سودافاكس – يتذكر الكثيرون كيف كانت تجربتهم الأولى في استخدام الجيل الأول للويب الذي تلته شبكة ثانية أكثر تطورا، وصولا إلى الجيل الثالث له.
وفي تقرير نشرته صحيفة “لوبوان” (le point) الفرنسية، قال الكاتبان غيوم جراليت وكاثرين هوغيت إن الجيل الأول للويب مصطلح تمت صياغته عام 1990 ونتج عنه الإصدار الأول من الإنترنت السائد، وكانت أغلب المواقع التي تم إنشاؤها مخصصة للقراءة وغير تفاعلية.
وفي عام 2014 انطلق العمل بالجيل الثاني للويب الذي سمح للمستخدمين بالتفاعل عبر الإنترنت، وكانت الشبكات الاجتماعية أبرز منتجاته.
وحسب الكاتب تيم فيريس مؤلف كتاب “أدوات العظماء”، فقد انتقلنا من وضع القراءة فقط إلى وضع القراءة والكتابة، وفي الوقت نفسه سيطرت علينا منصات التواصل، والسؤال المطروح الآن: هل نشهد الآن ظهور الجيل الثالث من الويب؟
في حال كان الجيل الثالث لشبكة الويب لا يزال قيد التطوير يمكن تعريفه بأنه شبكة إنترنت تعتمد على الأداء اللامركزي الذي تسمح به تقنية سلسلة الكتل، مما يعني أنه يمكن لملكية المواقع أن تكون مشتركة بين صناع التكنولوجيا ومن يستخدمونها.
سلسلة الكتل
وسلسلة الكتل هي قاعدة بيانات موزعة تمتاز بقدرتها على إدارة قائمة متزايدة باستمرار من السجلات التي تسمى كُتلا (blocks)، وتحتوي كل كتلة على الطابع الزمني ورابط للكتلة السابقة.
وصممت سلسلة الكتل بحيث يمكنها المحافظة على البيانات المخزنة فيها والحيلولة دون تعديلها، أي أنه عندما تخزن معلومة ما في سلسلة الكتلة لا يمكن لاحقا القيام بتعديل هذه المعلومة.
وترى مارثا بينيت المحللة في شركة فورستر للأبحاث (Forrester) أنه “من الناحية المفاهيمية يعتبر الجيل الثالث للويب إصدارا مختلفا من الإنترنت يعتمد على سلاسل الكتل العامة والنظم الإيكولوجية للاقتصاد المشفر، وتسمح هذه الشبكة للأشخاص الذين لا يعرفون بعضهم البعض بالعمل معا باستخدام نظام يدفع للمشاركين بأصول رقمية، مثل العملة المشفرة”.
ويقول كريس ديكسون رائد الأعمال والشريك في “أندريسن هورويتز” (Andreessen Horowitz) “إن الجيل الثالث للويب يسمح للأشخاص الذين لا يعرفون بعضهم البعض بالعمل معا باستخدام نظام مكافآت يكافئ المشاركين على مساهماتهم في السلع الرقمية، ويمكن أن تكون هذه السلع الرقمية عملات مشفرة مثل البتكوين أو رموزا غير قابلة للاستبدال، مثل سند ملكية لعمل فني”.
وصرح بيير إتيان بومير مبتكر أراغو -وهو معرض رقمي يوفر إمكانية شراء الصور في شكل رموز غير قابلة للاستبدال- بأن المبدعين سيتمكنون من التحدث مباشرة إلى عملائهم، ولن يحتاجوا إلى المنصات أو الوسائط.
من جانبه، أفاد فريدريك مونتانيون مبتكر بروتوكول أرياني -الذي يعزز العلاقة المباشرة بين العلامات التجارية والمستهلكين- بأن حركة إعادة التخصيص ستجعل النضال من أجل السيادة الرقمية ممكنا.
الجزيرة