التقنيات المتطورة تعزز حماية مرضى السكري من كبار السن

أكد خبير طبي لمرض السكري، أن انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم أو ما يعرف بـ «الهيبوجلاسيميا»، هي واحدة من المضاعفات الرئيسية التي تواجه مرضى السكري الذين يعالجون بالأنسولين أو بعض أدوية السكري الأخرى.

ولاسيّما المرضى من الفئات العمرية الأكبر سناً، حيث يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى حدوث ضعف جسدي وإدراكي شديد لدى المريض إذا ما تُركت دون علاج، ومع ذلك لا يتم – إلى حد كبير – الإبلاغ عن هذه المشكلة من جانب المرضى.

لافتاً إلى أن مثل هذه الحالات وغيرها من المشاكل الصحية المرتبطة بداء السكري توضح مدى أهمية دور تثقيف مرضى السكري والتقنيات الحديثة في إدارة الحالات والنوبات الخطيرة التي يمكن أن يتعرض لها مريض السكري.

وأوضح الدكتور أحمد اللبودي، استشاري الغدد الصماء والسكري في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، التابع لمبادلة للرعاية الصحية، أن مستوى السكر في الدم البالغ 70 ملليجراماً أو أقل لكل ديسيلتر (ملجم / ديسيلتر) يُعد مؤشراً على أن المريض يعاني انخفاضاً في مستوى السكر في الدم.

وقال إن مرضى السكري الذين يعالجون بالأنسولين هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة ولا سيّما مع تقدمهم في السن، وفي حال تم تجاهل هذه المشكلة فمن الممكن أن تؤدي في النهاية إلى إصابة المريض بالوهن أو فقدان بعض الوظائف.

عوامل
وأشار إلى أن هناك العديد من العوامل التي تجعل كبار السن أكثر عرضة للإصابة بنقص السكر في الدم، بما في ذلك زيادة مدة الإصابة بمرض السكري والتغيرات الفسيولوجية المرتبطة بالتقدم بالعمر.

ويمكن أن يعاني المرضى من العديد من الأعراض بما في ذلك فرط التعرق والشعور بالدوخة والخفقان والغثيان والاضطراب البصري والارتباك عند تعرضهم لنوبة. ويستخدم مصطلح «انخفاض شديد في مستوى سكر الدم» لوصف الحالة التي يكون فيها المريض مرتبكاً أو فاقداً للوعي ويحتاج إلى المساعدة لمعالجته.

وأضاف: «يمكن أن يؤدي نقص السكر في الدم إلى عواقب جسيمة للمرضى من هذه الفئة العمرية. كما أن عدم قدرة المريض على التعامل مع الحالة المرضية بشكل صحيح يمكن أن يؤدي إلى سقوطه على الأرض وتعرضه لكسور.

إضافة إلى ذلك، فإن تعرض المريض لانخفاض مستوى السكر في الدم، يمكن أن يزيد من خطر عدم انتظام ضربات القلب، وبالتالي تعريض حياته للخطر، وقد أظهرت بعض الدراسات أيضاً أن هناك ارتباطاً بين انخفاض مستوى السكر في الدم والخرف»، محذّراً من أن تعرض المريض بشكل متكرر لانخفاض مستوى السكر في الدم يمكن أن يقلل من قدرته أو يفقده القدرة على إدراك العوارض التحذيرية المرتبطة بالحالة، الأمر الذي يزيد من خطر تعرضه لنوبات حادة.

تقنيات
وشدّد الدكتور اللبودي على أهمية التقنيات الجديدة والمتطورة إلى جانب التوعية الصحيحة بالمرض وأعراضه ومضاعفاته في مساعدة المريض على إدارة مستويات الجلوكوز في الدم وتقديم رعاية أفضل لكبار السن المصابين بمرض السكري وتنبيههم عندما يكونون في خطر فضلاً عن تحسين جودة حياتهم بشكل كبير.

لافتاً إلى أن إحدى هذه التقنيات تتمثل في نظام المراقبة المستمرة للجلوكوز (CGM)، التي تعمل على قياس مستوى الجلوكوز في سائل الأنسجة كل دقيقة إلى خمس دقائق، لتوفر صورة كاملة لملف تعريف الجلوكوز لدى المريض وتسمح له بالتعرف إلى نوبات ارتفاع أو انخفاض مستويات الجلوكوز التي غالباً ما يتم تجاهلها. ويمكن أيضاً دمج أنظمة المراقبة المستمرة للسكري مع مضخة الأنسولين الخاصة بالمريض لتعليق توصيل الأنسولين تلقائياً ومنع حدوث نوبة سكر الدم.

المصدر : البيان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.