“مليونية” ضد قرارات قائد الجيش.. مظاهرات السودان تطالب بحكم مدني وأنباء عن سقوط 3 قتلى

تظاهرت حشود من السودانيين اليوم السبت تحت عنوان “مليونية 30 أكتوبر” رفضا لقرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وللمطالبة بتسليم السلطة إلى المدنيين.

ورصد مراسلو الجزيرة إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المدمع على المتظاهرين في أم درمان وفي شارع الستين بالخرطوم.

وأُطلقت النيران حين تقدمت قوات الأمن باتجاه المتظاهرين بالقرب من مبنى المجلس التشريعي في أم درمان، كما أطلقت قنابل الغاز المدمع لتفريق الحشود، وهو ما أدى إلى حالات إغماء بين المتظاهرين.

كما أطلق الرصاص الحي على المتظاهرين في شارع الستين وسط العاصمة، وسقط عدد من الجرحى.

من جهتها، قالت الشرطة السودانية إنها لم تستخدم الرصاص الحي ضد المتظاهرين، وإن أحد أفرادها أصيب بعيار ناري، ويجري التحقق من مصدره.

وأضافت أن متظاهرين “خرجوا عن السلمية” وهاجموا الشرطة ومواقع هامة، وهو ما دعاها لاستخدام الغاز المدمع، حسب قولها.

ضحايا المظاهرات
ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر طبية أن أكثر من 6 إصابات وصلت إلى مستشفى الأربعين في أم درمان، وبعضها بالرصاص الحي.

من جهتها، قالت لجنة أطباء السودان المركزية إن 3 من المتظاهرين قُتلوا جراء إطلاق الرصاص في أم درمان، وأضافت أن المتظاهرين في مناطق أخرى من الخرطوم تعرضوا أيضا لإطلاق النار.

وشيع المتظاهرون جثمان المواطن أمين خليفة الذي قالوا إنه قتل خلال قمع المظاهرات في أم درمان.

وأفادت لجنة أطباء السودان بأنها أحصت أكثر من مئة مصاب في حصيلة أولية لقمع المظاهرات في أم درمان والخرطوم بحري والقضارف، وسجلت 62 إصابة في منطقة شرق النيل بالخرطوم، إحداها بالرصاص.

كما بث ناشطون عبر شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو قالوا إنها تظهر إطلاق النار على المتظاهرين في حي المنشية ومنطقة الكوبري بالعاصمة الخرطوم.

وفي الأثناء، قال تجمع المهنيين السودانيين إن قوات الأمن تمنع نقل المصابين إلى مستشفى السلاح الطبي في أم درمان، ودعا المتظاهرين إلى التمسك بالسلمية والالتزام بتوجيهات القيادة الميدانية بشأن مسارات المواكب (المظاهرات).

وقد تجمع المتظاهرون في مواقع عدة بالخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري ابتداء من بعد ظهر اليوم السبت، رافعين الأعلام السودانية وشعار “الردة مستحيلة”، ومرددين هتافات تطالب بعودة العسكريين إلى ثكناتهم وإعادة حكومة عبد الله حمدوك والالتزام بالوثيقة الدستورية والإفراج عن جميع المعتقلين.

كما دعا بعض المتظاهرين إلى تنصيب حمدوك رئيسا مدنيا لعبور الفترة الانتقالية.

وجاءت المظاهرات استجابة لدعوات قوى “الحرية والتغيير-المجلس المركزي” وتجمع المهنيين السودانيين وقوى مدنية أخرى تطالب بعودة حكومة حمدوك ومسار الفترة الانتقالية.

قطع الجسور والاتصالات
وقال مراسل الجزيرة أحمد الرهيد إن إغلاق الجيش الجسور الرئيسة حال دون انتقال جموع من المتظاهرين إلى الخرطوم.

وأشار إلى أن المتظاهرين يواجهون صعوبات في التواصل جراء انقطاع خدمة الإنترنت والاتصالات، كما ذكر أن السلطات وحّدت بث الإذاعات الخاصة مع الإذاعة الرسمية.

