ناسا تنشر صورة “الحادث” الغامض والنادر على بعد 50 سنة ضوئية عن الأرض

سودافاكس – شاركت ناسا لقطات لقزم بني “نادر للغاية” قد يصل عمره إلى 13 مليار سنة، أطلق عليه اسم “الحادث” بعد اكتشافه بالصدفة.

والقزم البني هو كائن غامض يقع في مكان ما بين كوكب غازي عملاق ونجم صغير بحسب روسيا اليوم، ولكن دون الحجم الذي يدمج الهيدروجين مثل النجم.

612f8a9e4c59b73e7a04c1e6

ووفقا لدراسة أجراها علماء الفلك في معهد كاليفورنيا للتقنية في باسادينا بكاليفورنيا، قد يكون هناك عدد أكبر من هذه “النجوم” غير العادية في مجرتنا أكثر مما كان يُعتقد سابقا.

وقال باحثو ناسا إن القزم البني المسمى رسميا WISE 1534-1043، يبعد 50 سنة ضوئية عن الأرض ولا يشبه أيا من 2000 قزم بني موجود في مجرتنا حتى الآن.

وهو خافت في بعض الأطوال الموجية للضوء، ومشرق في البعض الآخر، ويتحرك حول مجرة ​​درب التبانة بسرعة نصف مليون ميل في الساعة، أسرع من أي قزم بني محلي آخر.

612f8b374c59b72ce811dc69

وساعدت بنية وسرعة الضوء غير العاديين الفريق على تحديد عمر القزم ما بين 10 و13 مليار سنة، ضعف متوسط ​​عمر الأقزام البنية الأخرى المعروفة والتي يرجع تاريخها إلى الوقت الذي كانت فيه مجرة ​​درب التبانة صغيرة جدا ولديها تركيبة كيميائية مختلفة.

ويشير هذا إلى أنه كان موجودا في مجرة ​​درب التبانة منذ الأيام الأولى، ما يعني أنه يمكن أن يكون هناك أكثر مما كان يعتقد في البداية، مع وجود ما يصل إلى 100 مليار من الأقزام البنية العائمة في الفضاء بين النجوم.

ووقع اكتشاف القزم البني عن طريق الصدفة عبر مستكشف مسح الأشعة تحت الحمراء واسع المجال (NEOWISE) من قبل العالم المواطن دان كاسيلدن، الذي كان يستخدم برنامجا عبر الإنترنت قام ببنائه للعثور على هذه الأجسام في البيانات التي تم جمعها بواسطة التلسكوب.

ويعد القزم البني “الحادث” أكبر من كوكب المشتري ما بين 13 و80 مرة لكنه ليس كبيرا بما يكفي لدمج عناصر مثل الهيدروجين في الهيليوم بالطريقة التي يعمل بها النجم.

وبينما تتحدى الأقزام البنية أحيانا التوصيف، يمتلك علماء الفلك فهما جيدا لخصائصها العامة، حتى “الحادث”.

ومع تقدم الأقزام البنية في العمر، تبرد، ويتغير سطوعها في أطوال موجية مختلفة من الضوء، على غرار الطريقة التي تنتقل بها المعادن الساخنة من الأبيض إلى الأحمر أثناء تبريدها.

وأربك “الحادث” العلماء لأنه كان باهتا في بعض الأطوال الموجية الرئيسية، ما يشير إلى أنه كانت شديد البرود، ولكنه ساطع في البعض الآخر، ما يدل على ارتفاع درجة الحرارة.

وقال ديفي كيركباتريك، عالِم الفيزياء الفلكية في مركز المعالجة والتحليل بالأشعة تحت الحمراء (IPAC) بمعهد كاليفورنيا للتقنية (Caltech): “هذا الجسم تحدى كل توقعاتنا”.

وأشار إلى أن العمر الذي يبلغ 10-13 مليار سنة من “الحادث” يعني أنه كان من الممكن أن يتشكل عندما كانت مجرتنا أصغر بكثير ولديها تركيبة كيميائية مختلفة.

وأوضح الباحث: “إذا كان الأمر كذلك، فمن المحتمل أن يكون هناك المزيد من الأقزام البنية القديمة الكامنة في جوار المجرة”.

ولمعرفة سبب امتلاكه لخصائص متناقضة، يشير البعض إلى أنه بارد والبعض الآخر إلى أنه أكثر دفئا، لجأ علماء الفلك إلى مرصد كيك في هاواي.

واستخدموا التلسكوب لرصد الجسم في نطاق أوسع من الأطوال الموجية للضوء، وخاصة الأشعة تحت الحمراء، لكنه كان خافتا لدرجة أنه لا يمكن اكتشافه على الإطلاق.

وأكد هذا الاقتراح أنه كان باردا جدا، ما يعني أنه من المحتمل أيضا أن يكون قديما.

وشرعوا بعد ذلك في تحديد ما إذا كان التعتيم ناتجا عن كون الحادث بعيدا عن الأرض أكثر مما كان متوقعا. لكن لم يكن هذا هو الحال، وفقا لقياسات المسافة الدقيقة بواسطة تلسكوبات هابل وسبيتزر الفضائيين التابعين لناسا.

وبعد تحديد مسافة الجسم، نحو 50 سنة ضوئية من الأرض، أدرك الفريق أنه يتحرك بسرعة، بنحو نصف مليون ميل في الساعة. وهذا أسرع بكثير من جميع الأقزام البنية الأخرى المعروفة بوجودها على هذه المسافة من الأرض، ما يعني أنه ربما كان ينحرف حول المجرة لفترة طويلة، ويواجه أجساما ضخمة تسرّعها بجاذبيتها.

وقال فيديريكو ماروكو، عالم الفيزياء الفلكية في مركز المعالجة والتحليل بالأشعة تحت الحمراء (IPAC) في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا الذي قاد عمليات الرصد الجديدة باستخدام تلسكوبات كيك وهابل: “ليس من المفاجئ العثور على قزم بني بهذا العمر، لكن من المفاجئ أن نجد قزما في الفناء الخلفي لنا”.

وأضاف: “لقد توقعنا وجود أقزام بنية بهذا العمر، لكننا توقعنا أيضا أن تكون نادرة بشكل لا يصدق. وقد تكون فرصة العثور على واحد قريب جدا من النظام الشمسي مصادفة محظوظة، أو يخبرنا أنها أكثر شيوعا مما كنا نظن”.

ويشرح كيركباتريك: “يخبرنا هذا الاكتشاف أن هناك تنوعا في تكوينات الأقزام البنية أكثر مما رأيناه حتى الآن. ومن المحتمل أن يكون هناك المزيد من الأشياء الغريبة، ونحن بحاجة إلى التفكير في كيفية البحث عنها”.

ونُشرت النتائج كاملة في مجلة Astrophysical Journal Letters.

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.