“الصحة السعودية” تنهي خدمات أطباء الأسنان الأجانب.. والسوريون الأكثر فزعاً!

اشتهر السوريون في السعودية بعملهم في مجال طب الأسنان، فلا تكاد تخلو عيادة أسنان من طبيب أو طبيبة سورية، إلا أن أطباء الأسنان الأجانب بالمملكة يواجهون منعطفاً خطيراً قد يهدد وجودهم، وذلك على إثر قرار وزارة الصحة بعدم رغبتها بتجديد عقود أطباء الأسنان المقيمين لديها.
وأوضح مصدر في الوزارة أن هذا التوجه جاء نتيجة لوجود عدد كبير من أطباء الأسنان السعوديين الراغبين في العمل بمستشفيات الوزارة، مشيراً إلى أن الإدارة العامة حرصت على إبلاغ كل الأطباء المقيمين بعدم الرغبة في تجديد عقودهم مع توقيعهم على العلم بذلك، فيما أشارت آخر الإحصاءات إلى وجود طبيب أسنان واحد لكل 7690 مريضاً سعودياً.
وأضاف المصدر أنه في حالة عدم تجديد عقود الأطباء الأجانب في المستشفيات الحكومية، فإن الأطباء ملزمون بنقل كفالتهم إلى مستشفيات خاصة عبر إيجاد فرص عمل جديدة، إلا أنهم قد يكونون عاجزين عن تجديد إقامتهم في السعودية، في حال إخفاقهم في الحصول على وظيفة جديدة، وقد يكون إجراء الخروج النهائي من السعودية، والعودة إلى بلدانهم بانتظارهم في آخر المطاف.
وبالرغم من أن قرار عدم تجديد عقود عمل الأطباء الأجانب محصوراً في المستشفيات الحكومية، إلا أن العديد من أطباء الأسنان الأجانب أصابهم الذعر من أن يصل مفعول القرار إلى المستشفيات الخاصة، حيث القسم الأكبر من الأطباء الأجانب يعملون في القطاع الخاص، ويأتي ذلك التوجه في الوقت الذي تسعى فيه وزارة العمل إلى سعودة العديد من المهن التي تستقطب الأجانب، لتبقى تلك المهن محجوزة فقط للسعوديين.

مصير السوريين
أكثر أطباء الأسنان فزعاً من قرار وزارة الصحة هم السوريون، فهم أكثر الجنسيات إقبالاً على شغل تلك المهنة في السعودية، وهم بلا شك أكثر تمسكاً بالبقاء في المملكة، عوضاً عن مواجهة المصير المجهول في حال الخروج من البلاد، وهو الأمر ذاته الذي يؤكده محمد قابل الذي يعمل طبيباً للأسنان بمدينة جدة، حيث قال لـ”هافينغتون بوست عربي”: “إن مهنة طبيب أسنان كانت الأكثر شيوعاً بين أبناء الجالية السورية في السعودية، وذلك منذ عقود طويلة، حتى أن العديد من الطبيبات والأطباء السوريين، احتلوا عيادات الأسنان في

المستشفيات الحكومية، فضلاً عن المستشفيات الخاصة”.
وأضاف الدكتور قابل “إلا أن الواقع قد يتغير، وبات الطبيب السعودي مؤهلاً لمنافسة السوريين في تلك المهنة، إلا أن الظروف التي يعاني منها السوريون في بلادهم قد تضعهم في مواقف صعبة، عند مواجهة قرارات من هذا النوع، حيث يشعر العديد من الأطباء السوريين أن مستقبلهم في خطر.
الدكتور هشام عزت الذي يدير عيادة خاصة للأسنان بجدة، قال إن الأطباء السوريين لديهم باعٌ طويل في مهنة طب الأسنان ليس في السعودية فحسب، بل على مستوى دول الخليج، مضيفاً في حديثه لـ”هافينغتون بوست عربي”: “بالرغم من أن قرار عدم تجديد عقود أطباء الأسنان في المستشفيات السعودية، إلا أن الوقت مازال مبكراً للحديث عن التحديات التي تواجه الأطباء السوريين في القطاع الخاص”.

المستشفيات الخاصة والحكومية
بحسب الدكتور سامي الجحدلي، أخصائي الأمراض الباطنية في إحدى مستشفيات وزارة الصحة، قال “إن العديد من الأطباء الأجانب يفضلون العمل في القطاع الخاص، بينما يسعى الأطباء السعوديون للعمل في المستشفيات الحكومية، أي العمل مباشرة في وزارة الصحة”، مضيفاً في حديثه لـ”هافينغتون بوست عربي”: “إن الأطباء الأجانب الذين يعملون في المستشفيات الحكومية، يتم توظيفهم بنظام العقود، بينما يختلف الحال مع الأطباء السعوديين، الذين يتم تعيينهم في معظم الأحيان بنظام الخدمة المدنية، وبعض الأحيان بنظام العقود”.

العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.