كان رحيل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد حدثا زلزاليا للعملاق الإسباني، وهو حدث بدأ الفريق للتو في التعافي منه، لكن اللافت هو كيف أن برشلونة -بعد رحيل ليونيل ميسي عن النادي- يسير على المسار نفسه الذي اتبعه الريال في أعقاب رحيل رونالدو مباشرة.
ولم يطبع النجمان حقبة كاملة في عالم كرة القدم فحسب، بل كانا رمزين لحقبة في الليغا. فكان اللاعبان رأسي جبل الجليد الظاهرين، وتحول الفريقان بكاملهما إلى مجرد عامل داعم أو مساعد.
وعرف كلا الناديين أنه سيكون من المستحيل استبدال مساهمات رونالدو وميسي على أرض الملعب، لكن من الصعب تخيل توقع أي من الناديين مدى التأثير الهائل والخسارة للنجمين على البرسا والميرينغي.
ويخوض الريال موسمه الرابع بدون رونالدو، وفقط كريم بنزيما هو من بقي في الصدارة ويواصل تطوره وتألقه، إضافة إلى تحسن وتطور مستوى فينيسيوس جونيور وإظهار رودريغو غويس لمحات من التألق.
وهناك ضوء في نهاية نفق “رحيل رونالدو”، باحتمال وصول كيليان مبابي إلى مدريد الصيف المقبل.
وبالنسبة لبلوغرانا، فإنهم يدخلون عين العاصفة، وهي أسوأ لحظات ممكنة عندما يتضح بشكل مؤلم ما جلبه ميسي إلى “الكامب نو” من الناحية الكروية والهيكلية.
ويبدو من السذاجة الإشارة إلى أن أي لاعب يمكن أن يكون أكبر من نادٍ، لكن لن يكون من غير المعقول الإشارة إلى أن ميسي كان يدعم برشلونة لعدد من السنوات، خاصة مع تفاقم الأزمة المالية وقرارات الانتقال الفاشلة.
تغييرات التدريب
وتعرض ريال مدريد لضربة مزدوجة صيف 2018، حيث غادر زين الدين زيدان ورحل رونالدو، وكان يولن لوبيتيغي هو المدرب البديل.
واستمر لوبيتيغي شهرين فقط وأقيل في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2018. ومن المثير للاهتمام أن رونالد كومان عانى من نفس المصير بعد شهرين فقط من هذا الموسم (رحيل ميسي) حيث طرد في 27 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
أزمة النتائج
بدون رونالدو، كان هجوم الريال مصابا بعقم وظهرت النتائج سيئة على الفور. الأمر نفسه حدث لبرشلونة بدون ميسي الذي تكبد 5 هزائم و3 تعادلات في أول 13 مباراة بالموسم بجميع المسابقات.
وفاز “الفريق الكتالوني” في مباراتين فقط من آخر 7 مباريات، مثلما فعل لوبيتيغي مع “الملكي” عندما خاض 5 مباريات متتالية دون أن يفوز.
وكان ميسي ورونالدو يضمنان للبرسا والريال ما معدله نحو 50 هدفا في الموسم ولم يتمكن أي من الفريقين تعويض خسارة هذا العدد الهائل من الأهداف.
وسجل “لوس بلانكوس” 21 هدفا في 14 مباراة تحت قيادة لوبيتيغي، بمتوسط 1.5 هدف لكل مباراة، بينما سجل برشلونة بقيادة كومان 16 هدفا في 13 مباراة، بمتوسط 1.2 هدف لكل مباراة.
المصدر : ماركا&الجزيره