صحيفة فرنسية: إثيوبيا على حافة الهاوية

سودافاكس ـ قالت صحيفة “لاكروا” (La Croix) الفرنسية إنه لم يكن من الممكن قبل أسابيع قليلة تصور سقوط العاصمة أديس أبابا في أيدي المتمردين التيغراي، أما الآن والمجتمع الدولي يكافح من أجل فرض حل تفاوضي، فإن المراقبين أصبحوا يتوقعون ذلك، وسط حرب طاحنة وأزمة إنسانية حادة.

 

وأوضحت الصحيفة أن المرء يكفيه الآن النظر إلى تطور الوضع السريع لمصلحة جبهة تحرير تيغراي الشعبية منذ نهاية يونيو/حزيران الماضي عندما أخذت زمام المبادرة من الجيش الفدرالي، بعد تحالف موسع مع جيش تحرير أورومو، يشمل 7 مجموعات مسلحة أخرى، ولا شيء يبدو أنه يوقف تقدمهم، حيث يعتقد من يتوقعون سقوط العاصمة قريبا أنهم على بعد 400 كيلومتر من أديس أبابا بقيادة الجنرال تسادكان جبري تنسا، قاتل منغستو هيلا مريم عام 1991.

 

ويقول المواطن، الذي عرف نفسه بنثنائيل، في أديس أبابا للصحيفة “في يوليو/تموز لم أكن أصدق أن يحدث ذلك، أما اليوم فالأمر مختلف، سيدافع جيشنا عنا، لكنني لم أعد مرتاحا”، في حين يرى تييري فيركولون من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية أن “المتمردين اكتسبوا قوتهم وهم ذاهبون إلى العاصمة”.

 

وقال جيرار برونييه المتخصص في القرن الأفريقي إن “العاصمة ستنهار وتسقط بالفعل، لأنها تقع في منطقة أورومو، والمتمردون منهم في انتظار الضوء الأخضر للاستيلاء على المراكز الحيوية في المدينة”، أما التيغراي -حسب رأيه- فلن يدخلوا المدينة بالضرورة لكنهم سيبقون في دعم جبهة الأورومو، خاصة أن “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي هُزمت بشدة في محاولتها الاستيلاء على مدينة ميل، على طريق جيبوتي، وذلك بسبب الطائرات المسيّرة المسلحة بالصواريخ التي اشترتها أديس أبابا من الأتراك والصينيين، والتي دمرت دباباتهم وقتلت منهم أكثر من 150 جنديا”.

 

 

الوضع الإنساني
ومنذ إعلان حالة الطوارئ في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني ازداد تدهور الوضع الإنساني، فقد نفذت الشرطة سلسلة اعتقالات استهدفت التيغراي، وتم اعتقال ما لا يقل عن ألف شخص -حسب الأمم المتحدة- للاشتباه في انتمائهم أو دعمهم لجبهة التحرير الشعبية لتيغراي، وسط دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي تحض على القتل وحتى الإبادة الجماعية، تعكس المناخ المعادي للتيغراي على نحو متزايد.

 

من جهة أخرى، يقول مسؤول إنساني دولي إن حصار المنطقة يمنع وصول المساعدات الإنسانية، “منذ الصيف لم يعد بإمكاننا الذهاب إلى ميكيلي عاصمة تيغراي ولا إلى المناطق التي توجد فيها عياداتنا، وممثلونا المحليون تركوا وحدهم ولم تعد لديهم الوسائل لإغاثة ضحايا الحرب الذين لم يعودوا بدورهم قادرين على زراعة حقولهم”.

 

وفضلا عن الحرب ونزوح السكان على نطاق واسع، يستمر الجفاف والفيضانات والأوبئة والجراد في توليد احتياجات ملحّة في جميع أنحاء إثيوبيا، أما الأمم المتحدة فهي منشغلة بدفع المتحاربين إلى التفاوض، ومثلها الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي.

ومع أن المجتمع الدولي كان يراهن مع القوى العظمى على الاستقرار وعلى نمو في إثيوبيا بنسبة 9% سنويا على مدى السنوات العشر الماضية، فإن هذا البلد المحاط بدول فاشلة مثل إريتريا والصومال ظل هو الضامن للاستقرار الإقليمي، حتى جاء الصراع مع تيغراي.

 

وخلصت الصحيفة إلى أن بعض دول المنطقة القريبة من إثيوبيا، مثل كينيا، تشارك بقوة في الوساطة لحل أزمة الصراع الإثيوبي، غير أن دولتين أخريين هناك يبدو أنهما تلعبان ورقة المواجهة، أولاهما إريتريا المتحالفة مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، التي اتهمتها منظمات غير حكومية عدة معنية بحقوق الإنسان بارتكاب انتهاكات عديدة ضد المدنيين، أما الثانية فهي مصر التي يشتبه في دعمها للمتمردين، كما يُظن في ضوء سعيها لزعزعة استقرار دولة توترت العلاقات معها جزئيا، بسبب سد النهضة.

الجزيرة

Exit mobile version