على خلفية زواجها من رجل أعمال شهير ، غير أنها عادت مؤخراً للساحة الفنية.
وبالمقابل غابت المذيعة “نادين علاء الدين” عن الساحة الإعلامية منذ زواجها قبل أكثر من عامين واستقرت بالإمارات رفقة زوجها وابنتها الصغيرة.
ولم تقف تجارب الاعتزال والغياب بفعل الزواج عند هذا الحد، حيث امتدت لتشمل الفنانة “شروق أبو الناس” والتي يثار دائماً بأنها ابتعدت عن الأضواء بسبب ظروف ارتباطها. ولا ننسى المذيعة بالتلفزيون القومي “هنادي سليمان” والتي استقر بها المقام بـ”المملكة العربية السعودية” بعد زواجها قبل أكثر من 3 سنوات، وكان آخر النماذج التي اختفت عقب الزواج المذيعة الغائبة عن الشاشة لفترة ليست بالقصيرة “تريزا شاكر” ،رغم زواجها من عازف لفنان شهير، إلا أنها ابتعدت عن الأضواء والشاشات وتفرغت لحياتها الاجتماعية.
(4)
وساهم الزواج في غياب التألق لعدد كبير من الفنانات والمذيعات ويأتي في مقدمتهن المذيعة “تسابيح مبارك خاطر” الذي منذ زواجها بسليل الميرغنية والقيادي بالحزب (الاتحادي الأصل) “إبراهيم الميرغني”، حيث تعثرت تجربتها الإعلامية واختفت عن الأنظار حتى تردد مؤخراً بأنها اعتزلت نهائياً بلا رجعة، وذلك للتفرغ لتربية ابنتها ورعاية أسرتها الصغيرة. وبالإضافة إلى “تسابيح” تأتي المذيعة “رشا الرشيد” أيضاً من ضمن اللائي تأثرن بالزواج، حيث لم تعد بذات المستوى المتميز كالسابق. بالإضافة إلى عدد كبير من الفنانات ويأتي في مقدمتهن الفنانة الشابة “منار صديق” وصديقتها الفنانة “صباح” واللائي فقدن جزءاً كبيراً من إبداعهن بسبب الزواج والارتباطات الأسرية.
(5)
الباحث الاجتماعي “د. علي آدم” يرى بأن العقلية السودانية لا زالت يسيطر عليها أفكار بعضها رجعية، أبرزها أن المرأة أصلح بأن تكون بالمنزل، وبالتالي باتت الكثير من الرائدات في المهن الإبداعية على وجه الخصوص مثل الفن والإعلام، يواجهن صعوبة بالاستمرار بهذه المهن بعد الزواج ناهيك بأن يطالبها زوجها بالاعتزال، لحساسية هذه الدروب وتعاطي المجتمع السلبي معها وإن انفتح عليها مقارنة بالماضي.
ويواصل “د. علي” حديثه ويقول: بأن الارتباطات الأسرية لأي امرأة تزيد عقب الزواج، مما يجعل من الصعوبة بمكان التوفيق فيما بين المهنة والأسرة مما يجعل الكثيرات خاصة من الفنانات والمذيعات يلجأون للاعتزال، هذا بالإضافة إلى المشاكل التي تواجهن بفعل الغيرة الشديدة مقارنة بحساسية مهنهن.
المصدر:المجهر السياسي