سودافاكس ـ أعلن مدير “جامعة النيلين” بالعاصمة الخرطوم، محمد الأمين أحمد، الثلاثاء، استقالته احتجاجا على الاتفاق السياسي الموقع بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ورئيس الحكومة عبد الله حمدوك، ليصبح ثاني مدير جامعة يتخذ ذات الخطوة.
وقال الأمين أحمد، في استقالته إلى رئيس الوزراء، واطلعت عليها الأناضول، “أتقدم لكم باستقالتي من إدارة هذه الجامعة (حكومية) وذلك لأننا أتينا من رحم ثورة ديسمبر المجيدة التي رفعت شعارها وأيقونتها الفريدة حرية سلام وعدالة، وهي قيم نبيلة لا تتجزأ ولا تتماهى أبدا مع الأنظمة الانقلابية”.
وأضاف: “قبلنا التكليف حينها من قبلكم بوصفكم رئيس وزراء حكومة الثورة، والآن وبعد تعيينكم من قبل قيادة الانقلاب، فيما سمى بالاتفاق السياسي، فإنه لا يشرفني العمل معكم، وذلك وفاء لدم شهداء ثورة ديسمبر، وشهداء مقاومة انقلاب 25 أكتوبر المشؤوم”.
ولم تعلق الحكومة السودانية بشكل فوري حول استقالة الأمين أحمد حتى الساعة 1:00 (ت.غ).
والأحد، أعلنت فدوى عبد الرحمن، مديرة جامعة الخرطوم، أعرق جامعات السودان، استقالتها رفضا لاتفاق البرهان وحمدوك، في محاولة لإنهاء الأزمة في البلاد.
وفي 25 أكتوبر الماضي، اندلعت في السودان أزمة حادة، حيث أعلن البرهان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعفاء الولاة، عقب اعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، ضمن إجراءات وصفتها قوى سياسية بأنها “انقلاب عسكري”.
إلا أن قائد الجيش ورئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك، وقعا اتفاقا سياسيا جديدا، مساء الأحد الماضي، يقضي بعودة الأخير إلى منصبه بعد نحو شهر من عزله.
وتضمن الاتفاق أيضا، إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتعهد الطرفين بالعمل سويا لاستكمال المسار الديمقراطي، على أن تكون الوثيقة الدستورية لعام 2019 هي المرجعية الرئيسية خلال المرحلة المقبلة.
ومقابل ترحيب دول ومنظمات إقليمية ودولية بالاتفاق، أعلن وزراء معزولون وائتلافات وأحزاب سياسية في السودان عن رفضهم له، معتبرين أنه “محاولة لشرعنة الانقلاب” والحيلولة دون قيام الدولة المدنية الديمقراطية.
وفي أكثر من مناسبة، شدد البرهان على أنه أقدم على إجراءات 25 أكتوبر “لحماية البلاد من خطر حقيقي”، متهما قوى سياسية بـ”التحريض على الفوضى”.
الأناضول