سودافاكس ـ مروة عثمان شابة سودانية تنحدر أصولها من الباوقة بشمال السودان، نشأت وترعرعت في مدينة تترك دائماً بصمتها على من يقطنها، ففي عطبرة مدينة النضال ومحطة الوطن الكبير تسلحت بصفات إنسانها المتمثلة في قوة الإرادة والطموح الذي لا سقف له، بعد أن أكملت تعليمها حتى الثانوي يممت جنوباً صوب العاصمة الخرطوم التي بدأت فيها قبل عقد من الزمان تجسيد قصة شابة سودانية نجحت في إثبات وجودها وتميزها بانتقالها من مضيفة جوية إلى كابتن طيران..
درست مروة التي عشقت الطيران منذ سن باكرة من عمرها بأكاديمية كمبروان بالخرطوم واختارت أن تكون الضيافة الجوية مدخلها، ولم تمكث طويلاً على رصيف البطالة وذلك حينما ابتسم لها الحظ ووجدت فرصة عمل حصلت عليها بنجاحها في معاينات أجرتها شركة تاركو للطيران عام ٢٠١٢ لاستيعاب موظفين بقسم الضيافة، وظلت تعمل بتاركو مضيفة جوية اتسم أسلوبها بالاحترافية والمهنية حتى العام ٢٠١٧ الذي شهد نقطة تحول في حياتها حينما أيقظ داخلها حلم قديم كان يراودها طويلاً وهي أن تصبح كابتن طيران. وبالفعل وفي سبيل تحقيق هذه الغاية وبعد أن شعرت شركة تاركو بجديتها منحتها إجازة مفتوحة عن العمل لتحقيق حلمها، فكان أن اتجهت مروة صوب دولة كينيا المعروف عنها التطور في مجال الطيران لانتهاجها النظام الإنجليزي فكان أن أثبتت بأكاديمية اسكاي مكس بنيروبي نجاحاً منقطع النظير بشهادة مدربيها.
ويبدو أن سنواتها في الضيافة الجوية أكسبتها خبرة كبيرة جعلتها طالبة مميزة. ومروة التي تحولت وظيفتها من مضيفة جوية إلى كابتن طيران تدين بالوفاء لأكاديمية اسكاي وينك بالخرطوم التي فتحت أمامها الطريق لإكمال دراستها بكينيا، وبفضل ذلك فإن الكابتن مروة ترتكز اليوم على مائة ساعة طيران أتاحتها لها الأكاديمية في كينيا منها ساعات وهي منفردة “صولو” تقود طائرات السسنا بطرازاتها المختلفة التي حلقت بها كثيراً في أجواء مدينة مالندي الكينية، وبعد نهاية فترة تعليمها بكينيا منحها الطيران المدني في ذات الدولة الرخصة.
بعد عودتها الى السودان أكملت مراحل أخرى من مشوارها مع الطيران بأكاديمية اسكاي وينك بالتدريب على طرازات أخرى منها بوينج ٧٣٧ مع كابتن ظافر سعيد، وتبدو على بعد خطوات معدودة لإكمال كافة مراحل تدريبها وتأهيلها وأشهر معدودة وتحلق الكابتن مروة التي تدين بالفضل في نجاحها هذا الي شركة تاركو التي وصفتها بأسرتها الكبيرة التي دعمتها ووقفت بجانبها، حيث وجدت تشجيعاً كاملاً من طاقمها وعلى رأسه الكابتن حاجة التي كانت تسديها النصح وتتابع مشوارها التعليمي والتدريبي بحرص شديد حيث تعتبر مروة كابتن حاجة قدوتها ومثلها الأعلى في الطيران وتؤكد أنها كانت ملهمتها لأنها فتحت الباب أمام الشابات لولوج عالم الطيران.
ووفقاً لصحيفة اليوم التالي، فإن المدير العام لشركة تاركو للطيران “سعد بابكر أحمد محمد نور” سعيداً بالنجاح الذي حققته الكابتن مروة التي اعتبرها امتداداً طبيعياً لفخر المرأة بالسودان الكابتن حاجة التي قال إنها من أرست دعائم مدرسة وجود الفتيات في قمرة قيادة الطائرات وهن يقدن الطائرات، وأكد أنها تعد ملهمة للشابات بعد أن مهدت الطريق أمامهن بفضل تفوقها واحترافيتها، ويتمنى للكابتن مروة عثمان أن تمضي على ذات طريق كابتن حاجة في التميز بتاركو.