خبير مفاوضات أديس أبابا للحركة الشعبية شمال د. فرح العقار : لا ضرورة للمشورة الشعبية

حوار: هبة محمود سعيد
عد خبير مفاوضات أديس أبابا للحركة الشعبية د. فرح العقار، مطلب الحلو بالمشورة الشعبية للمنطقتين لا ضرورة لها.
واكد ان مفاوضات سلام جوبا مع مالك عقار ناقشت كل قضايا المنطقتين، واعتبر عقار أن من وضع مطلب العطلة الرسمية يوم الأربعاء اما شخص غير راغب في السلام أو شخص يبتز، مؤكداً أن المفاوضات وفق المطلوبات الموضوعة سوف تواجهها صعوبات.. وبقية الحوار في السياق التالي:
• بالامس رفض الوفد الحكومي احد بنود التفاوض مع الحركة الشعبية، وهو يتعلق بالمشورة الشعبية؟
ــ نعم المشورة الشعبية هي اخذ رأي المواطن كما ورد في اتفاقية السلام الشامل في بروتكول فض المنطقتين ٢٠٠٥م اذا كانت الاتفاقية ملبية للاشواق ام لا، والأمر الأساسي في المشورة الشعبية هو نوع الحكم اللامركزي المطلوب للمنطقتين، وأجابت عليه الاتفاقية بالحكم الذاتي، والآن اتفاق سلام جوبا الذي وقع مع مالك عقار تم الاتفاق فيه على تنفيذ الحكم الذاتي وايضاً التشريعات الخاصة  بخصوصية بالمنطقة بما يوائم التشريعات القومية، ولذلك المشورة الشعبية اتفاق نيفاشا حملها، وبدأنا فيها في النيل الأزرق لكن بسبب الحرب لم تكتمل، وفي جنوب كردفان لم تبدأ بعد لأن الخلاف كان كبيراً وعميقاً واندلعت الحرب، ولذلك انا لا أرى ضرورة بعد حسم نوع الحكم والتشريعات الخاصة بالمنطقة، ولذلك لا أرى ضرورة للمشورة الشعبية.
• هل صحيح مثلما يرى البعض أن المشورة الشعبية عبارة عن فخ لتفكيك السودان، وتصبح على غرارها المنطقتان جنوباً جديداً؟
• جغرافياً بعد انفصال الجنوب أصبحت النيل الأزرق وجنوب كردفان هي جنوب السودان الحالي و…
• اعلم ولكن عنيت جنوباً جديداً بالانفصال؟
ــ نعم اذا كان توصيفك هو جنوب جديد من ناحية الانفصال فإن ذلك لن يحدث.
• إذن لا توجد أية مهددات بشأنها؟
ــ التهديد يأتي من طرح تقرير المصير والعمل على خيار الانفصال اكثر من الوحدة، فإذا تم العمل على خيار الانفصال اكثر من خيار الوحدة يصبح ذلك خطراً، ولذلك نحن مبدئياً نتفادى حق تقرير المصير، أو وضع البلاد في معادلة تقرير المصير لتحديد خيار الوحدة او الانفصال.
• هل يمكن أن تقود المشورة الشعبية  لتقرير المصير؟
ــ لا.. لا من ناحية قانونية او دستورية
برأيك لماذا تم طرحها من قبل الحلو؟
ــ ربما للحلو رؤية او نظرة او طموحات غير معلومة لنا او مرئية، ولكن بما نراه الآن وبما حققته اتفاقية سلام جوبا لا نرى اية حاجة للمشورة الشعبية.. عموماً في ما يتعلق بقضايا المنطقة التي تمثل جذور المشكلة التي من أجلها اندلعت الحرب والتي من أجلها استمرت ٣٦ عاماً لا تعالج بحق تقرير المصير او الانفصال.
• هل يمكن أن تستخدم الحركة الشعبية المشورة الشعبية ذريعة للانفصال؟
ــ المشورة الشعبية هي اخذ رأي المواطنين أنفسهم حول الاتفاق وقسمة السلطة والموارد والتشريعات، واذا ما كان تم تنفيذها ام لا لكن إذا تعدت ذلك فهذه لا تصبح مشورة شعبية إنما تتحول مباشرة  إلى حق تقرير المصير في تحديد الوضع المستقبلي للمنطقة الوحدة او الانفصال. والأمر الثاني المشورة الشعبية هي اخذ رأي الناس والأمر الكبير فيها هي تحديد نوع الحكم في المنطقتين وانقسام الناس ما بين الحكم الفيدرالي والحكم الذاتي في إطار الدولة الواحدة.
