(رعد الشمال).. الجيش السوداني في الميدان

أنطلقت أمس الأول في المنطقة الشمالية من المملكة العربية السعودية مناورات (رعد الشمال) والتي تعد أحد أكبر التمارين العسكرية في العالم من ناحية عدد القوات المشاركة واتساع منطقة المناورات حيث يشارك فيها 350 ألف جندي وأكثر من 20 ألف دبابة إضافة إلى ما يقارب 2500 طائرة من طرازات مختلفة وتستمرالمناورات حتى العاشر من مارس القادم في مدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن شمال شرق السعودية وتشارك في المناورات قوات من المملكة العربية السعودية والسودان والإمارات والأردن والبحرين وتونس وجزر القمر وجيبوتي وسلطنة عمان وقطر وماليزيا ومصر والسنغال والكويت والمالديف والمغرب وباكستان وتشاد وتركيا وموريتانيا إضافة إلى قوات درع الجزيرة و المناورات حسبما أشارت وكالة الأنباء السعودية تركز على تدريب القوات على كيفية التعامل مع القوات غير النظامية والجماعات الإرهابية، وفي نفس الوقت تدريب القوات على التحول من نمط العمليات التقليدية إلى ما تسمى بالعمليات منخفضة الشدة، كما يركز التمرين على تدريب القوات على العمل على عدة أنساق متباعدة الزمان والمكان وقالت الوكالة السعودية أن هذا التمرين يأتي في ظل تنامي التهديدات الإرهابية وما تشهده المنطقة من عدم استقرار سياسي وأمني وأنه يعكس رغبة الدول المشاركة في الحفاظ على أمن واستقرار المنطق
خبراء عسكريون قالوا أن حجم المناورة الكبير دليل اتفاق على مواجهة الإرهاب بجميع أشكاله وأنواعه والتصدي له في مواطن تواجده ومواجهة الدول الداعمة له ومحاربتها بكل الوسائل الممكنة للحد من تماديها وتعديها على حقوق الشعوب العربية ويرى محللين سياسيين أن (رعد الشمال) هي تأكيد على وحدة الدول العربية والإسلامية في مواجهة التحديات وقدرتها على التصدي لأي محاولات تخريبية في دول المنطقة وأنها تشكل رسالة ردع للقوى التي تحاول النيل من استقرار دول المنطقة
وكانت القوات السودانية المشاركة في المناورات قد وصلت إلى حفر الباطن شمالي السعودية الأسبوع الماضي وقال الجيش السوداني إن مشاركة قواته في المناورات هي مشاركة مبدئية تصب في الاتجاه الذي يخدم قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة العربية وأكد المتحدث باسم الجيش العميد الدكتور أحمد خليفة الشامي في تصريحات صحفية عقب مغادرة تلك القوات للخرطوم إن القوات السودانية المشاركة في المناورات هي قوات نوعية ومدربة تدريباً عالياً جداً وإن المشاركة السودانية تأتي من عدة منطلقات أولها تأكيد الدور المهم الذي يلعبه السودان في المنطقة العربية والإسلامية مع التزامه تجاه الأمن والاستقرار في المنطقة وشدّد الشامي على أن المشاركة هي أيضاً تأكيد على العلاقات المتجذِّرة والممتدة للقوات المسلحة السودانية مع القوات المسلحة السعودية وكل الجيوش في المنطقة العربية والإسلامية
المشاركة في عاصفة الحزم:
و القوات المسلحة السودانية كانت قد شاركت ضمن التحالف العربي الذي كانت قد دعت له العربية السعودية ايضاً في 26 مارس من العام الماضي والمكون من عشر دول وقال رئيس الجمهورية عمر البشير أن مشاركة قوات بلاده في عاصفة الحزم كان تأكيداً لموقف ثابت ومبدئي ووفاءً بالتزامات أخلاقية وسياسية حتمها واجب الأخوة والدين ووشائج القربى وأكد في خطابه أمام جمع من العسكريين خلال تخريج دفعة جديدة من ضباط القوات المسلحة الأسبوع قبل الماضي أنه ما كان للسودان أن يقف موقفا سلبياً تجاه قضايا أمته العربية
في حرب أكتوبر 1973
وحضور الجيش السوداني في مثل هذه التجمعات العربية و الاقليمية بدأت منذ زمن بعيد ولعل أبرز حضور عسكري له تمثل في المشاركة إلى جانب القوات العربية في حرب أكتوبر في العام 1973 والتي عرفت بحرب رمضان ضد إسرائيل، حيث شاركت القوات السودانية كقوة احتياط بلواء مشاة وكتيبة قوات خاصة.
وشاركت القوات المسلحة السودانية ايضاً في حرب فلسطين عام 1948 م بحوالي 250 جندي وفي الكويت1963و لبنان عام1976 ضمن قوات الردع العربية لحفظ السلام تحت لواء جامعة الدول العربية كما شاركت أيضا في عمليات دولية تصب في مساعي حفظ السلام والاستقرار كما في الكونغو البلجيكي عام 1960 وفي تشاد عام 1979 وفي ناميبيا في 1989 م، ، وشاركت في عملية إعادة الحكومة المدنية في جمهورية جزر القمر حيث ساهمت قوات المظليين السودانية في استعادة جزيرة انجوان وتسليمها لحكومة جزر القمر عام 2008 م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.