بعد تأخر وصوله .. مأساة التعليم بالسودان …أين الكتاب المدرسي؟؟

سودافاكس ـ منذ بداية العام الدراسي الجاري، ظل الطلاب يترقبون وصول المقرر الدراسي ولكن دون جدوى، مما دفع المدارس للعمل بالمنهج السابق “القديم”، في وقت برأت وزارة التربيىة نفسها من تأخير وصول الكتاب الدراسي محملة وزارة المالية كامل المسؤولية جراء عدم سداد قيمة طباعة ذلك المقرر، وظل العجز واضحاً وكبيراً امام الدولة في توفير الكتاب ازاء تردي الأوضاع الاقتصادية وضعف التمويل، في حين دفعت وزارة التربية بمقترح تنزيل المقرر على موقعها الالكتروني لتغطية العجز لجهة فشلها في وصول الكتاب الى جميع المعلمين الذين لم يصلهم حتى ديسمبر الجاري، وعلى الرغم من وعودها بوصوله في نوفبر المنصرم إلا انها لم تف بهذا الوعد، وعبر المعلمون عن استيائهم من هذا الوضع مؤكدين ضعف التحصيل الاكاديمي هذا العام جراء تأخر وصول الكتاب المدرسي مما دفعهم بمقترح إغلاق المدارس لحين توفيره وتباينت ردود فعل البعض منهم من عبر بسخرية والآخر باستياء وكشف عضو لجنة الكتاب مسؤول الشؤون المالية بالوزارة معز فيصل عن وجود كثير من التحديات التي تواجه الوزارة منها عدم حصول كثير من الطلاب على إجلاس مقراً بضعف إمكانات الوزارة لتوفير ذلك محملاً وزارة المالية تأخر وصول الكتاب وقال المالية لم تكمل تكلفة كتاب المتوسطة حتى الآن وقامت بسداد 15% من المبلغ الكلي .

معوقات
وهناك كثير من العقبات التي واجهت العام الدراسي بداية بالمتوسطة وتقليص اليوم الدراسي وتنزيل الكتاب على موقع الوزارة وعدم وصول الكتاب المدرسي استياء كبير وسط المعلمين والطلاب ويقول الخبير الهادي السيد ان هذا هو العام الثالث ولم يستقر التعليم بالبلاد مما ادى لتدني مستويات الطلاب واهتزاز ناتج العملية التعليمية ووصف ما حدث في هذا العام بـ(الدربكة والبرجلة) وقال حتى الكتب التي قامت بعض المدارس بشرائه بها أشياء غريبة ومحذوفة واضاف قائلاً الى الآن كل المعلمين والمشرفين والموجهين يجلسون مكتوفي الأيدي ولا يستطيعون فعل شيء .

ردود فعل
وبالحديث عن ردود فعل المعلمين التي تحصلت عليها (الإنتباهة) بشأن الكتاب المدرسي في أكثر من خمسة عشر قروباً على الواتساب والتي تضم 700 معلم ومعلمة يقول أحد المعلمين (بالنسبة لكتاب الصف الأول التغيير في بعض الرسومات ويخلو من الأناشيد وحجمه أكبر من سن التلميذ ذات الست سنوات كما تم التغيير لبعض الصور التي تعتبر الأقرب للتلميذ)س.
من جهته قال آخر (النشرات التي توجه بالمقررات من المفترض تكون جاهزة قبل فتح المدارس وأن يتم الحذف بواسطة معلم مواكب لان من سلبياتها خاصة اللغة العربية ارتباط الدرس مع الدرس الآخر ربما يكون المحذوف مكملا لما قبله).
وتساءل كثير منهم عن المقرر الذي لم يصل حتى عن شكله حجمه محتواها وهل الوقت يكفي لتدريسه.
وعن تحميل المقرر من موقع الوزارة قالت إحدى المعلمات (السنة كلها الناس يحملوا من الموقع وإن شاء الله في الآخر يلدوا حاجة نافعة ومفيدة)..!!
وردت أخرى (الناس الما عندها هواتف ذكية ولا كهرباء ولا بعرفوا يفرقوا بين البي دي إف والمبيدات الحشرية يبقوا عقر ويبطلوا ولادة ودي نهاية التعليم في بلاد تفتقر لأبسط سبل العيش).

