علي بلدو: العنوسة سبب مهم في تدخين الفتيات وهن سيدات وفتيات (منفسنات)
إحدى المدخنات: أصبت بالإدمان و ينتابني شعور بالكسل والخمول حينما لا أدخن
باحثة اجتماعية : هذا الجيل كثير التقليد والتشابه بسبب العولمة .
(الشيشه ) والتدخين يؤثران على الحمل والخصوبة
الخرطوم: فايزة اباهولو
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تدخين (البنات) في المجتمع السوداني على الرغم من علم المدخنات بالأضرار الصحية بعد أن أثبتت الدراسات الطبية أضرار التدخين مثل (سرطان الرئة والعديد من الأمراض إلا أنها أصبحت ظاهرة وانتشرت وسط الفتيات على اختلاف الأعمار بصورة قد تكون مقلقة لكثير من الأسر والمهتمين في المجتمع السوداني الذي ظل يتمسك بعاداته وتقاليده .
وتختلف آراء البعض؛ فمنهم من يرى أن ظاهرة التدخين وسط الفتيات نوع من البرستيج وآخرون يرونها مسألة شخصية تتغير من مجتمع لآخر ويساعد في تنميتها و تغير الصورة النمطية للمرأة ووصولها لمراكز قيادية مهمة، والبعض منهم يراها بأنها حق كل شخص؛ امرأة أو رجل، وهو حقيقة مكفول للجميع اذا لم يخل بالمظهر العام.
ويشير البعض إلى أن التدخين وسط الفتيات بشقيه “الشيشة والسيجارة” نوع من التفريغ الذاتي، نظراً للظروف السياسية والاقتصادية والبطالة التي يواجهها المجتمع السوداني الآن. تدخين البنات من القضايا المسكوت عنها في المجتمع السوداني، وللخوض في القضية أكثر طرحت (اليوم التالي) الموضوع مع الأطراف المختلفة.
مشاكل أسرية
الطالبة (ه – ح) التقتها اليوم التالي بإحدى الكافيهات وهي تدخن، فقالت إن أول مرة تدخن فيها قبل (3) سنوات، مشيرة إلى أن سبب التدخين يعود لمشاكل في الأسرة بين والدتها ووالدها اللذين انفصلا مؤخراً ، وأضافت أنها كانت تعيش ضغطاً نفسياً عالياً، وأضافت أنها لجأت الى التدخين لأنها وجدت فيه متنفساً. لكنها قالت، وبعد تلك الفترة وجدت أنني لا أستطيع أن اتخلى عن التدخين، اي أصبت بالإدمان ، وقالت ينتابني شعور بالكسل والخمول وأصاب بالصداع الحاد حينما لا أدخن، واعترفت أن للتدخين أضراراً وآثاراً سالبة على صحة الجسم، إلا أنها أكدت أنها لا تستطيع أن تتخلى عنه.
ثقافة ومفاهيم:
وقالت الباحثة الاجتماعية ابتسام محمود لصحيفة (اليوم التالي )بأن التدخين وتعاطي الشيشة وسط الفتيات مرتبط بالثقافة والمفاهيم وتربية الأجيال .
وأضافت ابتسام؛ هذا الجيل يواجه تحدياً كبير) جداً نسبة للترابط الكبير بين العالم .
وذكرت في حديثها بأن هناك العديد من الأماكن التي اشتهرت بالشيشة للبنات فقط (كافي) حتى يتم التأقلم معه، ويكون مألوفاً ويتقبله المجتمع .
إنكار وتقبل:
وأشارت ابتسام إلى أن الثقافة العامة تكون عبر إنكار الموقف في البداية ومن ثم تتعود عليه وتتقبل الأمر، وهذا مايحدث الآن في السودان .
وذكرت الباحثة الاجتماعية ابتسام بأن هذا الجيل كثير التقليد والتشابه بالأجيال لترابطه العالمي في زمن العولمة .
وقالت بأن السودان دولة عربية منفتحة على العالم، وأضافت.. يبدأ السودان تغير الثقافة والتقاليد إلى أن تجد الثقافات قبولاً في المجتمع وداخل جميع الأسر .
مخاطر:
وقالت ابتسام بأن مخاطر (الشيشه) والتدخين للمرأة أكثر ضرراً من الرجل، لأن مستقبلاً من ناحية صحية يؤثر التدخين على الحمل والخصوبة.
منوهاً إلى أن ظاهرة التدخين وسط البنات تحتاج إلى حملات توعية تدرس بالمدارس؛ حتى لاينشأ الجيل باستخدام عادات خاطئة.
وذكرت ابتسام بأن تعاطي السجائر والشيشة وسط الفتيات يعد أخف قدراً من تعاطي المخدرات التي أصبحت جزءاً من ثقافة الشباب.
