آخرها بين الجيش والدعم السريع.. أخبار التوترات بين المكونات العسكرية .. من يسعى للفتنة؟

من وراء إنتشار هذه الأخبار؟  وهل الغرض منها خلق فتنة وبلبلة بين الجيش والدعم السريع؟ ولصالح من؟  وهل وراء هذه الأخبار استخبارات خارجية ؟ أم أحزاب داخلية لاتريد وجود الدعم السريع في السلطة؟ وفي حالة قيام مواجهة من المستفيد؟ أم بالفعل هناك خلافات كبيرة بينهما ولكنها لم تصل مرحلة الإنفجار وأن الخبر عبارة عن إنذار مبكر لمواجهة قادمة؟ جميعها أسئلة كانت حاضرة في أذهان الجميع ليل أمس الأول على خلفية إنتشار خبر أورده  موقع (مونتي كارو) الإخباري وضجت به كافة وسائل التواصل الإجتماعي وتحدث عن تصاعد وتيرة الخلافات بين قادة المكون العسكري أي تحديداً بين الجيش والدعم السريع، بل أورد الموقع استعدادات للطرفين لمواجهة بعضهما البعض، الأمر الذي أقلق الجميع بأن هناك حرباً قادمة في الخرطوم، لتزيد من معاناتهم الموجودة في ظل الأزمات المتراكمة سواءً كانت الإقتصادية والأمنية.

خلق فتنة:

ولكن عقب إنتشار الخبر بصورة واسعة وتناوله الجميع في الداخل والخارج أصدر المستشار الإعلامي للقائد العام لقوات الشعب المسلحة العميد د. الطاهر أبوهاجة تصريحاً صحفياً وقال إن ما أوردته بعض الوسائط عن وجود توتر بين القوات المسلحة والدعم السريع لا أساس له من الصحة وإشاعة الهدف منها خلق فتنة بين المكون العسكري وهي تعبر عن حالة الإحباط التي تعاني منها بعض الجهات بعد فشل مخططاتها الشريرة من مسيرة ٣ يونيو والتي تمت بصورة حضارية دون توقع تلك الجهات.

مواجهة عسكرية  :

وأورد الموقع المذكور أنه تصاعدت حدة التوتر بين قادة المكون العسكري بعد أن رفعت قوات الدعم السريع وتيرة استعدادها القتالي داخل العاصمة القومية في كل معسكراتها الفرعية.

 وعلمت (مونتي كارو) أن حميدتي قد أعاد تمركز نحو أربعين قطعة مدرعة وسيارات (همر) مصفحة من وحداته الفرعية في مقر قواته شرق مطار الخرطوم(مقر عمليات جهاز الأمن سابقاً) استعداداً لطاريء ما .

وفِي المقابل وضعت القيادة العامة للقوات المسلحة كل مناطق العاصمة السبع  تحت الاستعداد بدرجة ١٠٠٪ وعلمت (مونتي كاروو) أن الفريق أول محمد عثمان الحسين زار فجر اليوم سلاح المدرعات في الشجرة وتأكد بنفسه من الجاهزية القتالية للسلاح، وكان الفريق عصام كرار رئيس أركان القوات البرية قد قضى ليلة أمس في إتصال مباشر بالوحدات ولا يزال حتى  كتابة هذا التقرير في سلاح المدرعات بالشجرة وقد تمم بنفسه على كل وحدات السلاح، في غياب قائد الوحدة اللواء أحمد عبود بسبب إصابته بالكورونا مؤخراً وتحسبهم لخوض مواجهة ربما تحتاج إلى قيادة متقدمة قد لا يتناسب مع حجمها  قائد ثاني العميد أيوب أيوب عبد القادر محمد مصطفى الذي يعتقد أنه وثيق الصلة بقائد الدعم السريع الفريق أول حميدتي .