وعلى الرغم من هذه الصعوبات، فإن مراسل الجزيرة أسامة سيد أحمد رصد توافد الحشود إلى شارع الستين وسط الخرطوم للمشاركة في “مليونية 30 أكتوبر”.

وبث ناشطون سودانيون مشاهد التقطت بالتصوير الجوي للحشود المشاركة في مظاهرات الخرطوم.

وبعيدا عن العاصمة، خرجت مظاهرات في مدينتي الأبيض ونيالا (غربي السودان) لرفض قرارات البرهان وللمطالبة بالدولة المدنية.

وقال مراسل الجزيرة إن مظاهرات خرجت أيضا في مدينة القضارف (شرقي السودان) للمطالبة بالحكم المدني، كما تظاهر سودانيون في كوستي (جنوبي البلاد) رفضا لقرارات قائد الجيش.

وفي ولاية النيل الأبيض (جنوب) نظم موظفو شركة بابكو لخطوط أنابيب النفط وقفة احتجاجية في حقلي الجبلين وأم دباكر رفضا لقرارات قائد الجيش.

وتعليقا على المظاهرات، قالت وزيرة الخارجية في الحكومة المعزولة مريم الصادق المهدي، في حديث للجزيرة، إنها تأمل أن يكون موقف الشعب السوداني اليوم “مقنعا لمن قاموا بالانقلاب”.

وأشارت إلى أن هناك عددا من المبادرات الدولية بدأت تتحرك لحل الأزمة في السودان.

في غضون ذلك، دعت وزارة الإعلام في الحكومة المعزولة جماهير الشعب السوداني إلى التمسك بالسلمية “لإعادة مسار ثورتهم”.

كما طالب وزراء قوى الحرية والتغيير في الحكومة المعزولة شباب الثورة “بالحرص على السلمية وألا يقبلوا جرهم إلى العنف”.

وقالوا في بيان إنهم يدعون أفراد القوات النظامية إلى عدم الاستجابة لأوامر القادة “الذين يحمون مصالحهم الشخصية” وعدم المشاركة في “مخططات الانقلاب أو استخدام العنف لتفريق المتظاهرين السلميين”.

الجاليات السودانية تتظاهر
وخارج السودان، نظمت الجاليات السودانية مظاهرات في عواصم ومدن عديدة بالتزامن مع “مليونية 30 أكتوبر” لرفض قرارات قائد الجيش، والمطالبة بإرساء حكم مدني، والإفراج عن جميع المعتقلين.

وخرجت المظاهرات في بيروت ولندن وباريس ولاهاي وتورينو وستوكهولم وكذلك في سيدني وملبورن وكانبيرا.

وقبيل خروج المظاهرات في السودان، دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة الجيش السوداني وقوات الأمن للامتناع عن قمع المتظاهرين السلميين واحترام حقوق الإنسان.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة مستمرة في الوقوف إلى جانب الشعب السوداني في نضاله السلمي من أجل الديمقراطية.

وأضاف في تغريدة على تويتر أن على قوات الأمن السودانية أن تحترم حقوق الإنسان، مؤكدا أن أي عنف ضد المتظاهرين السلميين “غير مقبول”.

وقال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية نشرت أمس الجمعة إنه لا اعتراض على التظاهر السلمي، وإن القوات الأمنية لن تتدخل ما دامت المظاهرات سلمية.

ونفى أن تكون القرارات التي اتخذها قبل أيام “انقلابا عسكريا”، وقال إن حل الحكومة كان ضروريا لعجزها عن معالجة كثير من الملفات، وفق تعبيره.

وكان البرهان قد أعلن الاثنين الماضي حل مجلسي السيادة والوزراء، وفرض حالة الطوارئ في البلاد مع اعتقال معظم الوزراء والشخصيات البارزة في قوى الحرية والتغيير.

وخرجت منذ ذلك الحين احتجاجات شعبية ترفض سيطرة الجيش على مقاليد الأمور، باعتبارها انقلابا عسكريا، وسقط خلالها قتلى وجرحى.

المصدر : الجزيرة + وكالة سند

Exit mobile version