بعد سنوات من الإنتظار ..وعدها بالزواج وتزوج من غيرها .. فماذا قال لها الشيخ عبد الحي يوسف؟

فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله، أنا بنت عمري 32 عام، لم أتزوج حتى الآن، كنت أنتظر الزواج بشخص معيَّن بعد وعده لي بذلك، وانتظرت عدد من السنوات وكنت أدعو الله دائماً أن يجمعنا ويكون من نصيبي، وفجأة ودون علمي تزوج بغيري!!
أنا الآن في حالة يأس وصدمة وأحس أن كل الأبواب مغلقة في وجهي، بداخلي وجع لا محدود!! انهارت أحلامي وضعف أملي في الحياة، وأنا كنت أدعو الله كل هذه السنوات ولم يستجب لي، أشعر أنني في هاوية لا أعرف أين تأخذني؟؟ أرجو افادتي

الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فأوصيك ونفسي بتقوى الله عز وجل والرضا بقضائه وقدره جل جـلاله، واعلمي أختاه أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وتذكَّري – أحسن الله إليك – قول ربك جل جـلاله {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} ثم إنني أنبهك إلى أمور:
أولها: لا أوافقك القول بأن الله تعالى ما استجاب لدعائك فما يدريك؟؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسـلم “ما من عبد يدعو الله تعالى بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل له الإجابة في الدنيا، وإما أن يدخر له في الآخرة مثلها، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها” فلعل الله تعالى صرف عنك سوء وأنت لا تدرين، لعل الله تعالى علم أن في زواجك من ذلك الشخص شراً وأنت لا تعلمين
ثانيها: اعلمي أن الذي خلق ذلك الشخص خلق من هو مثله ومن هو أفضل منه فلا تشغلي نفسك بالبكاء عليه والحسرة على فواته بل سلي الله أن يبدلك خيراً منه، وهو سبحانه باسط يديه بالعطاء بالليل والنهار
ثالثها: أكثري من الاستغفار فقد قال النبي صلى الله عليه وسـلم “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب”
رابعها: أكثري من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسـلم ليكفيك الله تعالى ما أهمك وغمَّك
خامسها: إياك واليأس من روح الله أو القنوط من رحمة الله {فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون} {ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون} استعيني بالله ولا تعجزي واحرصي على ما ينفعك، وأقبلي على الدنيا ومنافعها فالأيام دول يوم لك ويوم عليك، ويوم يسوء ويوم يسر، والله الموفق والمستعان.

انضم لقروب الواتسب