إستعجال
وفيما يتعلق بالعام الدراسي يرى الخبير التربوي د.غازي الهادي أن الوزارة استعجلت في فتح المدارس بدون دراسة للوضع وهي على علم بوجود نقص في المعلمين مع عدم توفر الكتابي المدرسي، مشيراً الى التأثير الكبير الذي لحق بالطلاب خلال الأعوام السابقة محملاً المسؤولية الكاملة لوزارة التربية باعتبارها الجهة المختصة بفتح المدارس والتي يمكن ان تضغط على الدولة لتوفير الكتاب المدرسي منوهاً الى مضي أشهر على العام الدراسي واقتراب امتحانات الفترة الاولى لافتاً الى انه حتى الكتب التي توجد بموقع الوزارة لم يستطع الكل تنزيلها لضعف الانترنت بجانب عدم امتلاك البعض إنترنت ووصف ذلك بالإشكالية الكبرى، كاشفاً عن تكوين لجنة داخل الوزارة للنظر في أمر الكتب وقال لكنها دون جدوى مؤكداً عدم طباعة مقرر التكنلوجيا بالنسبة للمتوسطة واستبعد غازي طباعة هذه الكمية من الكتب خلال الشهرين أو الثلاثة القادمات، واوضح قائلاً إلا ان تدخل الوزارة في وعود كاذبة للمعلمين وأولياء الأمور واضاف هذا التأخير لديه تأثير على الطلاب لانه سوف يؤدي الى ضعف العملية التعليمية بالبلاد.

 

مشكلة مالية
بالمقابل ترى عضو لجنة المعلمين قمرية عمر عدم استعجال الوزارة في فتح المدارس باعتبار انها فتحت في وقتها المحدد، وقالت في حديثها لـ(الإنتباهة) ان تأخر وصول الكتاب تجاوز حده مما يؤدي الى تقليل التحصيل الدراسي وعزت ذلك لعدم توفير وزارة المالية تكلفة الطباعة مشيرة الى ان تنزيل الكتاب في الموقع الإلكتروني غير متاح للكل إضافة الى الضرر الاكبر الذي وقع على الطلاب وقالت من واجب الوزارة توفير الكتاب قبل بداية العام وتابعت قائلة اذا لم تتم طباعة الكتاب حتى الآن نقترح إغلاق المدارس لحين توفيرها بدون اي تعقيدات اخرى كتنزيل الكتاب على الموقع وغيره، منوهة الى ان تقليص اليوم الدراسي ادى الى نقص المعيار والمحصلات وأقرت بعدم وجود مبلغ بالوزارة يكفي للطباعة محملة المسؤولية الكاملة على الدولة التي وصفتها بأنها غير مهتمة بالتعليم.
ورداً على حديث غازي حول ضغط الوزارة على الدولة قالت قمرية الوزارة لها أكثر من سنتين بدون وزير متسائلة بمن يمكن ان تضغط على الدولة التي تهتم بالصرف على صناعة الطائرات والأسلحة والبمبان الذي تضرب به الثوار وغير مهتمة بأمر التعليم وزادت بالقول الله المستعان.

وعود كاذبة
ووصف مدير مدارس مرابيع الشريف الخاصة عبدالله احمد وعود الوزارة بخصوص وصول الكتاب المدرسي بالكاذبة ، مشيراً الى انهم لجأوا لاستخدام النسخة القديمة منوهاً الى ان امتحانات الفترة الاولى ستكون في السادس عشر من يناير المقبل وأضاف قائلاً الوزارة اقترحت لنا العمل بأوراق عمل واستخراج المقرر من الانترنت وهذا ليس حلا لأن الطلاب لا يكتبون من السبورة الا بكتاب ونحن لا نستطيع إجبارهم والسنة الدراسية على وشك الانتهاء وأردف بالقول في السابق قالوا لنا ان الكتاب سوف يصل في بداية نوفمبر والآن حل ديسمبر ولم يصل ويمكن ان يستغرق شهرين قادمين أيضاً لأن النسخة الذهبية لم تصل الهند على حد قولهم وعزا أحمد تأخر وصول الكتاب الى التغيير المستمر لمديري الادارات بالوزارة مؤكداً اتخاذ كثير من المدارس إجراءات العمل بالنسخة القديمة .

من جهته كشف المعلم بمدارس أمبدة لؤي بابكر الريح عن توفر الكتاب المدرسي بالسوق السوداء مشيراً الى عدم بذل الدولة أي مجهود تجاه العملية التعليمية بالبلاد متسائلاً الكتاب متوفر بالسوق من أين ذلك والوزارة تؤكد على عدم وجوده وأين ذهبت تكلفة طباعته ومن المسؤول؟ وقال كل هذه الأسئلة نريد الاجابة عليها وتابع قائلاً لابد على الوزارة ان تجتهد أكثر لتوفير الكتاب لأن مقرر الصف الثاني مرتبط بالثالث ولا يمكن للطالب ان ينتقل الى المرحلة التي بعدها دون ان يدرس المقرر الذي قبله واضاف لا يمكن ان يتم ربط المقرر بتشكيل الحكومة لانني أخاف ان تنتهي السنة بدون تشكيلها ووصول الكتاب المدرسي.
لم تواجهنا مشكلة
وفي هذا الإطار يقول مدير الإدارة التعليمية بمدارس الجودة الضو مكي ان طباعة الكتاب هي مسؤولية وزارة التربية الاتحادية حيث يتم صرفه للمدارس عبر مخازن الوزارة بعد تسليم المدارس الخاصة بعدد تلاميذها وتوريد شيك بالقيمة موضحاً انهم تم تسليمهم مقرر الصف السادس كاملاً بجانب مقرر المتوسطة وأضاف نحن بمدارسنا وفرنا هذه المقررات وقمنا بتدريب معلمي المؤسسة عليها كاشفاً عن تبرع المدير العام بتدريب 200 معلم ومعلمة بمحلية الخرطوم في مادة اللغة الإنجليزية التي تدرس لطلاب المتوسطة ،واكد مكي عدم مواجهتهم أي مشكلة هذا العام فيما يخص توفير الكتاب المدرسي او التدريب لافتاً الى انهم أتاحوا فرصة التعليم الإلكتروني لعدد من التلاميذ عبر المنصة إضافة الى توفير الإنترنت .

