سودافاكس ـ ظهرت في الآونة الأخيرة، وخلفت وراءها جدلاً كبيراً بالساحة الإعلامية؛ وذلك ليس لكونها إعلامية مثيرة للجدل فحسب، بل لأنها حاولت الولوج وبقوة في عدد من التخصصات الإعلامية المختلفة في آن واحد، فقدمت برامج المنوعات، وأنتجت الإعلانات، وقامت باستضافات تلفزيونية كبيرة، بجانب ظهورها وبمستوى جيد بوصفها مراسلة إخبارية في قناة (الحرة)، أضف إلى ذلك اهتمامها بإنتاج العديد من الأفلام الوثائقية، وذلك في فترة وجيزة جداً، وصفها المتابعون بأنها أكبر من عمرها وسنين خبرتها.. “كوكتيل” التقت الإعلامية أروى خوجلي في هذه العجالة، وخرجت منها بالحصيلة التالية:-
يقول الكثيرون إنك دخلتِ الإعلام من الأبواب الخلفية؟
ضحكت وقالت ولماذا لم أدخل من النوافذ .
عدد من المتابعين يقولون إن موهبتك متواضعة، لا ترقى للوصول بك إلى ما أنت فيه؟
كيف ذلك، وأنا درست الإعلام بجامعة السودان، كلية الاتصال، قسم الإذاعة والتلفاز، ولا يمكن دخول ذلك القسم، إلا بعد معاينات شاقة للوقوف على مقدراتك اللغوية، والإبداعية، والفكرية، والمقدرة على الجوانب الحوارية، فتجربتي جاءت عن تأهل أكاديمي كامل ليست به أي صدفة أو وساطة، فمن يريد أن يصفني بعدم الكفاءة، فعليه بمشاهدتي قبل الحكم
الكثير من المتابعين والزملاء يعتبرونك إنسانة مادية تسعين دائماً وأبداً لبرامج ذات عائد مادي كبير؟
نعم جميعنا ماديون، ولكن ما هي الفكرة، وأين الأولويات، ولو كنت مادية كما تقول لكنت استفدت من فرص وعروض كثيرة، فقناة (الشروق) عندما فصلتني عام 2016م، رجعت وقدمت لي (شيك على بياض) لأجل إرجاعي، ولو كنت مادية لقبلت على الفور، لكني رفضت، وذلك لقناعتي بأن الكرامة أغلى من المادة، ويفترض أن يعي الجميع ما معنى كلمة مادية، فكلمة مادية تعني بأنه لا روح لديَّ، وأنا الحمد لله عززت روحي بكثير من التجارب التي أكدت لي بأنه ليس هنالك ما هو أروع من قيمة الإنسان وكرامته، وأنا لا تشتريني الأموال .
أنت خرجتي تكبراً من أحد الاستديوهات بعد أن قدم لك أحد المخرجين نصائح مهنية كانت تنقصك؟
لم تكن نصائح مهنية، وكانت فقط بعض الملاحظات لديه، وأنا لديَّ خلفية فنية تصويرية درستها من قبل، وقد قبلت الملاحظات بكل احترام وتقدير، ولكنه قال لي أنتِ فقط دورك أن تكوني جميلة، وجالسة أمام الكاميرا فقط، ولا تفقهين شيئاً، لذلك بكل بساطة وضعت السماعة، وخرجت على الفور من الاستديو؛ وذلك لأننا لسنا دمى نجلس أمام الكاميرات بدون إحساس أو فكر أو وعي إعلامي تجاه رسالتنا .
أنت تركزين على البرامج الإعلامية لأجل الكسب المادي الكبير؟
لا فهو إعلان واحد فقط، ولكنه نجح نجاحاً باهراً، وانتشار ذلك الإعلان الواسع والكبير قد يكون صدّر إحساساً بأن أروى متفرغة تماماً للإعلانات .
كنت تريدين الذهاب للتحدث في إحدى القنوات العالمية عن قهر الإعلاميات السودانيات، وذلك لأجل كسب سياسي خاص بك؟
نعم فقد كان عرضاً، ورفضته تماماً، ففي العام 2016 كانت أروى خوجلي “تريند”، بعد أن تم فصلي من قناة (الشروق)، وكانت فرصة للتحدث عالمياً عن القهر، وأحصل على مبلغ كبير، وأحصل على فرص رائعة، وأعمل بالخارج وأستعطف الكثيرين، لكنني رفضت؛ لأن هذه ليست سياستي، وليست طريقتي التي أتعامل بها مع مهنتي التي أحبها واحترمها كثيراً.
قيل إنك بعتِ سيارتك الخاصة بعد أن تعرضت أحد مشاريعك الإعلامية لخسائر فادحة؟
هذه ليست خسارة، بل كسب؛ لأنني قدمت عملاً لإحدى القنوات كان هدفي فيه جودة وامتياز ما أقدمه، ولكن القناة كانت تساومني على تقليل الصرف على البرنامج، وذلك بالمحاولة على تقليل عدد الكاميرات وجودتها، واستبعاد عدد من الأشياء التي أحسبها تصب في عوامل الجودة والإمتاع، بعيداً عن نظرتي المادية من زاوية الربح أو الخسارة؛ لذلك تجاوزت القناة، وقمت ببيع سيارتي، وصرفت ثمنها لإنجاح برنامجي، وبحمد الله أنني الآن أمتك سيارة أجمل وأروع من التي بعتها.
من الملاحظ أنك تصطنعين الضحك اصطناعاً في الكثير من البرامج؟
ضحكت، وقالت لا يوجد شيء يستحق أن نتصنع من أجله، سواء أكان ذلك التصنع دموعاً أو ضحكاً، ولكن إذا رأيتم ذلك، فهذه وجهة نظركم، وأحترمها كثيراً، فأنا شخصياً لست مستعدة أن ألعب دوراً غير العفوية والمهنية التي أعيشها.
قيل إن قناة (الحرة) أبعدتك بسبب ضعف أدائك المهني والإخباري بها؟
أنا عائدة لقناة (الحرة) قريباً، وما أبعدني هو مشغولياتي بتأسيس شركتي الخاصة، وبعض الاجتهادات الأكاديمية والدراسات التي تشغلني في تلك الأيام، وسأفرغ منها قريباً وأعود بإذن الله لقناة (الحرة) .
السوداني