هل تعمل النساء السعوديات في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

“لا جدوى من دخول النساء في عمل الحسبة أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، اختصرت العبارة الصحفية الدكتورة سهيلة زين العابدين جدلاً يدور حول مطالبات بدخول المرأة السعودية ضمن جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فتشاؤم الصحفية السعودية يعود إلى “المعايير التي سيتم اختيار العاملات وفقها، ومن سيختارهن هم من يمارسون التشدد والتنكيل بالنساء في الأماكن العامة”، حسب قولها.
وأضافت لـ”هافينغتون بوست عربي” أنه “من المستبعد أن يتم اختيار نساءٍ واعيات معتدلات في فكرهن وقادرات في التعامل مع القضايا المختلفة باعتدال دون تشدد”.
وختمت زين العابدين بقولها: “شاهدنا في كثير من المقاطع والفيديوهات عبر الشبكات الاجتماعية حيث توجّه للنساء ملاحظات من قبل بعض رجال الهيئة حول حجابهن وغطاء الوجه أثناء تواجدهن في الأسواق بشكل يبعد كل البعد عن أهداف ومقاصد الأمر بالمعروف، فكيف ولو تم تعيين امرأة تحمل نفس الفكر والأسلوب قد تدخل في نقاش وجدل وعراك مع السيدات، وقد يتطور الأمر إلى سلبيات لا يحبذها ولا يقبلها العقل والمجتمع”.
ويأتي هذا الجدل في مجتمع منذ سنوات والمختصون في قضايا المجتمع والمرأة يطالبون بتوظيف النساء في مجال الحسبة أو ما يُعرف بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، وكسر احتكار الرجل لهذه المؤسسة منذ انطلاق جهاز الحسبة حتى يومنا هذا.

وذلك باستثناء رئاسة الحرمين الشريفين التي قامت بتوظيف نساء في هيئة الأمر المعروف والنهي عن المنكر؛ لتوجيه وإرشاد المصليات في الحرمين الشريفين.
والداعين لانضمام النساء إلى مجال الحسبة يستندون إلى أن المرأة هي الأقدر على التعامل مع النساء، فضلاً عن توافر أقسام نسائية في أغلب القطاعات الحكومية والخاصة بالدولة لخدمة النساء باستثناء هذا القطاع.
المجتمع السعودي انقسم بين مؤيد لمشاركة المرأة بشروط وضوابط وآخر معارض، ولكلٍّ أسبابه.

لابد من مشاركتها
يرى الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي، الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة سابقاً مستشار مركز علوم القرآن والسُّنَّة، أنه “حان الوقت لدخول المرأة هذا المجال، فقد سبق أن طالب الكثيرون بمشاركتها إلى جوار الرجل في عمل الحسبة سواءً الإداري أو الميداني، والحصول على مناصب قيادية عُليا أسوة بالرجل، فالنساء أولى وأجدر بتوعية وتوجيه بنات جنسهن بدلاً من الرجال”.

تنوع التخصصات
الأخصائية الاجتماعية شادية جنبي ترى أن دخول المرأة في هذا الجهاز الحساس والمؤثر بات ضرورة، وليس مجرد مطالبة في هذه المرحلة، وأضافت لـ”هافينغتون بوست عربي” أنه قد أثبتت التجارب السابقة عدم قدرة الرجال على التعامل مع قضايا المرأة أو التحاور معها على سبيل النصح ولتوجيه.
وأكدت أن المرأة قادرة على تقديم أفضل ما لديها في هذا الجهاز إذا تم اختيار النساء المناسبات لهذا العمل الذي يتطلب تخصصات متنوعة كعلم النفس والاجتماع والقانون إضافة الى الشريعة.

هافنغتون بوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.