وقالت بأن هذا الجيل يحتاج إلى حماية وتربية ولا يحتاج إلى عقوبة وقهر.
ونوهت إلى أن جميع مؤسسات التنشئة عليها الاهتمام بهذا الجانب، منها الإعلام والمدارس والمناهج والأسرة.
العنوسة
وفي ذات السياق أكد الدكتور واستشاري علم النفس (علي بلدو)أن انتشار التدخين في الآونة الأخيرة وسط الفتيات، بكافة الأعمار، بصورة مخيفة، بجميع أنواعه، سجائر وشيشة، وهذا الأمر يسبب الشعور بالكآبة النفسية وارتفاع معدلات القلق والتوتر وسط البنات، في ظل العنف الذكوري الذي يمارس في المجتمع ضدهم .
وأيضاً عدم الاستقرار الأسري والأكاديمي والتجاذبات في الساحة السياسية والاجتماعية، وقال بأن الضغط المعيشي وعدم القدرة على التأقلم الاجتماعي وسط الأسرة . أيضاً أحد الأسباب ، فضلاً عن الخلافات الأسرية والزواجيه.
وذكر بلدو في حديثة بأن العنوسة (البوره) تشكل سبباً مهما في تدخين الفتيات.
طفرة حديثة:
وقال دكتور بلدو بأن نسبة التدخين ارتفعت في الآونة الأخيرة وسط النساء المتزوجات أيضاً؛ نتيجة لتقليد الفتيات وضعف العلاقات الاجتماعية .
ويعد التدخين نوعاً من أنواع الطفرة الحديثة حول العالم والثورة الرقمية والتكنولوجيا وتقليد الفضائيات والمسلسلات.
وقال بلدو بأن التدخين أصبح يمثل نشاطاً اجتماعياً كتدخين الشيشة في مجموعات في الكافيهات او(الجمبات) ويعتبر نوعاً من انواع البرستيج او التميز.
فقد حنان:
وقال بلدو في حديثة بأن أي فتاة تدخن نتيجة لفقد الحنان بامتياز، وأيضاً يعتبر المدخنات سيدات وفتيات (منفسنات).
الظار:
وذكر بلدو بأن التدخين مرتبط ببعض المظاهر الاجتماعية مثل (الظار )، وذلك لتحقيق قول أغنية الظار (اشربو دخانكم وبينو برهانكم) باعتبار التدخين نوعاً من أنواع الانتقال من حالة إلى أخرى كإثبات الشعور بالاستقلالية.
المخدرات:
وقال بلدو بأن للتدخين مخاطر كثيرة عقلية، نفسية، الإدمان والتعود والدخول في حالات الهوس والاكتئاب. وأكد بأن التدخين هو بوابة للدخول لعالم المخدرات مثل البنقو والايس .
معالجات:
موضحاً طرق المعالجات والإقلاع عن التدخين تبدأ بالاعتراف بالمشكلة والذهاب إلى المراكز المعتمدة والمختصة في مجال الإقلاع عن التدخين للعلاج ، بجانب الدعم النفسي للمجتمع وتقديم الدعم النفسي للمدخنات.
التدخين صورة محسنة للتمباك:
ومن جانبه؛ قال دكتور علم النفس عبد الرحمن احمد عثمان بأن ظاهرة التدخين وسط الفتيات هي إحساس بالتحرر والحرية النفسية، واحتجاج على اوضاعهن والهروب من ضغوط الحياة. وذكر في حديثه بأن السيدات قديماً يتعاطون التمباك.
موضحاً بأنه لايرى تدخين البنات بأنه دخيل على المجتمع، وهو صورة محسنة للتمباك، وذكر أن التدخين وسط الفتيات ظاهرة جديدة، منوهاً لانتشار التدخين في الريف وسط المتزوجات، وأكد أن قديماً كان النساء يتعاطين التمباك، خاصة في المناسبات الاجتماعية وقعدات القهوة .
ضعف الرقابة الأسرية :
وفي ذات السياق؛ ذكرت دكتورة بإحدى الجامعات السودانية (م ، س ) فضلت حجب اسمها، أن ظاهرة التدخين وسط الفتيات مخالف للعادات والقيم في المجتمع السوداني المحافظ، و للتدخين العديد من الأسباب؛ منها التمرد على القيم والعادات التي تعتبرها الفتاة المدخنة عادات مقيدة للحريات، ولرفقاء السوء والبيئة المحيطة دور كبير في انتشار ظاهرة التدخين، كذلك ضعف الرقابة الاسرية.
و أيضاً التدليل الزائد للفتاة وتلبية كل الرغبات المطلوبة يؤدي إدمان الفتاة التدخين وضعف الوازع الديني سبب في انتشار التدخين.
اليوم التالي