كيف تعيش الفتيات السودانيات اللاتي التحقن بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ؟

هذا السؤال قد يكون دار بذهن الكثيرين قبل اليوم، لكن اليوم من المهم محاولة البحث عن أجابه حقيقية لهذا السؤال ، خصوصاً بعد أن وجهت الحكومة الامريكية مؤخراً الأتهام لزوجة “ابو سياف” القيادي بتنظيم الدولة الاسلامية “داعش” في التسبب في مقتل الناشطة الأمريكية كاميلا مولر (23 سنه) عاملة الأغاثة الانسانية التي أختطفها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا قبل عامين،

حيث شكل أعتقال “أم سياف” زوجة القيادي بتنظيم الدولة الاسلامية في شهر مايو 2015 نقطة هامة للتعرف علي عمليات تجنيد النساء والأعمال الداخلية للشبكة النسائية التي تتولى التجسس وفرض “زيجات” أشبه بالعبودية الجنسية داخل تنظيمالدولة الاسلامية ، وقد كانت كاميلا مولر أحدي ضحايا ممارسات أم سياف ، وقد قتلت في الرقة بعد أن أستخدمها خليفة الدولة الاسلامية وعدد من المختطفات ك “أئماء” بعد أن اصدر فتوي شرعية يحلل وجواز أستخدام جسدهن “للمتعة الشرعية” لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية . وكاميلا ملر أصغر فتاة امريكية انضمت الي حملة كفاية لمناهضة الابادة الجمعية ، وكان عمرها أنذاك 17 سنه فقط ، زارت كاميلا السودان وعملت كزميلة لنا في دارفور لتوثيق جرائم الحكومة السودانية خصوصاً في منطقة “مزبد” و”كرنوي” و”حسنيكته” و”لبدو” ، حيث كانت تحلم أن تشيد “قطية” بمزرعة والدها بولاية أركنساس الامريكية ، لكن الجهاديات من نساء الدولة الإسلامية المسميات ب “كتائب الخنساء” ، كان لهن الدور الإساسي في تقديم كاميلا واخواتها من العاملات في الشأن الإنساني الي “المجاهدين” كباغيات وأجبارهن علي ممارسة الجنس معهن ” للمتعة الشرعية” ، بالرغم من أن هولاء “الخنسائيات” هن في الأساس زوجات لهولاء الجهاديين الذين يقدم لهم “الأسيرات ” للمتعة الشرعيه هم من من بايعوا الدولة الأسلامية لإقامة الخلافة الأسلامية في دولة العراق والشام ، اليوم هناك العشرات من الفتيات السودانيات ضمن “كتائب الخنساء” المتزوجات وغير المتزوجات يعشن ك “أئماء” مع أزواجهن من مقاتلي تنظيم الدولة الأسلامية في سوريا وخصوصاً في مدينة الرقة عاصمة الدولة الأسلامية.

لتقصي أثر الفتيات السودانيات بدولة “داعش” فشلت وصديقي أزرهاوند دونالد بوث المتخصص في شئون الجماعات الأسلامية والمهتم بتنظيم داعش في أحصاء السودانيات اللاتي التحقن بتنظيم الدولة الاسلامية “داعش” في سوريا خلال 2015 و2016، وما توصلنا اليه ان الفتيات السودانيات بتنظيم داعش قد منحن أسماء جديدة مغايرة من أسمائهن الأصلية لذا من الصعب التعرف عليهن بسهولة، والطريقة الوحيدة للوصول ومعرفة معلومات حقيقية وعن أوضاعهن هو تتبع أثر كتائب “الخنساء” والبحث داخلها عن فتيات سمراوات وما يسمين ب “خنساء الحبشة” ، وهو الأسم الذي يطلق علي الفتيات القادمات من السودان والصومال وجيبوتي وألتحقن بتنظيم الدولة الأسلامية في سوريا والعراق ، وبالرغم من أن عدد “خنساء الحبشة” لا يتجاوزن العشرات مقارنة بالفتيات الاتي أنضممن من دول الخليج العربي والسعودية والدول الاوربية الي تنظيم الدولة الاسلامية ، الا أنه تاكد لنا بأن هناك أربعة منهن موجودات في مدينة الرقة بصحبة زوجة الإرهابي كولوبالي منفذ جريمة صحيفة شارلي أبدو بباريس العام الماضي ، والتي هربت من باريس عبر الحدود التركية وتقيم الان في مدينة الرقة السورية ، وهناك ثلاثة اخريات هن “مريم الحبشية ، وعائشة الحبشية ، وسيدة الحبشية ” يقمن متنقلات مابين مدينة الرقه السورية والحدود التركية حيث يعملن في طواقم طبية ضمن فيلق “مجددون” ، واخريات يتجاوزن السبعة عشرة في مناطق متفرقة من الدولة الاسلامية في سوريا ، وكذلك يمكن تتبع أخبار هولاء النسوة الجهاديات السودانيات من خلال تغريداتهن في تويتر التي يؤيدن التنظيم في العراق وسوريا ، واللاتي يسمين أنفسهن باسماء مختلفة ويضعن صورهن وهن حماملات اسلحة ومدافع ضمن “كتائب الخنساء”.
والمحصلة أستطاعت الرسالة الإعلامية المصممة للدولة الاسلامية أغراء وأغواء فتيات سودانيات علي قدر كبير من الجمال من طالبات الجامعات الراقية والاسر الثرية في السودان، وساعدتهن علي سرعة الهروب من حياتهن التي يفترض أنها غير عادلة وبائسة جنسياً وممله وفقيرة روحياً ، والهجرة – بدلا من ذلك – إلى المدينة الفاضلة في الدولة الإسلامية ليتزوجن بمجاهدين وتحظي بلقب ك “عرائس جهاد ” معرفه ب “خنساء حبشية” تخدم دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام.

الفاضل سعيد سنهور – حريات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.