تصريحاتنارية

ولكن  صادف إنتشار الخبر المتداول تصريحات نارية لقائد قوات الدعم السريع   نائب رئيس مجلس السيادة ،الفريق أول محمد حمدان دقلو ، تؤكد استياءه من الوضع العام وغضبه من كثرة الإنتقادات الموجهة  لهوقواتهوالتسريباتالتيظلتتصدرباستمرارللإنتقاصمنهومندورهفيعمليةالتغييربجانبالإتهاماتالتيظلتتلاحقهفيعمليةفضإعتصامالقيادة،

أي أن حميدتي لم يسلم منذ تربعه على رأس السلطة. وأتهم حميدتي   من  خلال تصريحاته جهات عملت على شيطنته والتقليل من شأنه،ولفت أن تلك الجهات قللت من سودانيته،ورتبته العسكرية.

وقال حميدتي لدى مخاطبته تأبين القيادي في حركة جيش تحرير السودان مبارك نميري “الجمعة” إنه الشخص الوحيد في اللجنة الأمنية إعترض على مخططات منسوبي النظام السابق،وأضاف”كنت الشخص الوحيد الذي اعترض على مخططاتهم كلهم كانوا مجتمعين على فض الإعتصام” وتابع”لولانا لكان البشير حتى الآن حاكماً،نحن من قمنا بإعتقاله ووضعه في الإقامة الجبرية”.

المشهد غير واضح:

على العموم لازال المشهد غير واضح في ظل تزايد الأزمات الداخلية ومعاناة المواطن في الحصول على أبسط إحتياجاته المعيشية، في ظل صمت حكومي لا يحركه ساكن، أدى إلى إنفجار  الشارع السوداني مرة أخرى  دفعه للخروج مرة أخرى ويدعو لاسقاط النظام  لإحداث تغيير آخر، فهل الوضع يحتمل إندلاع عنف عبر البندقية داخل العاصمة الخرطوم والولايات خاصة وأن الأمر لن يتوقف عند الدعم السريع والجيش بل هناك قوات تتبع للحركات المسلحة تتواجد داخل العاصمة فمن المستفيد من تحويل السودان إلى ليبيا واليمن. أو إلى ساحة حرب أخرى ترصدها القنوات والفضائيات.

بعض المراقبين تحدثوا لـ (الإنتباهة) عن أياد  ربما تتبع للنظام البائد والحركة الإسلامية لازالت متواجدة داخل الجيش تريد تأجيج الصراع لإبعاد  الدعم السريع عن المشهد ليسهل لها عملية التغيير لصالحها مرة أخرى خاصةً وأن الدعم السريع هو من وقف مع تغيير النظام البائد ، بينما يرى آخرون أن استخبارات دول مجاورة أيضاً تعمل على إبعاد الدعم السريع عن المشهد وتقَوية الجيش السوداني لأن من صالحها ذلك، لكن هناك من يؤكد استفادة بعض الأحزاب من حدوث وقيعة بين الجيش والدعم السريع لإبعادهما عن المشهد وعن السلطة تحديداً لتحويل الحكم إلى مدني دون وجود للعسكر.

وتساءل حميدتي عن ذنبه ليتم شيطنته والتقليل من شأنه وتابع”هؤلاء يرون المناصب القيادية حصرياً على جهات معينة وأشخاص بعينهم” وزاد”عن بكرة أبيهم كانوا مجتمعين لفض الإعتصام أنا البقيت السبب ودعمت الشعب والآن أصبحت عدواً للشعب”.

وتابع”إختصروا دوري في أن أكون مقاتلاً في الخلا أقابل ناس الحلو ومناوي وجبريل،لكن نحن تاني ما بتنغشى”

وأشار إلى أن التغيير في السودان حتى الآن لم يكتمل ووصف ما جرى بأنه إعتقال للرئيس المخلوع عمر البشير فقط وإدخاله السجن.

 وكشف حميدتي عن تململ وسط الأجهزة الأمنية والعسكرية من تأدية واجباتهم خوفاً من استهدافهم في إشارة سجن بعض العسكريين على خلفية إتهامهم بقتل متظاهرين يوم 29 رمضان الماضي.

