منذ السابع من فبراير حتى تاريخه.. لا يزال طلاب كلية الطب جامعة السودان في اعتصام عن الدراسة.. رافعين مطالب حقيقية وملحة.. تخيل كلية لتدريس وتعليم الطب والجراحة بدون مشرحة وبدون طاقم تدريس دائم !!.. . هذه الكلية المفترض ان يتخرج فيها اطباء نضع حياتنا رهن اصابعهم بعد مشيئة المولى عز وجل !!.. لا ادري كيف كانت الجامعة تتوقع ان يكملوا دراستهم بدون هذه الأساسيات؟ عني انا لا أستغرب
.. الجامعة كما كل الخدمات في بلادي .. كتر خيرهم وبارك الله فيهم .. قبلوك واعطوك رقم .. يلا (الباقي تموهوا خيال) .. وابتسم انت في السودان. دون الدخول في متاهات .. واحدة من تركات العهد البائد الثقيلة هو ذلك (البلف) المفتوح .. لاصدار تصديق الكليات والجامعات الخاصة .. تسابق الجميع لافتتاح كليات تعتبر استثمارية وذات عائد..
يضاف إلى ذلك الدعم البسيط والذي يأتي للجامعات على استحياء كل كذا شهر من وزارة المالية .. أصلاً وفي الحقيقة .. (بعيد عن السامعين) .. الدولة لا تصرف على التعليم .. كل جامعة (تشيل شيلتها) .. لذلك توسع القبول الخاص على حساب العام .. وصارت الجامعات كل يوم تعلن عن قبول دفعات جديدة في كليات علمية مرموقة مثل الطب والأسنان والصيدلة ..
ونافست الجامعات الحكومية قريناتها الخاصة في استهداف الاموال .. وبالذات العملة الصعبة .. فتدافع الناس زمرا .. زمرا .. وقاموا بتسجيل اولادهم وهم يمنون أنفسهم بدراسة ممتازة وتأهيل متقدم .. اذا بهم يفاجأوا .. بأن الكلية ليست بها بنى تحتية ولا معامل أساسية .. فتأمل مرة أخرى. هل السؤال هو كيف تم اصدار تصديق بكلية علمية مهمة مثل هذه ..
دون ارسال لجنة للتفتيش والتأكد من توفر البنى التحتية ومستلزمات الدراسة من معامل ومشرحة وطاقم تدريس؟؟ ربما .. لكن الأهم هو ماذا يجب ان يحدث بعد ان وقع الفاس في الرأس وتم قبول دفعات .. يعتصم منسوبوها حتى تاريخه ؟ الشئ الذي اعرفه ان الوزارة مشكورة كانت قد كونت لجنة لتقييم الجامعات ..
وهذه اللجنة تقوم بعملها حالياً وقد سافرت الى جامعات في الولايات ورفعت تقريرها عن اداء تلك الجامعات .. واعتقد ان الجميع في انتظار قرار الوزيرة بعد دراسة التوصيات .. طبعاً لا استطيع ان التزم بمقولة (اقعدوا فراجة ) .. رغم نصيحة القراء لي بأن (اخلي الشلاقة) فلا أحد يقرأ الصحف هذه الأيام ولا يسمعون النصح .. لكني اقول يا من بيدهم الأمر في وزارة التعليم العالي ..
لو كان الامر بيدي .. لأرسلت انذاراً قوياً لكل الجامعات ناقصة الترتيبات والاستعدادات .. وامهالها مدة عام فقط لتوفيق الأوضاع .. والا فان اسم الجامعة لن يكون ضمن دليل القبول في العام القادم .. وعليه سيكون على الجامعة الالتزام بتخريج الدفعات التي تم قبولها تحت اشراف لجان متخصصة ولكن لن يسمح لها بقبول دفعات جديدة .. الا بعد التأكد من اكتمال الترتيبات .. حتى ذلك الوقت يا سعادة وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي .. رجاء (اقفلي البلف).
الجريدة