• كخبير في التفاوض واحد ابناء المنطقة كيف تنظر الى المفاوضات، سيما أن الكثير يرى انها لا تلبي احتياجات المواطنين هناك كما انتقدوا مطالب الحلو نفسها؟
ــ جذور المشكلة في المنطقتين اتفاق مالك عقار تناولها ولو هم طارحون قضايا إضافية فلا بأس، لكن القضايا القومية مثل العلمانية وفصل الدين عن الدولة فهذه مكانها ليس هنا.
• مكانها أين؟
ــ هذه القضايا تحتاج لمنبر مختلف عن منبر التفاوض الثنائي في ما يلي المنطقتين ومركز السلطة في الخرطوم. فالقضايا القومية مكانها المؤتمر الدستوري والمنابر القومية الكبيرة التي تجمع كل السودانيين ليحددوا مصيرهم فيها.
• برأيك هل يمكن أن يعيق رفض الحكومة للبند المتعلق بالمشورة الشعبية التفاوض؟
ــ طبيعة المفاوضات ليس كل ما تطرحه يجد الاستجابة. لك رأي موضوعي وللطرف الآخر أيضاً رأي موضوعي في أن يرفض او يقبل، وفي الآخر طاولة المفاوضات مهارة في الآخذ والرد لحين التوصل الى اتفاق.
• إذا أصبح هناك تشدد؟
ــ إذا أصبح هناك تشدد او ابتزاز فإن الطرف الآخر من حقه ان يرفض ويعلق التفاوض إلى حين تجديد رؤى جديدة او عزيمة جديدة.
• كيف ينظر أهالي المنطقتين الى المفاوضات بأمل ام ماذا؟
ــ نحن في المنطقتين طبعاً مطلبنا الأساسي هو السلام القائم على حل جذور الازمة التي عشناها منذ ما قبل  الاستقلال.
• هذا المطلب أجاب عنه اتفاق سلام جوبا؟
ــ نعم، ولذلك اذا كانت هناك أشياء ناقصة او اضافية يريدون اضافتها فهذا مقبول، لكن قضايا قومية يريدون اقحام المنطقتين فيها حتى يتحملوا اوزارها يا يقبل الطرف الآخر او الذهاب للحرب لإضافة المزيد من معاناة الناس، فهذا بالنسبة لنا مرفوض.. القضايا القومية مكانها المنابر القومية، لكن السلام مطلبنا الأول وهو مهم لكل السودان لانه ارهق خزانة الدولة وبدد الدخل القومي وخلق الاشكالات السياسية، واقحم البلاد في الكثير من المشكلات القانونية ما كانت البلاد ان تلجها لولا الحرب.
• كيف تعلل رفض الحكومة للمشورة الشعبية هل لأنها وصلت لاتفاق مع مالك عقار في ما يتعلق بالحكم الذاتي؟
ــ نعم لأنها وصلت لاتفاق مع مالك.
• المعروف أن الحلو خبير في التفاوض فكيف تسقط عليه مثل هذه المسألة؟
ــ قد يكون كما ذكرت لك لديه طموحات من حقه ان يقدمها ومن حق الطرف الآخر ان يقبل او يرفض.
• كيف تتوقع أن تمضي المفاوضات بين الطرفين؟
ــ مسودة الاتفاق الإطاري تحدد التفاوض، فإذا كانت هناك مرونة سياسية وإرادة بدون ابتزاز سوف تذهب المفاوضات للأمام.
• من خلال متابعاتك ما هي توقعاتك؟
ــ بالطرح المطروح فإن هناك صعوبة في التفاوض.. السقف كان عالياً.
• لكن الحكومة وافقت؟
ــ وافقت كاجندة للتفاوض لكن ليس اتفاقاً.
• هل اختيار يوم الأربعاء عطلة رسمية يهم مواطن المنطقة؟
ـ وضع هذا المطلب يدل على شيئين، اما شخص غير راغب في السلام أو ابتزاز، لأنه من غير الممكن أن تحدد ولايتان العطلة، والغريبة أن أغلب سكان المنطقتين مسلمون.

المصدر: الانتباهة أون لاين

Exit mobile version