كشف تفاصيل الغش في امتحانات الشهادة السودانية

يبدو أن أحد الطلاب الأردنيين الجالسين لامتحان الشهادة السودانية، لم يكن متحسبًا بما يكفي لعاقبيل الأمور حين نسى أن يترك هاتفه الجوّال في وضعية (صامت)، رغم أنه تمكن بطريقة أو أخرى من إخفائه واصطحابه إلى حجرة امتحان مادة الأحياء. في ذلك اليوم، كانت الأمور في مركز مدرسة علي السيد بضاحية أركويت في الخرطوم، تمضي على وتيرتها العادية، انتظم الطلاب المُمتحنون ومراقبوهم، كل في مكانه ووزعت عليهم أوراق الامتحان.
الآن القلوب واجفة والكل منهمك في إيجاد الإجابات والحلول النموذجية، الوقت يمضي بسرعة، دقات القلوب تتسارع، فيما الطالب الأردني ينتظر ريثما يأتيه فرج ما. في هذا الفصل تحديدًا، كانت المراقبة الأستاذة (منجدة الريح)، تجوب صفوف الممتحنين، ترصد كل شاردة وواردة بعينين يقظتين وأذنين مرهفتين.
(1)
ومع اقتراب انتهاء الوقت المخصص للامتحان، يأتي الفرج إلى الطالب الأردني، إلا أن أذني منجدة تلتقطانه لتحولانه إلى (كربة)، رنين تطبيق الـ(واتساب) الصادر عن هاتفه، يتفجر في أذني المراقبة كدوي انفجار هائل، تتجه بخطوات ثابتة وحزم شديد إلى مصدر الرنين، حيث الطالب الأردني، تطلب منه الهاتف وتخبر زميلها – المراقب الآخر رفقتها – بالحادثة، فيتحدثان إلى مساعد (الكنترول)، ويفحص الجميع الهاتف فإذا بالرنين الخافت له دوي وأزيز، لم ينته حتى اللحظة.
في مكان ما، أجيب عن أسئلة الامتحان، ومن هناك أرسلت إلى طالب أردني آخر اسمه (المقدام) كان يجلس للامتحان من مدرسة أخرى، بحسب رواية الأستاذ (محمود) من مدرسة علي السيد حيث ضبط الهاتف. يواصل (محمود): أبلغ (الكنترول) الجهات المختصة فورًا، فهرع إلى المدرسة طاقم مكون إدارة المرحلة الثانوية بالمحلية، وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم، ومدير عام الامتحانات. ثم اتجه الجميع إلى حيث من يعتقدون أنه مصدر الرسالة، ليكتشفوا أنها وصلته من مكان آخر، غير معلوم بالنسبة لهم، ولما استفسروا من الطالب كشف لهم عن أن الحل جاء من أحد مُدرسي مادة الأحياء.
(2)
تلك رواية محمود.. أما رواية وزارة التربية والتعليم الاتحادية، فلم تختلف كثيرًا، لكنها جاءت بغير تلك التفاصيل. الوزيرة سعاد عبد الرازق بعد أن أكدت خلال حفل نظم لتكريم المعلمة (منجدة)، على الرواية القائلة بأن أول حالة غش اكتشفت وسط الطلاب الأجانب، كانت في مدرسة علي السيد بأركويت، واعتبرت سعاد الشهادة السودانية مُستهدفة، وأن السمسرة فيها ومحاولات تخريبها من قبل البعض لن تصيب، وأوضحت أن وزارتها أكملت استلام جميع كراسات الإجابة، من 3500 مركز، ولم تصل منها حالة غش واحدة. مؤكدة أن لوائح وقوانين إدارة الامتحانات السودانية ستطال كل من تجنى عليها، وكشفت عن أنه لن يتم إطلاق سراح أي من الطلاب المحتجزين على خلفية حادثة الغش إلا بعد تطبيق القوانين عليه. ووصفت ما حدث بالسلوك المشين، وأشارت إلى أن وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج التي التقتها أول أمس أكدت لها أن بلادها ستطبق القانون على الذين تم احتجازهم دون رحمة.

المصدر: اليوم التالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.