وأكد حميدتي أن إتفاق السلام سيتم تنفيذه وأن الترتيبات الأمنية أيضاً سيتم تنفيذها في غضون الأيام المقبلة.

ووصف الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والأمنية بالمضطربة،وأتهم المثقفين بقيادة حملة للعنصرية وشيطنة البعض.

اللعب بالنار :

استنطقت (الإنتباهة) الكاتب الصحفي ضياء بلال الذي كتب في عمود سابقاً تحت عنوان (اللعب بالنار) حول ذات الأمر وقال هذا  أسوأ (سيناريو) يمكن توقُّعه، حُدُوث مواجهات عسكرية بين الجيش والدعم السريع.

والأسوأ من ذلك أن تكون العاصمة الخرطوم مسرح المواجهة، ومنها تنتقل العروض النارية للولايات..!

وأشار ضياء  في حديثه لـ(الإنتباهة) ليس   توهُّماً ولا إعتناقاً لنظرية المُؤامرة، توجد جهات خارجية ومحلية لها منافع متنوعة في عدم استقرار السودان، وأضاف أن هناك طرفين أساسيين سيستفيدان من تلك الوقيعة لو حدثت، لا قدّر الله: ولفت إلى أن هنالك أطرافاً خارجية ماكرة ومُتآمرة، حريصة على تحقق ذلك (السيناريو)، إذ ترى فيه تحقيقاً لمصالحها التكتيكية القريبة، والاستراتيجية البعيدة المدى.

السُّودان المُستقر القوي، القادر على الاستفادة من موارده الطبيعيّة وثرواته المعدنية، سيحرمها من تحقيق أطماع مستقبلية، وزاد تُوجد أطراف داخلية، يمينية ويسارية، تجد في العلاقة المُستقرّة بين الجيش والدعم السريع، خطراً يتهدّد وجودها وفاعليتها في المسرح السياسي..!

وهذه الأطراف المحلية تسعى لتحقيق واحد من أثنين، إحداث الوقيعة أو استقطاب طرف لجانبها ضد الآخر..!

وشدد محدثي على أن صوت العقل والحِكمة وحده، ما يجعل إحتمال تلك المُواجهة خارج دائرة التوقع.

وقال الجيشُ يضع ألف حساب لوجود الدعم السريع في المُعادلة، لذا لن يُغامر بإتّخاذ خطوات مُنفردة خارج (حِذية الموقف المُشترك منذ مُغادرة ابن عوف).

الدعمُ السريع كذلك يدركُ فداحةَ الخسائر التي سَيَتَكبّدَهَا إذا حدثت مُواجهةٌ مفتوحة مع الجيش.

وأردف  بلال بالقول الحقيقةُ التي لا يُمكن تجاوزها أو القفزُ من فوقها، السودانُ دولة مُلغمة بالأزمات.

غاز وبنزين وجازولين وفيرنس، في غرفة مُغلقة وتحت درجة حرارة مُرتفعة، تنتظر فقط شرارة، تأتي مِن هُنا أو هُناك..! وأضاف دولةٌ بناؤها هشٌّ، كل شيء فيها قابلٌ للكسر والإشتعال، تحتاج إدارتها لحكمة ووعي وسِعَة أُفق وسماحة نفس، ما غير ذلك الهلاك والدمار  وسوء المنقلب.

ولايزال  السؤال مطروحاً هل ما يصدر من تصريحات هنا وهناك سيقوي من علاقه الجيش والدعم السريع ويدفعهما للعمل بتناغم وتنسيق أكثر،  أم كثرة التأويل والإتهامات الموجهة لقائد الدعم السريع ستدفعه لنفض يده والخروج من الإنتقالية بأقل خسائر والتوجه لصندوق الإنتخابات لاسكات الجميع؟ أم سيخرج من المشهد. ويدخل في مواجهة مع الجميع خاصه وأنه لازال يتحدث عن أنه من وقف وراء تغيير البشير وإيداعه السجن؟؟

المصدر: الانتباهة أون لاين

Exit mobile version