سودافاكس ـ التقيت ذات سنة وبعد طويل فراق بصديق قديم في الخرطوم بذل جهدا لملاقاتي، وبعد تبادل التحية سألني على نحو مباشر: شنو حكاية زوجتك دي؟ قلت له: هل اشتكت لك زوجتي من أمر يخصنا؟ فقال بكل برود: كلمني عن زوجتك الثانية؛ فصحت: يا عيب الشوم أنا متزوج وما في زول أداني خبر ولا عزمني ولا قال لي مبروك؟ قاطعني صديقي: بلاش تهريج. شنو حكاية إنك متزوج بالسر؟ وقاطعته بدوري: والله ما عندي خبر. فقال: حاول تتذكر وتكون صريح، قلت مجددا: جايز أكون عملتها ونسيت. يا للمصيبة، ستفضحني في المحاكم عندما تثبت انني لم أنفق عليها منذ عقد القران، لأنه من المؤكد ان من رضيت الزواج بي وأنا في هذا المنعطف التاريخي من مسيرة حياتي، لابد وأنها دخلت في مشروع الزواج “على طمع”، معتقدة أنني كمغترب تحت قبتي شيخ؛ وطلبت من صديقي ان يساعدني على التذكر، فقال إنه كان يجلس مع نفر من معارفه عندما قال احدهم ان أبا الجعافر متزوج “تحت، تحت” وإن هذا يفسر زياراته السودان مرتين وثلاثا في السنة، وأن الزوجة الجديدة بنت صغيرة وأهلها أغنياء وأبوها عيان شديد .. ضغط وسكري والتهاب مفاصل وقلب.
المهم يا جماعة جَلَّ من لا يسهو وينسى، وليس من المستبعد ان تكون عندي زوجة جديدة موديل 2000، ومواصفاتها “تهبل”: صغيرة وأبوها غني وعنده كوكتيل أمراض تجعله محتاجا الى وكيل يدير أعماله.. ساعدوني على العثور عليها. وليس من المستبعد ان يكون أبوها قد مات ثم ماتت هي حزنا عليه، ولابد ان أقبل فيها التعازي قبل الدخول في جرجرة المحاكم للحصول على نصيبي من الورثة. ومن يعثر على زوجتي الضائعة قبل أن تعثر عليها أم الجعافر و”تجيب خبرها”، عمولته محفوظة.
وبدوري استعنت بالإنترنت للبحث عنها: ربما عندها حساب في فيسبوك او تويتر. ربما هناك معلومات عنها وعني وضعها فاعل خير في منتدى سودانيز اونلاين او سودانايل او سودان فور أوول أو سوداتل، ثم وجدت نفسي متوقفا عند خبر يقول ان وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق كوندوليسا رايس تعيش قصة حب مع “شاب” عربي-أفريقي، وأنهما يلتقيان سرا هنا وهناك.
وبصراحة لا استبعد أن يكون الأمر متعلقا بي،.. ومن الجائز جدا ان المخابرات الأمريكية أجرت لي عملية غسل دماغ، (ودماغي أصلا على الهبشة) ودخلت في علاقة مع بنت رايس وأنا مُغبي ومش داري، وليس بعيدا أنني كنت أزور السودان عدة مرات في السنة خلال وجود كوندوليسا في منصبها للقائها في مخابئ سرية (طبعا لا تعوز الحيلة كوندوليسا رايس لدخول السودان من الشباك او الباب الخلفي).. ما يرجح هذا الاحتمال أمران: أولهما ان الموقع قال ان الرجل الذي تهيم بحبه رايس “شاب وسيم”!! احم احم.. والثاني هو ان رايس اختارتني لأنني افريقي “صر” .. قح. نوبي “صافي”.
على كل حال الخير في ما اختار الله، ولو كانت رايس هي زوجتي السرية المزعومة، فإنني وفي سبيل الوطن مستعد للتضحية بشبابي والمضي معها الى آخر المشوار، .. علما بأنها عضوة في مجلس ادارة شركة شيفرون النفطية العملاقة بل هناك ناقلة نفط تحمل اسمها الذي هو كوندو ليسا، وكوندو باللغة النوبية تعني “لا أدري” وبالتالي فان اسمها يعني انها “ليسا التي لا تدري أنها فازت بعريس الغفلة”.
(يقال ان د. عبد اللطيف البوني “خاتي عينو” على كوندوليسا وعليه ان يتحمل الشاكوش المرتقب، كما أحذر اهل كوريا من مجرد النطق باسم زوجتي السرية المحتملة هذه لأنهم يسمونها كوندوليسا لايس، لأنهم يقلبون الراء “لام” فيصبح اسما لايس lice الذي هو القمل).