سودافاكس ـ لم يعد بالإمكان مجاراة حالة الصمت التي إنتابت حواسي قبل قلمي صييحة المأساة.
آثرت الصمت عندما شعرت لحين، أن الكلمة في قمة الإنفعال (إنتحار) وخطوة إلى مجهول لم أعتدها، ولأن الحقيقة في حينها كانت أقرب للكابوس.
صمت عندما كان الصمت لغة تحوي كل اللغات، ولأن الحدث نفسه كان عبارة عن مأساة انهارت لها قوى الكلمات، وكانت مجرد محاولة النهوض وقتها تعني خذلان الحروف ومن ثم السقوط المهني.
الصمت أحيانا أشبه بالإحتجاج على ظلم ليس بالإمكان رده ولو إلى حين !!
ولأن مجاراة (حالة الصمت قهراً) في مثل هذا الظرف الإستثنائي يعني(الخيانة العظمي)، فقد آن الآوان لمغادرة حصار اللغة والتمرد على قيود النطق إلى رحاب الحرف الحر حيث لا حدود ولا قيود، رغم كبر المأساة وعظم المحنة.
ما حدث ويحدث لليوم من خيانة عظمى من قبل حلفاء الخارج (القدامى الجدد) يتطلب كشف وتعرية من يبسطون سيطرتهم اليوم على مفاصل الدولة تحت مسمى( تصحيح المسار).
وعن أي تصحيح وأي مسار يتحدثون وكل مساراتهم تؤدي إلى الجحيم !!
هل هو ذات المسار الذي حددته الوثيقة الدستورية (رغم بؤسها)؟
ام هو المسار الذي رسمته القوى الخارجية ممثلة في إسرائيل وروسيا ودول المحور المعروفة برغائبها المدفونة والمكشوفة تجاه السودان؟
إنقطعت شعرة معاوية بين الشعب ومجلس سيادته البائس الذي أهدر السيادة الوطنية بعد أن عاث فيه الإنقلابيين كيفما شاء لهم، مهدرين القيم والثوابت الوطنية، مرتضين أن يكونوا جوقة ومجرد كورس للروس والمصريين والاسرائيليين وبعض دول المحاور.
لجنة أمن المخلوع في جميع ولايات السودان ما زالت تمارس ذات طقوس الخنوع والولاء الأعمى التي كانت تمارسها إبان النظام المباد ولكن هذه المرة للشموليين (القدامى الجدد)، تفتك بأبناء وبنات الشعب السوداني وتتلذذ بجريان دمائهم على الشوارع والازقة وكأن ما بينهما ثأر تاريخي وحقد أبدي.
سعي حثيث ومحموم واجتماعات ثلاثية مدفوعة بقوى خارجية لفرض الواقع السياسي الجديد والمسمى (إتفاق سياسي)، غرضه تمكين الشموليين (القدامى الجدد) من خلال تعديل الوثيقة الدستورية بما يتوافق مع وثيقتهم الجديدة بالتعديل من طرف واحد في بنود الوثيقة الدستورية والتي تُلزم رئيس الوزراء بالتشاور مع قوى الحرية والتغيير وأطراف العملية السلمية لتشكيل الحكومة، وذلك حتى تتيح لرئيس الوزراء (المغضوب عليه) التحرك في رقعة الشطرنج بحرية وفق ما هو مرسوم بدقة من مخابرات الدول التي ذكرناها انفا.
الشارع مؤكد لديه الكثير ليقوله، وكما يقول الشعب الثائر فإن (غربال الثورة) يتساقط منه الكثيرون من أدعياء النضال، وأشباه السياسيين وفاقدي البوصلة الوطنية والباحثين عن موطئ قدم في الحكومة حتى وإن كان (تحت بوت عسكري) ملطخ بدماء أخيه بن أمه وابيه لأنهم ببساطة واقعون تحت شهوة السلطة.
الآن حصحص الحق، ولا مجال للون الرمادي، إما أبيض أو أسود.
السودان أولا
الردة مستحيلة