بشكل مفاجئ، حطت طائرة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مطار الخرطوم، وذلك لمناقشة قادة الخرطوم المنخرطين بحماسة شديدة في التحالف العربي الذي تقوده المملكة في ملفات تشمل سوريا واليمن إضافة الى مجموعة من القضايا المتصلة بالأوضاع في ليبيا والصومال.
الزيارة التى استمرت لساعتين فقط التقى خلالها الوزير في اجتماع مغلق مع الرئيس عمر البشير، وعقب الاجتماع صرح الجبير بأن اللقاء ناقش جملة من الموضوعات في المحيطين العربي والإسلامي، مشيرا لتطابق وجهات نظر الطرفين في تلك القضايا.
قضى وزير الخارجية السعودي ساعة من ساعتيه في الخرطوم في اجتماع مغلق مع الرئيس البشير وساعة أخرى مع بقية المسئولين السودانيين. فما هي الملفات التي ناقشها وزير الخارجية السعودي؟ وما المغزى من زيارة الساعتين؟ وما هي الموضوعات التي أكد الوزير حسمها؟ أتراه كان يقصد إقناع الخرطوم بالمشاركة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من داخل الأراضي السورية؟ مع الوقوف على إمكانية تباحث الطرفين في موضوعات لم يردْ لها الخروج إلى العلن كما في قضية السدود السودانية التي التزمت الرياض بتمويلها.
يرى مراقبون أن زيارة الساعتين آتت أكلها لأن تصريحات المسؤولين السودانيين حسمت مسألة إرسال قوات سودانية إلى سوريا بصورة أغلقت كل بوابات التردد. وقال وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور إن السودان سيشارك في أي عملية عسكرية في سوريا بحسبانه مكوناً من مكونات التحالف العربي بقيادة السعودية مع الإشارة إلى أن أوان الكلام في هكذا أمر سيأتي لاحقاً.
يتوقع الخبير الدبلوماسي، السفير عبد الله خضر، أن يكون لزيارة الجبير ما بعدها، لا سيما وأن المؤشرات تنحو إلى الأهمية البالغة لموضوعات النقاش التي دفعت الوزير السعودي إلى زيارة الخرطوم لسويعات مفضلاً عدم إدارة هذا الأمر عبر الهاتف.
وأوضح خضر في حديثه مع “الصيحة” أن التطورات المتلاحقة في المنطقة ابتداء من المحور الجديد لرعد الشمال والمناورات التى تجري في المنطقة الشرقية إضافة الى الحرب التى لم تحسم في اليمن والموقف السعودي الجديد تجاه لبنان، كان سبباً أساسيا في زيارة وزير الخارجية السعودية، مشيراً الى أنه لا يفصل بين التصريحات التى صدرت من المسؤولين قبل الزيارة حيث كانت التصريحات متضاربة وكان هناك الكثير من التردد حول مشاركة السودان في عملية قتالية في سوريا وبعد الزيارة -طبقا لخضر- غيرت الخرطوم من موقفها وقالت إنه سيتم النظر في هذا الأمر.
وعلى ذات المنوال نسج عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي صديق يوسف، رأيه الذاهب إلى أن الحكومة السودانية غيرت موقفها تماماً من المشاركة بعد زيارة الجبير التي عدها يوسف نوعاً من الضغط على السودان رابطاً بين الضغوط وبين السعودية كممول رئيس للسدود التى تنتوي الحكومة إنشاءها (كجبار والشريك ودال).
بعدما ضمن الجبير مشاركة الجندي السوداني في حرب داعش، قال السفير عبد الله خضر إنه من المستبعد دخول التحالف لسوريا بحسبان أن ذلك سيشعل حرباً عالمية حيث ستصطدم قوى التحالف بداعش التي تريدها ومع القوات السورية والإيرانية وقوات حزب الله تحت غطاء من القصف الجوي لقوى دولية في مقدمتها روسيا وغير بعيد عن المشهد الولايات المتحدة. وبعد هنيهة صمت، قال خضر : (ستكون أرض سوريا فيتنام أخرى).
بيد أن صديق يوسف استبعد هذا الأمر فهو يعتقد أن قوى الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والسعودية متفقة على الهدف وإن اختلفت في الوسيلة، مشيراً إلى أن الصراع القائم الآن في المنطقة هو صراع مصالح حول النفط والسيطرة على موارد البترول في المنطقة.
المصدر :صحيفة الصيحة