اتهم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مجموعات أجنبية بالمشاركة في القتال مع مسلحي جبهة تيغراي، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الإثيوبية، وذلك في وقت أعلنت فيه قوات تيغراي أنها تحالفت مع قوات من إقليم أورومو ويمكن أن تزحف صوب العاصمة أديس أبابا.
وقال آبي أحمد أثناء إحاطة قدمها لكبار المسؤولين الحكوميين حول الأوضاع الجارية، إن عناصر من أصحاب البشرة البيضاء انضموا إلى مسلحي جبهة تيغراي في القتال ضد القوات الحكومية، معتبرا أن ذلك يؤكد مشاركة عناصر أجنبية في المعارك، دون ذكر أي تفاصيل أخرى.
وأضاف أن الأوضاع الجارية ستتم معالجتها بشكل إستراتيجي، وأن دعم الجمهور لقوات الجيش الوطني يجب أن يقوى أكثر مما هو عليه الآن.
وفي وقت سابق أمس، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي جميع المواطنين إلى التعبئة، مما يهدد بتفاقم صراع يمكن أن يمزق دولة كانت تعتبر في وقت من الأوقات حليفا للغرب ينعم بالاستقرار في منطقة مضطربة.
وشهدت منطقة “وللو” على الحدود بين إقليمي أمهرة وتيغراي مواجهات عسكرية محتدمة في اليومين الماضيين بين مسلحي جبهة تيغراي والقوات الحكومية. وبينما أعلنت جبهة تيغراي سيطرتها على أكبر مدن منطقة وللو، وهي ديسي وكومبولتشا، نفت الحكومة هذه الأنباء، وأكدت أن القتال لا يزال جاريا وأن القوات الحكومية تتصدى لهجمات مسلحي تيغراي.
وكانت الحكومة الإثيوبية -اتهمت أمس الاثنين- قوات تيغراي بقتل 100 شاب في بلدة كومبولتشا الإستراتيجية، لكن قوات تيغراي نفت هذه الاتهامات.
وقال غيتاشيو رضا المتحدث باسم قوات تيغراي لرويترز، من مكان غير معلوم في مكالمة من هاتف متصل بالأقمار الصناعية، “ليس هناك ما يدعونا لقتل (هؤلاء) الشبان. ليس هناك مقاومة في كومبولتشا”.
وتقاتل قوات تيغراي الحكومة الإثيوبية منذ عام في حرب تزداد اتساعا، قوّضت استقرار ثاني أكبر دول أفريقية من حيث عدد السكان.
ولم يتسن لرويترز التحقق من سير العمليات القتالية حول كومبولتشا التي تقع على طريق سريع على بعد نحو 380 كيلومترا من العاصمة أديس أبابا، والاتصالات مقطوعة مع المنطقة، كما أن الصحفيين ممنوعون من دخولها.
تحالف متمردين
من جانبه، قال متحدث باسم قوات إقليم تيغراي الإثيوبي -أمس الاثنين- إنها انضمت إلى قوات من إقليم أورومو تقاتل أيضا الحكومة المركزية، مضيفا أنهم يدرسون الزحف إلى العاصمة.
وأضاف غيتاشيو رضا، المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، لرويترز “انضممنا إلى جيش تحرير أورومو، وإذا كان تحقيق أهدافنا في تيغراي سيتطلب أن نزحف إلى أديس أبابا، فسنفعل ذلك، لكننا لا نقول إننا نزحف الآن إلى أديس أبابا”.
وقال المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي إن مقاتلي الجبهة تقدموا جنوبا واستولوا على كومبولتشا ومطارها. وإذا تأكد ذلك، فستكون هذه القوات قد وصلت إلى أقرب نقطة من العاصمة الإثيوبية، منذ تقدمها في ولاية أمهرة المجاورة في يوليو/تموز الماضي.
ومن شأن الاستيلاء على كومبولتشا أن يكون مكسبا إستراتيجيا للقوات التي تقاتل الجيش الإثيوبي وحلفاءه، ممن يحاولون طرد قوات تيغراي من أمهرة.
نازحون في مدينة ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا (الجزيرة)
ولم يتسن لرويترز التحقق من تصريحاته بشكل مستقل، لأن الاتصالات الهاتفية في المنطقة معطلة، كما لم يردّ ليجيسي تولو المتحدث باسم الحكومة والمتحدث العسكري ومتحدث باسم إقليم أمهرة حتى الآن على طلبات للتعليق.
أزمة إنسانية
وبينما شجب التطهير العرقي والانتهاكات الأخرى في الحرب بشكل عام، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -أمس الاثنين- إنه يشعر بالقلق إزاء التقارير التي تتحدث عن استيلاء قوات تيغراي على كومبولتشا وديسي، وهي بلدة مجاورة قالت قوات المتمردين إنها استولت عليها يوم السبت.
وأضاف الوزير الأميركي أن “استمرار القتال يطيل أمد الأزمة الإنسانية المروعة في شمال إثيوبيا. لا بد أن يوقف جميع الأطراف العمليات العسكرية، وتبدأ مفاوضات لوقف إطلاق النار دون شروط مسبقة”.
ونزح عشرات الآلاف من سكان أمهرة عن ديارهم مع تصاعد القتال في ديسي. ونفت الحكومة الإثيوبية سقوط ديسي التي تقع شمالي كومبولتشا في قبضة قوات تيغراي.
واندلعت الحرب قبل عام بين القوات الاتحادية وقوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي التي هيمنت على الحياة السياسية الإثيوبية قرابة 30 عاما، قبل تعيين آبي أحمد رئيسا للوزراء عام 2018، وقد أودى الصراع بحياة آلاف المدنيين وتسبب في نزوح 2.5 مليون شخص عن ديارهم.
المصدر : وكالات + الجزيرة