أعلنت منظمة الصحة العالمية، موافقتها على لقاح كورونا الذي طورته شركة سينوفارم الصينية، للاستخدام في حالات الطوارئ.
وأوصت لجنة خبراء اللقاحات التابعة للمنظمة بلقاح سينوفارم، وهو أول لقاح صيني يتلقى الضوء الأخضر من المنظمة، للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً فما فوق.
وكانت الدول العربية في طليعة الدول التي اعتمدت لقاح سينوفارم في حملتها القومية للتطعيم ضد الفيروس، وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة، التي سجلت لقاح سينوفارم وأعطته الموافقة على الاستخدام الطارئ في حملات التطعيم.
وفي مطلع العام الجاري، منحت السلطات الصحية في مصر اللقاح الصيني رخصة الاستخدام محلياً في حملة التطعيم التي بدأتها بالأطقم الطبية، كما تسلمت آلاف الجرعات منه حتى الآن.
وقامت كل من شركة “جي 42 للرعاية الصحية” في الإمارات و”سينوفارم سي إن بي جي”، خلال العام الماضي، بالتعاون في إجراء المرحلة الأولى للتجارب السريرية الثالثة للقاح غير النشط ضد فيروس كورونا في عدد من دول المنطقة بينها الإمارات ومصر والأردن بمشاركة أكثر من 43000 متطوع.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الصحة المصرية، لـ”سكاي نيوز عربية”، إنه من المقرر أن تتسلم البلاد مليون جرعة إضافية من لقاح شركة سينوفارم الصينية عبر شحنتين على مدار شهر مايو الجاري.
وأوضح المصدر أن اللقاح الصيني كان في طليعة اللقاحات التي استخدمتها مصر في حملتها للتطعيم ضد الفيروس التاجي، وبدأت بالأطقم الطبية ثم بقية المواطنين تباعًا، لافتا إلى أنه تم الاتفاق مع الشركة على توريد ملايين الجرعات.
وشدد على أن الوزارة لم ترصد أعراضًا جانبية “غير متوقعة وخطيرة” على المواطنين الذين تلقوا اللقاح الصيني، والذي يتم التطعيم به عبر جرعتين يفصل بينها 21 يومًا.
بدوره، قال مدير التطعيمات بالشركة المصرية للمستحضرات الحيوية واللقاحات (حكومية)، مصطفي محمدي، إن هذا اللقاح متميز للغاية، ولا يقل في أهميته وفعاليته وأمانه عن اللقاحات التي أجيزت من منظمة الصحة العالمية قبل ذلك.
وأضاف محمدي في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، أنه تم إجراء تجارب سريرية على اللقاح الصيني في مصر بالمرحلة الثالثة، ولذا نستخدمه منذ بداية الحملة القومية للتطعيم بلقاحات كورونا.
وكان محمدي أحد المشرفين على التجارب السريرية التي أجريت على اللقاح الصيني في مصر أواخر العام الماضي.
وأوضح أن هذا اللقاح ترتفع فيه نسبة الأمان بالمقارنة بباقي اللقاحات الأخرى، كونه جرى تصنيعه بالتقنية التقليدية في تصنيع اللقاحات مثل لقاح الإنفلونزا، والذي يعتمد على تقنية الفيروس المعطل أو “الميت”.
وتابع أن “هذا اللقاح قادر على تحفيز جهاز المناعة وإحداث استجابة مناعية كافية لتحقيق الوقاية ولا يوجد به عوامل خطورة”.
وشدد محمدي على أن وزارة الصحة المصرية لم ترصد أعراضا جانبية خطيرة أو غير متوقعة على المواطنين الذين تلقوا هذا اللقاح، وجاءت كافة الأعراض الجانبية التي أبلغ عنها في النطاق المقبول في مثل حالات الحصول على أي لقاح، مثل ألم في موضع التطعيم، أو ارتفاع طفيف في درجة الحرارة سرعات ما يزول.
ويعمل لقاح سينوفارم عن طريق دفع الجهاز المناعي للإنسان لصنع أجسام مضادة لفيروس كورونا، والتي ترتبط بالبروتينات الفيروسية، مثل ما يسمى بالبروتينات الشوكية التي ترصع سطح الفيروس.
وبمجرد التطعيم بلقاح سينوفارم، يمكن لجهاز المناعة الاستجابة لعدوى فيروسات كورونا الحية، حيث تنتج الخلايا المناعية أجساما مضادة تستهدف “بروتين سبايك”، مما يمنع الفيروس من دخول الخلايا، وقد تمنع أنواع أخرى من الأجسام المضادة الفيروس بوسائل أخرى.
وسبق لوزارة الصحة المصرية، التأكيد على أن اللقاح ثبت فعاليته بنسبة 86 بالمئة، وقدرته على إنتاج الأجسام المضادة بنسبة 99 بالمئة، وقدرته على متع حدوث الاصابات المتوسطة والعنيفة بنسبة 100 بالمئة.
واعتبر استشاري الحساسية والمناعة وخبير اللقاحات المصري، أمجد الحداد، أن إجازة الصحة العالمية لاستخدام الصيني “خطوة جيدة تكسر حاجز احتكار الشركات العالمية لفكرة تصنيع اللقاحات”.
وقال الحداد في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، إنَّ هذه الإجازة تتيح لكثير من الدول استخدامه مما يقلل بشكل كبير من نسب الإصابة بـ”كوفيد-19″، ويحد من مضاعفاته الخطيرة وخاصة في دول العالم الثالث، بجانب الإسراع من منظومة توزيع اللقاحات، وإزالة المخاوف عن اللقاحات الصينية.
وستسمح منظمة الصحة العالمية بإدراج اللقاح في آلية كوفاكس، وهو البرنامج العالمي لتوفير اللقاحات بشكل أساسي للبلدان الفقيرة.
وأوضح أن هذا القرار يسمح لمعظم المواطنين بالدول التي تضعه في حملتها القومية للتطعيمات، بالعبور من وإلى الدول الأخرى، لأن حال صدر شهادات للأشخاص الذين تلقوا التطعيم فإن لقاح شركة سينوفارم سيكون من الأولويات بعد اعتماده من قبل المنظمة، وبالتالي يسهل من إجراءات السفر.
وبيّن أن إجازة الصحة العالمية لهذا اللقاح، يعطي شهادة ثقة في مدى فعاليته للحماية من المضاعفات الخطيرة لفيروس كورونا.
أما عن مميزاته، أشار خبير اللقاحات المصري إلى أنه يتمتع بعدة أمور إيجابية، على رأسها سهولة النقل والتخزين، وانخفاض تكلفة شرائه بالمقارنة مع اللقاحات الأخرى، إضافة إلى أنه جرى إثبات فعاليته في الكثير من الدول العربية التي شاركت في تجاربه السريرية في المراحل المختلفة.
ويوضح الحداد أن نسبة الفعالية والمأمونية متميزة للغاية في هذا اللقاح، لأنه مصنع بطريقة تقليدية معتمدًا على فيروس غير نشط مثل أغلب اللقاحات المصنعة للأمراض الأخرى، وبالتالي فهذا يعطي نسبة أكبر من المأمونية والفعالية للحماية من المضاعفات الخطيرة.
المصدر : سكاي نيوز