 

تحديات
وبحسب المدير التنفيذي بوزارة التربية الاتحادية سامي الباقر ان الوزارة تواجه العديد من التحديات كاشفاً عن عدم حصول كثير من الطلاب بولايات مختلفة على إجلاس بجانب مشكلة التمويل التي تظل أكبر عائق امام الوزارة ،وقال في ظل هذه الظروف التي نعيشها كل المجهودات مقدرة واكد انه خلال زيارتهم لبعض الولايات وجدوا بعض المدارس تاركة أمر الكتاب لأولياء الامور بينما الكتب تصرف مجانا من الوزارة واردف قائلاً لحل هذه الإشكالية قمنا باستعادة طباعة وتوزيع الكتاب المدرسي في الاتحادية بدلاً من الولائية .
من جانبه أكد مسؤول الشؤون الادارية بالوزارة معز فيصل عدم حصول كثير من الطلاب على إجلاس مقراً بضعف إمكانات الوزارة لتوفير ذلك محملاً وزارة المالية إشكالية عدم وصول الكتاب وقال المالية لم تكمل تكلفة كتاب المتوسطة حتى الآن وقامت بدفع 15% من المبلغ الكلي بمقدار 500 الف من جملة 3 مليارات منوهاً الى سبب اشكالات الكتاب تعود لضعف التمويل لأن كل المطابع تجارية واستبعد المشكلة عن وزارة التربية .

طريقة للحل
وبشأن الخطوة التي اتخذتها الوزارة بتنزيل المقرر على موقع الوزارة يقول معز فيصل ان الاعتماد على تنزيل الكتاب من الموقع طريقة للحل وسد الفجوة بين تأخر وصول المنهج وبداية العام الدراسي مقراً بضعف الإنترنت في بعض المناطق كاشفاً عن الهدف من ذلك هو تعريف المعلمين على المواد التي سوف يدرسونها واضاف اذا لم يطلع المعلم على المادة التي سوف يدرسها فهذه مشكلة كبرى ونحن قلنا لهم ليس ضرورياً ان تقوموا بطباعة الكتاب كاملاً محملاً مسؤولية عدم حصول بعض الولايات على النسخة الإلكترونية على كل مديري التعليم بها واضاف لا يوجد مبرر لعدم وصول المنهج لأي معلم و 80% من المواطنين يمتلكون هواتف ذكية ولديهم انترنت وبقية الـ 20% كل محلية ملتزمة بأنه تطبع لهم (شيت) وأكد ان هذه ليست مشكلة كما يعتبرها البعض واردف العملية التعليمية ترتكز على عدة مرتكزات ولا يمكن ان نلغي العام الدراسي لعدم وصول الكتاب وهناك ولايات لم تر كتابا أبداً .
عدم تجديد موعد
ورغم وعود الوزارة بوصول الكتاب في الاول من نوفمبر الماضي إلا انها لم توف بذلك وأكد عضو لجنة الكتاب مسؤول الشؤون الإدارية بالوزارة معز فيصل عدم علمهم بموعد جديد لوصوله بعد تعهد البنك الدولي بتكلفة طباعته وقال فيصل في حديثه لـ(الإنتباهة) انهم في انتظار رد إدارة المشروع على ذلك واضاف (نحن أيضاً نسمع مثل كل الناس ان الكتاب لم يطبع وليس لدينا جديد بخصوص الأمر) مشيراً الى ان المتغيرات السياسية بالبلاد لها دور في تأخر الكتاب، لافتاً الى انه من المفترض ان تتوفر الكتب في القطاع الخاص نسبة لتوفر الامكانات لديهم وتابع قائلاً على حسب قولهم عندما تبدأ الطباعة سوف تنتهي في 10 ايام لكل الكتب ولكني لا أعتقد وصول الكتاب قبل بداية امتحان الفترة الأولى المقرر في يناير المقبل.

الانتباهة

Exit mobile version