سرّ السعادة كما عاشها أكبر معمّر في العالم.. تجربة بإمكانك أن تحياها

يناير/كانون الثاني 2016، تصدّر خبر وفاة أكبر معمّر في العالم الصحف عن عمر يناهز 112 عاماً، ولم يكن نظاماً غذائياً غريباً ولا تمارين رياضية دائمة هو ما أبقاه على قيد الحياة طويلاً، بيد أنه بالفعل نصح بتجنّب الكحول والتدخين.

أهو المال أو النجاح؟ لا، لم يكن لهذين العنصرين دور في تعميره أبداً، تجربة جديرة بالاطلاع عليها ومحاولة التمثّل بها فقد تحصل على السعادة وطول العمر معاً.

السرّ في نظر أكبر معمر في العالم، ياسوتارو كويديه، لكي تنعم بحياة طويلة ليس أبداً بالعمل الدؤوب ولا بالبحث عن السعادة والمتعة اليومية.

بل إن السر الذي باح به كويديه قبل وفاته: “أفضل ما يمكن عمله هو تجنّب إرهاق العمل الزائد والعيش بمرح وسعادة”، وفق تقرير نشرته النسخة الأسترالية لـ”هافينغتون بوست”، الأحد31 يناير/كانون الثاني 2016.

فيهايا مانيكافاساغار، مديرة الخدمات النفسية في معهد بلاك دوغ، قالت لهاف بوست أستراليا: “بالنسبة للشخص المتوسّط فالسعادة هي ومضةٌ لحظيّة عندما يحدث أمرٌ سار. إنها إحساس بأن هذا رائع، حيث يتغيّر المزاج فوراً ويتحسن.”

لكن السعادة في علم النفس تنقسم إلى قمسين: حالة السعادة نفسها بالإضافة إلى المدى الطويل من الرضا الذي يكونه الناس عندما يكونون سعداء داخلياً.

وأوضحت مانيكافاساغار الفرق بين الحالتين: “الفوز باليانصيب مثلاً أمرٌ رائع لحظتها، لكنه لا يقود بالضرورة إلى السعادة على المدى الطويل.”

لكن ما يعكف الخبراء والباحثون على دراسته الآن هو هل نعيش حياتنا كما نحن أم كما نريد أن نكون؟

لعل أول (وأصعب) خطوة في العملية هي في تحديد قيمك التي تؤمن بها؛ الموضوع هنا متعلق بأمور مجردة غير مادية مثل العائلة والعلاقات الاجتماعية والإيمان والتسامح والأمانة والنزاهة.

مانيكافاساغار رأت أن “مساعدة الناس على تحديد قيمهم عنصر هام على طريق تحقيق رضاهم وسعادتهم، فمتى حدّد الإنسان ما يهم تصبح تصرفاته الظاهرة تعبيراً عن هذه القيم.”

على سبيل المثال فإن عطلة تقضيها مع العائلة دليل يؤكد أن العمل ليس كل شيء بالنسبة لك، بل الأولوية هي للعائلة والعلاقات الاجتماعية.

وأضافت مانيكافاساغار: “اضطرابات هوية طفيفة والانزعاج والقلق كلها ناجمة عن اضطلاع الناس بمهن تتعارض مع ما يؤمنون به. مثلاً يكون المرء في مهنة إدارية ضمن شركة، لكن ذلك لا يتماشى مع قيم شخصيته الاجتماعية المحبة للقاء الناس ومساعدتهم.”

وهذا بدوره يؤدي إلى تولد عقلية “لو كانت ظروفي”. حيث تقول مانيكافاساغار إن العديدين يعلقون آمالهم على عوامل خارجية، لكن ذلك في حقيقة الأمر ما هو إلا تشتيت أنظار” عن أساس المشكلة.

ما هو أساس المشكلة؟ بدلاً من معالجة سبب الانزعاج في حياتهم، يلجأ هؤلاء إلى السعادة الوقتية، وهي حالة لا تمنحك الرضا على المدى الطويل من العمر.

وهنا ترى مانيكافاساغار أن من المهم تحديد هدف ما يبلغه الإنسان ضمن عالم السعادة الرحب، “فأن تحيا بسعادة يعني أن تتشوق لأحداث وتشعر أن ما تفعله يعكس طبيعتك بصدق. عليك برسم أهداف تريد تحقيقها ليس لأن الإنجاز بحد ذاته يأتيك بالسعادة، بل لأن ذلك يقرّبك من قيمك.”

مثلاً السفر عبر أوروبا غاية ومطلب وهدف للكثيرين، لكنه كذلك يقربك من قيم مثل إشباع الفضول وجني المعرفة والتعرف على ثقافات الشعوب.

 

المصدر:هافينغتون بوست عربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.