سودافاكس ـ كثيرًا ما كان الراحل عبدالكريم الكابلي يقيم عددًا من الحفلات بصورة شبه راتبة في عدد من الدول العربية والأوربية ، أمّا في 25 أغسطس 1996م تعاقد الكابلي مع إحدى الشركات لأحياء عدد من الحفلات في لبنان وسوريا، وقد اقلع الكابلي باسرته وفرقته الموسيقية من مطار الخرطوم حتى اذا ما وصلت الطائرة الاجواء المصرية يتم اختطافها من ثمانية شبان عراقيين وارغموا الكابتن للذهاب الى لندن، وحينها احتد الخاطفون مع المضيفة وقام احدهم بوضع سكينا على عنقها فقاومته في بداية الامر حتى سال الدم على عنقها وخرج بها وهي على تلك الحالة وسط الركاب وقال، اذا تحرك اي شخص سأذبح تلك الفتاة.
وجاءت الصدمة الاكبر من كابينة القيادة عندما قال الكابتن على الجميع ان يتحلوا بالصبر وضبط النفس لأننا تعرضنا لعملية اختطاف وذلك بعد ان علم الركاب ان احد الخاطفين تسلل الى كابينة القيادة وارغم الكابتن على اذاعة ذلك الخبر بين الركاب من خلال اجهزة الصوت الداخلية للطائرة ، ولم يفق الجميع من صدمة تلك الاحداث المتسارعة الا ويظهر شاب آخر في مؤخرةالطائرة يحمل في يديه قطعة معدنية دائرية الشكل وهو يقول اذا تحرك اي فرد من هنا سأقوم بتفجير الطائرة بالكامل وردد نفس العبارات شاب آخر كان في مقدمة الطائرة مما ادخل الخوف والهلع في نفوس الركاب.
ويقول العازف والموسيقار خالد زووم الذي كان احد افراد الفرقة الموسيقية للكابلي ان الهلع والخوف تسبب في حدوث عدد من حالات الاغماء، امّا كابتن الطائرة أقنع المختطفين بأن الوقود الموجود بخزان الطائرة لا يكفي لتوصيلهم الى لندن، فاجبروه على ان ينزل ويتزود من اقرب الدول وبالفعل حاولوا النزول في عدد من المطارات الا ان كل الدول رفضت استقبال الطائرة المختطفة وعندما شارف الوقود على الانتهاء حلقت الطائرة في مدينة قبرص واخبرت السلطات بحاجة الطائرة المختطفة للوقود الآن إلا أن المسؤولين قاموا بإطفاء كل انوار المدينة حتى لا يتعرف الكابتن على مدرج المطار ويقوم بانزال الطائرة ، ولكن الكابتن خاطبهم قائلا بأنه الآن يحلق في قلب فضاءات مدينة قبرص واذا لم يسمحوا له بالتزود سيظل يحلق فوق المدينة حتى تسقط الطائرة على احد الابنية او الاحياء الشعبية حينها ارتعد المسؤولون هناك وسمحوا لهم بالتزود والمغادرة فورا، وبعد التزود اقلعت الطائرة الى أحد مطارات لندن الجانبية .
وبحسب صحيفة السوداني يقول الكابلي في أحد حوارته التلفزيونية بانهم وجدوا المطار محاطاً بعدد كبير من القوات الجوية والقوات الخاصة المدججة بأحدث انواع الاسلحة ، وأضاف أنه حينها سمح لهم بالنزول كانوا عشرة اشخاص دفعة واحدة تليها دفعة ثانية بفاصل زمني كاف واشترط الخاطفون على ان ينزل في البدء المرضى ثم العجزة ثم الاطفال وبعدها الشباب وقد بدأ الجميع ينزلون وهم رافعين ايديهم فوق رؤوسهم بعد ان يتم تفتيشهم تفتيشا دقيقا وبنادق القناصة مصوبة من على البعد على رؤوسهم بعد ذلك جاء دور النساء وقال الكابلي لزوجته ان تنزل ولكنها رفضت في الوقت الذي كان يتمنى فيه اي راكب من ركاب الطائرة ان يطلق سراحه ويتنسم هواء الحرية وقالت للكابلي لن ادعك خلفي مهما كان فترجاها الجميع بالنزول وترجلت على مضض ، وكانت المفاجأة للجميع عندما جاء دور نزول الكابلي الذي رفض تماما ان ينزل من الطائرة بعد ان قال تبرعت بدوري لأحد الشباب ، حينها جاء احد الخاطفين وجلس بجواره وقال له نحن نعرفك من خلال التلفاز ونعتذر اليك بشدة مما حدث ولكن الكابلي رفض ان يجيبه او يتحاور معه فظل صامتا الا ان الشاب غادر وجاء زعيمهم وقال للكابلي انت فنان محترم ونحن لانقصدك ولدينا مشاكلنا الكبيرة والخاصة التي اجبرتنا على اختطاف تلك الطائرة فنرجو ان تتقبل اعتذارنا ومحبتنا ، حينها تفاهم الكابلي مع الخاطف وقال له هل تعرفون ما هو جزاء وعقاب جريمة الاختطاف في اوروبا وتحديدا ببريطانيا فقال الخاطف نعرف كل شيء ونرجو منك السماح حينها استثنى الخاطفون الفرقة الموسيقية للكابلي على ان يتحركوا بحرية داخل الطائرة وان يدخنوا ويفعلوا مايشاؤون الى ان انجلت الازمة وتم ترحيل الكابلي ومن معه الى افخم الفنادق ليمكثوا بها خمسة ايام ومن ثم يغادرون لمواصلة رحلتهم .