دخل صاروخ “لونغ مارش 5 بي” الصيني الخارج عن السيطرة، الذي حمل بنجاح جزءًا من محطة فضاء تبنيها بكين، مدار الأرض وسط مخاوف من سقوط نفاياته في أماكن مأهولة بالسكان.
وأطلق “لونغ مارش 5 بي” بنجاح الخميس الماضي وحدة “تيانهي”، أول المكونات الثلاثة للمحطة الفضائية التي تعتزم بكين إكمال بنائها في نهاية 2022، لكنه خرج عن السيطرة في مسار عودته، ليصبح موعد سقوط نفاياته وموقعها مجهولَين.
ومن المرتقب ارتطام أجزاء من الصاروخ بالأرض قريباً. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها ترصد مسار الصاروخ الصيني، متوقعةً دخوله الغلاف الجوي للأرض السبت في الثامن من مايو (أيار).
وقال البنتاغون في بيان الثلاثاء إنه لا يمكن تحديد موقع سقوطه إلا في غضون ساعات من دخوله الغلاف الجوي.
ولم تكشف سلطات بكين عن تفاصيل مسار عودة “لونغ مارش 5 بي”، ولم تذكر وكالة الفضاء الصينية إن كانت لا تزال تتحكّم بالجسم الأساسي من الصاروخ.
حوادث مماثلة
ويبلغ طول الصاروخ نحو 30 متراً ووزنه 22 طناً، ويتحرّك حالياً بسرعة 18 ألف ميل في الساعة. وبفضل سرعته الهائلة، ستحترق أجزاء منه عند دخوله الغلاف الجوي، لكن أجزاءً كبيرة ستسقط في الأرض، مشكّلةً عنصر خطر على البشرية.
وفيما تبقى البحار والمحيطات الأماكن الأكثر أمناً لسقوط نفايات الصواريخ الفضائية، فإن تشكيلها نحو ثلثي مساحة الكرة الأرضية سيقلل من نسبة تسبب الصاروخ بأضرار.
وفي حادثة مماثلة في مايو (أيار) 2020، سقطت أجزاء من صاروخ صيني يزن 18 طناً وخرج عن السيطرة، في المحيط الأطلسي قبالة غرب أفريقيا.
وفي مارس (آذار) الماضي أيضاً، سقطت أجزاء من صاروخ “فالكون 9” الفضائي، الذي أطلقته شركة “سبايس إكس” الأميركية، في واشنطن وفي ساحل ولاية أوريغون.
محطة “سي أس أس”
وتسعى الصين إلى بناء محطتها الفضائية “سي أس أس” المكونة من ثلاث وحدات رئيسة، وسيتطلب إنهاء بنائها إرسال نحو 10 بعثات بعضها مأهول، وستتيح لبكين تأمين وجود دائم لرواد في الفضاء.
ووحدة “تيانهي” التي أطلقت بواسطة الصاروخ “لونغ مارش 5 بي”، هي الموقع الذي سيقيم فيه رواد الفضاء مستقبلاً.
وستتحرك المحطة، التي تحمل بالصينية اسم “تيانغوغنغ” (القصر السماوي)، في مدار منخفض للأرض، على ارتفاع يتراوح بين 340 و450 كيلومتراً، وستكون شبيهة بالمحطة الروسية السابقة “مير”، التي عملت بين عامي 1986 و2001. وقد حددت مدة تشغيلها بما بين 10 سنوات و15 سنة، على غرار محطة الفضاء الروسية السوفياتية السابقة.
وبعد إطلاق “تيانهي”، ستطلق الصين مركبة الشحن “تيانتشو-2” لتلتحم بها، ومن ثم بعثة “شينتشو 12” المأهولة التي يفترض أن تنقل في يونيو (حزيران) رواد فضاء إلى المحطة.
إندبندنت