الولايات المتحدة ترصد بقلق نشاط حميدتي الأقليمي والمالي

كشف مصدر مطلع “لمداميك” بوزارة الخارجية الأمريكية عن قلق دوائر إتخاذ القرار الأمريكية بشأن تحركات قائد قوات الدعم السريع الداخلية والإقليمية وأشار الي أن الولايات المتحدة ظلت ترصد تورط قواته في الهجمات الدامية ضد المدنيين بمناطق إقليم دافور، إضافة الي انتهاكات حقوق الإنسان في مدن السودانية عديدة وتراقب أيضا الأنشطة المالية للدعم السريع وعلاقاته الإقليمية خاصة مع دول ثرية ترغب في تقويض حكومة السودان الانتقالية الهشة.

 

وأكدالمصدر أن السياسة الامريكية إنطلقت منذ الإحتجاجات الشعبية التي أطاحت بنظام الديكتاتور البشير علي مبدأ الدعم الأمريكي الواضح لتحقيق خيار الشعب السوداني للمستقبل ، ودعت الولايات المتحدة كافة دول الإقليم والدول المؤثرة عن الكف في التدخل في الشأن السوداني وترك الأمر يسير حسب ارادة وقدرة السودانيين وثورتهم.

 

وأشار المصدر إلي تغريدة رئيس الأركان السابق لمكتب المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان والرجل الفاعل في ملف السودان بوزارة الخارجية الأمريكية كاميرون هدسون المتعلقة بتعاقد قادة الإنقلاب العسكري القمعي في ميانمار لذات شركة الضغط التي تعاقد معها من قبل قائد الدعم السريع حميدتي عقب الإطاحة بالبشير ومقتل مئات المعتصمبن أمام القيادة العامة للجيش بقيمة تعاقد بمبلغ ستة ملايين دولار من أجل ضغط الذوائر الأمريكية لتحسين العلاقات وإكساب الشرعية الدولية ،كما أورد هدسون مع تغريدته قائمةً مالية ضمت أسماء الدول والجهات التي تولت الدفع للشركة المعنية للأنظمة خلال شهر مارس الماضي التي لجأت لشركات مجموعات الضغط والتي جاءت في مقدمتها دول ( قطر والامارات والسعودية).

 

وكان كاميرون هدسون قد غرد اليوم عبر تويتر اليوم عن تعاقد إنقلابي ميانمار مع بن ماشي مدير شركة ديكينز ومادسون للضغط لمهمة تحسين علاقة قادة الانقلاب مع العالم التي نصها ” في الحقيقة نفس عضو الضغط الذي عينه حميدتي العام الماضي لتقويض سمعته تم تعيينه الآن من قبل وزير الدفاع في ميانمار للقيام بنفس الشيء للمجلس العسكري هناك. شراكة رائعة في السودان”.

 

وتورد مداميك ان قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) كان قد وقع في يوم 07 مايو 2019 بإسم المجلس العسكري الأنتقالي عقداً قيمته ستة ملايين دولار أمريكي مع شركة ديكينز ومادسون كندا (Dickens & Madson Canada , Inc)، التي أنشأت عام 2001 وصاحبة التاريخ الطويل في إبرام صفقات وعقود مع أنظمة استبدادية وزعماء ديكتاتوريين لتحسين سمعتهم وتلميع صورتهم أمام المجتمع الدولي لكسب تأييد الرأي العام، واتخذت مونتريال مقراً لها،. وجاء أنذاك في تصريحات رئيس الشركة، أري بن-ميناشي لوسائل الإعلام العالمية إنه توصل إلى أتفاق مع المجلس العسكري “لمساعدتهم في تشكيل حكومة مدنية، وانعاش الاقتصاد، وجلب رئيس وزراء مؤهل لإدارة البلاد حتى إجراء انتخابات عامة،.بالإضافة إلى العمل على تحسين العلاقات مع روسيا والسعودية.

 

وأثارت هذه الصفقة انتقادات دولية خاصة في الأوساط الحقوقية، وهو ما عبرت عنه منظمة العفو الدولية، في بيان لها إنه “من المقلق للغاية” أن شركة “ضغط” كندية وقعت عقدًا بقيمة 6 ملايين دولار أمريكي لتعزيز مصالح النظام العسكري الذي قام بسجن وقتل المتظاهرين بعد الاستيلاء على السلطة في السودان.

 

وكان آري بن ميناشي قد أعلن لشبكة البي بي سي البريطانية،عن تقديمه عرض للرئيس السوداني المعزول عمر البشير في فبراير2019 .وقال” قابلت البشير في فبراير 2019 وقدمت له عرضاً بتشكيل حكومة انتقالية، بشرط تنازله عن السلطة، مقابل توفير بقائه في السودان في وضع محترم، وتنازل المحكمة الجنائية الدولية عن الدعاوى التي رفعتها ضده”، مؤكداً أن العرض قد حصل على تأييد الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب.

 

ويعرف عن مؤسس الشركة ومديرها آري بن ميناشي (Ari Ben-Menashe)، الواصف نفسه في مذكرات بعنوان “أرباح الحرب ” “لم يكن لدي أي بلد، أنا مواطن من العالم، أو مواطن لا مكان له ”وهو في الأصل إسرائيلي من مواليد طهران، يناير 1951، لأسرة يهودية عراقية، هاجر إلى إسرائيل في الستينيات من القرن الماضي، وخدم في جيش الدفاع الإسرائيلي في الفترة من عام 1974 إلى عام 1977، ثم عمل في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (الموساد) من 1977 إلى 1987.كما عمل أيضاً في تجارة السلاح، وكان وسيطاً في صفقات السلاح التي تمت بين إسرائيل وإيران في أعقاب الثورة الإيرانية. وفي الفترة من 1987 إلى 1989 عمل كمستشار الاستخبارات الخارجية لرئيس الوزراء يتسحاق شامير 1989. ويعمل مستشار سياسي لعدد من رؤساء دول العالم.ومشهور في العديد من الفضائح الدولية، وهو المتحكم في كافة الصفقات التي تعقدها الشركة ، ويستخدم الشركة في خدمة أفكاره وآراؤه وما يؤمن به.

 

المصدر : مداميك

Exit mobile version