سودافاكس ـ هناك قواسم مشتركة بيني وبين أشهر مقدمة برامج تلفزيونية في العالم، الأمريكية أوبرا وينفري، فهي سمراء، وأنا كاكاو بالقهوة التركية، وهي من أصول أفريقية وأنا أفريقي أصلي، وكلانا يعمل في مجال التلفزيون، وهي عندها رصيد كبير في البنك وانا عندي رصيد ضخم في “التنك”، وهي تملك سيارة وأنا “نفس الشيء”. طبعا سيارة عن سيارة “تفرق”، وقد سمعتها تتكلم عن سيارتها الحالية: رأت صديقا لها يعمل ممثلا يركب سيارة بنتلي فارهة فأبدت إعجابها بها، وصبيحة اليوم التالي وجدت سيارتي بنلتي أمام بيتها هدية من الممثل – واحدة لها ولأخرى ل”كلبها” (خصصت حلقة كاملة لكلبها الذي مات وارتفعت أصوات النحيب والعويل في الستوديو عندما شاطرها الجمهور الأحزان وتبرع لها نحو 50 ألف شخص بكلاب صغيرة فاختارت من بينها واحدا هو صاحب السيارة الثانية- سعر البنتلي نحو 235 ألف دولار).
ولكن ولله الحمد فإن أوضاعي المالية لم تتعرض لأي هزة غير معتادة، فخسائري في سوق الأسهم كانت صفرا، لأنني لا أعرف موقع ذلك السوق، وجميع ودائعي في الحفظ والصون تحت قمصاني في دولاب/ خزانة الملابس التي أضعت مفاتيحها يوم شرائها.
وبالمقابل فقد خسرت أوبرا 400 مليون دولار مؤخرا في البورصة، وصار وضعها المالي مزريا وبائسا بدرجة أنني أفكر في تنظيم حملة تبرعات لها وسط السود في كل القارات:
عيب يا ناس بنتنا تخسر كل ذلك المال وليس عندها بعل ولا عيال ولا نقف بجانبها في محنتها. ولولا خوفي على سلامتي الجسدية والعقلية (لأسباب يعرفها كل متزوج)، لتقدمت طالبا يد أوبرا لأنها بحاجة الى “رجل” يقف معها في محنتها الراهنة: خسرت 400 ملايين دولار ولم يتبق لها مال (كاش) سوى مليارين و300 مليون دولار بس
أقول لكم: الأعمار بيد الله وسأثبت أنني رجل وأضحي بشبابي واتحدى الصعاب والمخاطر وأعرض على أوبرا الزواج واللي بدو يصير، يصير.. وبعدها، يا للسعادة: أينما ذهبنا سويا بعد الزواج يتهامس الناس (بالإنجليزية طبعا): ذات إز جافرا أوبرا.. (ما فيها شيْ: ليديز فيرست)
يعني “بنت الذين” هذه كانت تملك نحو 3 مليارات من الدولارات. ونحن نحسد هيفاء وهبي لأن خاتم زواجها كان ب400 ألف دولار، ونطربق الدنيا فوق تحت لأن فيفي عبده ترقص نظير 25 ألف دولار في الساعة في ليلة رأس السنة. وأوبرا لا تملك شيئا من “مؤهلات” هيفاء أو فيفي. بل هي أقرب من حيث الشكل والحجم الى شعبولا (أب زِنقلة)، وتكسب آلاف الملايين من “الكلام”.
يعني ليس من الغناء او “رقصني يا جدع” بل تأتي بضيوف يجلسون معها وتتونس معهم و.. بس.. طيب أنا مستعد أتونس يوميا 14 ساعة نظير عشرة دولارات في الساعة .. هم يدفعون لأوبرا.. أحسبها أنت: تتقاضى 350 مليون دولار سنويا نظير تقديم 52 حلقة من برنامجها الذي يمتد لنصف ساعة أسبوعيا، وتتخلل كل حلقة منه فواصل إعلانية لنحو 12 دقيقة.. يعني نحو مليوني دولار نظير ونسة مدتها 18 دقيقة.
وعندما أتابع مقدمي البرامج الحوارية في فضائياتنا أحس بأن أوبرا مظلومة.. أوبرا تقرأ الكتب بنهم، والمؤلف السعيد هو الذي تذكر اسمه في برنامجها فتبيع كتبه مئات الآلاف من النسخ في ساعات، بينما من الواضح ان مقدمي البرامج عندنا لا يستخدمون عيونهم إلا للنظر في المرآة وفيما يتعلق بحاسة الفهم عندهم، تستطيع ان تدخل خيطا من الأذن اليسرى وتتسلمه عبر الأذن اليمني دون ان يعترض شيء طريق الخيط
(باكر ان شاء الله عندي عروس تهبل للعزاب بنظام “حجة وتجارة” فترقبوها).