انعدام الدقيق.. تفاقم أزمة الخبز ونذر بالإيقاف الكلي لمخابز الخرطوم

شهدت العاصمة أمس أزمة خانقة في الخبز حيث توقفت 70% من المخابز بسبب انعدام الدقيق، في وقت تقلصت فيه حصة دقيق المخابز للاستهلاك اليومي بنسبة كبيرة منذ بداية الأسبوع الماضي وحتى نهايته، هذا الأمر وقع خصماً على المواطن الذي ظل يعاني من الحصول على الخبز، لكن بالرغم من خيار وجود الخبز التجاري في الفترة السابقة إلا أنه يبدو متأثراً بما يدور من أحداث شرق البلاد..

 

على كل، حذر مختصون ومحللون من إغلاق عام للمخابز في هذه الفترة الحرجة سيما في ظل انعدام دقيق الخبز ونفاذ المخزون الاستراتيجي، مطالبين جميع الأطراف بالتدخل العاجل لحل هذه الأزمة، خبراء اقتصاديون يتساءلون أين المخزون الاستراتيجي من دقيق القمح؟ وبحسب رصد مصادر مطلعة فإن تزاحماً كبيراً للمواطنين أمام المخابز بالولاية فيما اشتكى آخرون من تردي جودة الخبز وارتفاع سعر الخبز التجاري الذي كان يباع بـ(30) جنيهاً للقطعة إلى أكثر ليحكي بعض الناس أنهم اشتروه بأكثر من أربعين جنيهاً. فيما ألقت السلطات الأمنية القبض على بعض أصحاب الأفران لبيعهم رغيفاً بخمسين جنيهاً للخبزة الواحدة، الأمر الذي زاد من أزمة وحنق المواطنين على حال انعدام الدقيق فيما أبدى البعض تخوفهم من استفحال الأزمة مع بداية الأسبوع الدراسي.

 

توقف المخابز
واعتبر الناطق الرسمي باسم أصحاب المخابز عصام عكاشة اتجاه المخابز التجارية إلى الزيادات بسبب انعدام الدقيق وقال إن الحكومة أو الاتحاد لن يستطيع فرض أسعار عليهم نسبة لزيادة سعر جوال الدقيق التجاري من 7.5 ألف الى 12.5 ألف جنيه قبل إغلاق الشرق، وتوقع توقف المتبقي من المخابز العاملة اليوم الأحد ما لم يحدث انفراج في الأزمة، وأكد عكاشة أن التجمع يجري حالياً مراجعة لأسعار الخبز الحالية لمواجهة التكاليف الكبيرة التي طرأت على صناعة الخبز وأشار إلى أن المشكلة ليست في الدقيق فقط، وإنما في ارتفاع المدخلات الأخرى، ونوه إلى أن الدقيق يمثل 17% فقط من تكلفة المدخلات بالإضافة لأسعار الخميرة والزيوت والغاز والإيجارات وغيرها.

 

الحصة المفقودة
وقال رئيس شعبة مخابز ولاية الخرطوم، الباقر عبدالرحمن، إن وارد دقيق المخابز للاستهلاك اليومي بولاية الخرطوم تقلص من 40 ألف طن إلى 11 ألف طن، وأكد أن المخابز التجارية تأثرت هي الأخرى لدرجة أن الحصة المفقودة كبيرة منذ الأسبوع الماضي، وتابع: هذا بلا شك سيظهر العجز مع بداية هذا الأسبوع، واستبعد الباقر في حديثه وجود مخزون استراتيجي لدى الولاية حتى تتدخل لسد النقص الذي أصبح ملحوظاً، وأرجع ذلك إلى أن نظام الحكم الاتحادي الذي بدوره حمل أي ولاية نسبة مخصصة من الدقيق، وزاد بالقول إن ولاية الخرطوم بها 5 شركات برعاية شركة الخرطوم للأمن الغذائي التي تعمل على توزيع الحصص للمخابز بيد أنها عاجزة الآن، ونوه إلى أن أزمة الشرق من أبرز الأسباب التي دفعت كثيراً من أصحاب المخابز للخروج عن العمل في هذا التوقيت، وأعرب عن أمله بأن لا تؤثر أزمة الخبز على عدم استقرار العام الدراسي الذي انطلق بالبلاد، وتوقع أن تكون هناك حلول عاجلة خاصة بإنهاء أزمة الشرق حتى لا تحدث تأثيراً على جملة ولايات السودان باعتبار أن إغلاق الطريق الشرقي ذو أهمية بالنسبة لمعيشة المواطن ولا مزايدة في ذلك.

 

عواسة الكسرة
الخبير الاقتصادي الدكتور وائل سامي، أبدى قلقه إزاء أزمة انعدام الخبز التي تضرب العاصمة الخرطوم، وحمل عبر تصريح المسؤولية لترك باعتبار أن انعدام الخبز أصبح قضية أمن قومي، وحث الشعب على أن يستوعب أن ترك يضغط عليه وليس على الحكومة، وقال إن نفاذ المخزون الاستراتيجي من الدقيق مسؤولية الولاية، لجهة أنه تساءل أين المخزون الاستراتيجي؟ ولفت إلى أنه لا بديل في الوقت الراهن غير الرجوع إلى الذرة و(عواسة الكسرة)، ويعتبر أن هذا حل مباشر والكسرة رغم تكلفتها بيد أنها خيار لا مفر منه، وناشد في الوقت نفسه بضرورة احترام مطالب الشرق حتى تنجلي الأزمة الحالية، وأوضح أن الحل يكمن في التفاوض السريع دون أي تأخير.

علي وقيع الله
اليوم التالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.