كشف رئيس تحرير صحيفة “إنجمينا الجديدة” آدم علي آدم، لموقع “سكاي نيوز عربية”، عن وجود صراع على السلطة في القصر الوردي بين رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد، محمد إدريس ديبي، الذي خلف والده على رأس السلطة، وهيندا ديبي أرملة الرئيس الراحل، صاحبة النفوذ الواسع خلال فترة حكم زوجها، خاصة في مجال النفط، عصب البلاد.
وأوضح آدم أنه لا يوجد أثنين في تشاد يختلفون على أن هيندا ديبي أمرأة حديدية، تحكمت طول فترة حكم زوجها من خلف الكواليس، وكانت تتدخل في تعيين الوزارء والمديرين الآخرين المقربين منها، وتعين أقاربها في أهم المناصب، ما جعلها هدفا لأبناء ديبي الآخرين.
وأضاف أن العلاقة بين هيندا ومحمد كاكا خلال السنوات الأخيرة كانت تتسم بالود، لأن كاكا كان يشعر بالتهميش من جانب أخواته الآخرين لأنه ليس من أم تنتمي لقبيلة الزغاوة الحاكمة، بل من قبيلة القرعان المنافسة، كما أن هيندا أيضا ليست من أصول زغاوية وكانوا ينظرون لها على أنها داخليه على الأسرة، وعلى مبدأ عدو عدوك صديقك حدث تفاهم بين هيندا وكاكا.
وأشار إلى أن الخلاف بدأ خلال شهر مارس الماضي في حياة ديبي عندما تم استبدال مقربين من أولا الرئيس ومنهم ابنه سعيد، بآخرين مقربين من زوجته هيندا ولا سيما في قطاع البترول وشركة المحروقات التشادية التي يسيطر عليها أنصار زوجة الرئيس.
حرب في القصر
وكانت مجلة “جون أفريك” الفرنسية نشرت تقريرا قالت فيه إنه منذ تأكيد وفاة المارشال إدريس ديبي في 20 أبريل الجاري بعد اشتراكه في القتال ضد المتمردين شمال البلاد، وتسلم ابنه محمد إدريس- الشهير بمحمد كاكا- رئاسة المجلس العسكري والمجلس الانتقالي لحكم البلاد خلال الفترة الانتقالية؛ اندلعت الحرب في القصر الوردي (قصر الحكم) حيث يريد ورثة الرئيس الراحل كل نصيب من الكعكة.
ووفقا لمصادر “جون أفريك” بدأت الحرب بالفعل بين إديبي الابن (37 عاما) الضابط في الجيش، وهيندا ديبي (41 عاما) على خلفية صراع قديم أشعله موت المارشال، وإن توقعت ذات المصادر أن يهدأ بمرور الوقت.
النفط نجم السيطرة
وحسب المجلة الفرنسية، كان لهيندا تأثير كبير في إدارة البلاد تحت حكم إدريس ديبي، الذي عينها في منصب استراتيجي مكنها من السيطرة على نفط البلاد وإدارة عائدات النفط في تشاد في إطار عائلي.
وبالأرقام، تقول المجلة إن 73% من الـ 12 مليار دولار من العائدات المتراكمة منذ عام 2003 و 90٪ من الصادرات كانت تأتي من حاشية الرئيس إدريس ديبي، والأهم من ذلك زوجته هيندا ديبي، فمنذ زواجها من رئيس الدولة عام 2005 ، أصبحت السيدة الأولى شخصية رئيسية في صناعة النفط، مع ذراعها اليمنى، وزير النفط جراحيم لو بمجدجيل، حتى أنها تشارك في جميع الاحتفالات التي تخص بدء الإنتاج من الحقول الجديدة.
كما دعمت هيندا مقربين منها للسيطرة على كل مرحلة من مراحل عملية إدارة عائدات الإنتاج المدفوعة للدولة من قبل شركات النفط الكبرى، إكسون موبيل وبيتروناس، وشركة البترول الوطنية الصينية (CNPC).
دائرة عائلية
ولضمان استمرار السيطرة، عيَّنت موالين لها في شركة Société des Hydrocarbures du Tchad (SHT) التي تدير عائدات منطقة دوبا الغنية بالنفط، وبدأت الإنتاج في جنوب شرق تشاد.
والأخ الأكبر لهندا ديبي إتنو، وزير التعليم أحمد الخزعلي أسيل، أول رئيس تنفيذي لشركة SHT، وهو نفس المنصب الذي شغله محمد كاسر يونس الذي شغل هذا المنصب من 2011 إلى 2014 ، هو أيضًا جزء من الدائرة المقربة للسيدة الأولى، وكذلك إبراهيم حسين بورما، مدير التسويق في الشركة، والمدير المالي والمحاسبي الشاب للشركة محمد غويهيني جيه.
وبفضل هذا الفريق الذي توحده مصلحته المشتركة في السيطرة على مورد النفط الرئيسي، تمكنت هيندا ديبي، من المشاركة في أكثر عقود النفط ربحية في البلاد، كما كان لها رأي في إجراء تعيينات معينة، وظلت على اطلاع بآخر التطورات في هذا القطاع، وكان يتم نقل الأخبار لها أولا ثم تنقل إلى رئيس الدولة.
تنشط هندا ديبي أيضًا في القطاع الخاص حيث تعمل كوسيط بين الشركات ورجال الأعمال الأجانب الراغبين في التأسيس في تشاد، مثل كورسيكان ميشيل تومي، رئيس شركة تأجير الطائرات Afrijet.
من هي هيندا ديبي؟
وحسب موقع رئاسة الجمهورية في تشاد، فهندا من مواليد 2 أبريل 1980 في أنجمينا، وهي ابنة السكريتير الثاني في السفارة التشادية في أميركا سابقا محمد إبراهيم عشيل.
وحصلت على شهادة البكالوريا العلمية من ثانوية القلب المقدس بأنجمينا عام 1999، وسافرت إلى دولة توغو والتحقت بمعهد الإدارة والدراسات التجارية في لومي حيث حصلت على دبلومها.
وثم سافرت بعد ذلك إلى الرباط في المغرب، حيث درست المالية والمحاسبة في معهد الهندسة التطبيقية وتخرجت منها عام 2003.
التقت بالرئيس ديبي سنة 2005 وتزوجا في 2 أكتوبر 2005، وكانت زوجته الثانية بعد طلاقه من زوجته الأولى الحاجة حليمة، وأنجبت منه 5 أولاد.
سكاي نيوز