بدء إنتاج كهرباء سد النهضة… هل سيستفيد السودان؟؟

مستشار بالكهرباء:نعمل على سياسة الأمر الواقع لعدم توفر المعلومة  حول المياه القادمة من سد النهضة
محلل اقتصادي: السودان في حاجة ماسة للطاقة الكهربائية التي  ينتجها السد
خبير مياه:لا يمكن الاستفادة من الكهرباء لعدم وجود خط الربط الكهربائي الذي يربط بين سد النهضة وشبكة الكهرباء السودانية
خبير بمجال المياه… يحذر من استيراد الكهرباء من إثيوبيا بسبب (……)
المفتي:خطوة إنتاج الكهرباء من سد النهضة سليية ١٠٠٪؜
افتتحت إثيوبيا رسمياً امس الأحد عملية توليد الطاقة الكهربائية من “سد النهضة”، بحضور عدد من المسؤولين والوزراء، على رأسهم رئيس الوزراء أبي أحمد.
وذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية  أن أعمال البناء الكلية للسد بلغت أكثر من 80%.
وبدأت عملية إنتاج الطاقة الكهربائية من سد النهضة من خلال تشغيل توربينين تم تركيبهما بالسد مؤخرا، حيث أطلق رئيس الوزراء الإثيوبي رسميا عملية إنتاج الكهرباء من سد النهضة على النيل الأزرق امس، في مرحلة هامة من المشروع المثير للجدل الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات،وقام أبي أحمد برفقة مسؤولين رفيعي المستوى، بجولة في محطة توليد الطاقة وضغط مجموعة من الأزرار على شاشة إلكترونية، وهي خطوة قال المسؤولون إنها أطلقت عملية إنتاج الكهرباء.ومن بين المشاريع العملاقة التي تعول عليها إثيوبيا في الكهرباء، مشروع سد “النهضة” الذي تستهدف من خلاله الوصول إلى إنتاج 6 آلاف ميغاواط عند الانتهاء.
وفي المقابل أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي ابي أحمد  رسائل للسودان ومصر وقال افتتاح العمل بالكهرباء يحمل فوائد لدول المصب وكل القارة الافريقية وقال آبي أحمد علينا التعاون معا، وفي  تغريدة له على حسابه الرسمي في “تويتر”: “امس  بدأ أول توربين في سد النهضة، أكبر محطة للطاقة في إفريقيا، بتوليد الكهرباء”.وأضاف: “تمثل هذه الخطوة أخباراً جيدة لقارتنا ولدول المصب التي نطمح للعمل معها”.
الخرطوم: هنادي النور/ نجلاء عباس
حجب المعلومات
وفيما يتعلق ببدء انتاج الكهرباء من سد النهضة هناك نقطة خلاف واضحه بين البلدين متمثلة في حجب المعلومات مما افقد المسؤولين بقطاع الكهرباء القدرة على التخطيط و تحديد كمية الانتاج التي يمكن ان تتحصل عليها الشبكات ويقول مستشار بشركة الكهرباء السودان القابضة المهندس ابوبكر عباس لـ(الانتباهة) ان سد النهضة يربط اثيوبيا بالقضارف اما بالنسبة لقطاع الكهرباء  تعمل الوزارة على تنظيم المياه على مدار العام بخزاني الرصيرص ومروي، لافتا الى قلة التكلفة وانخفاض قيمة الكيلو واط الناتج من التوليد المائي مقارنة بالتوليد الحراري.
واشار ابوبكر الى عدم وجود دارسة او اي معلومات من سد النهضة في الوقت الذي يفترض ان يتم تبادل معلومات بين البلدين حتى نتمكن من التخطيط السليم في قطاع الكهرباء ومعرفة القدر الذي يمكن ان ينتج من التوليد المائي ، وقال حتى العام السابق نتجه الى التوليد المائي بعد فترة الخريف وفك المياه المحتجزة لعدة اشهر وبدخول شهر مارس يتم انحسار الامداد وتقل الانتاجية ولكن بقرار اثيوبيا بفك المياه الى خزان الرصيرص ومروي يمكن ان يكون هناك انتاج كبير في فصل الخريف ولكن المشكلة هي عدم المعلومة حول (كم ، متى وكيف) تطلق المياه من سد النهضة مما يجعلنا   نعمل على سياسة الامر الواقع ،وقال دون ان ادلي بارقام مدروسة اؤكد ان خطوة سد النهضة ايجابية الى حد كيير وتحسن من وضع التوليد المائي في البلاد بتكلفة اقل وانتاج اكثر وفي فترات تعاني البلاد من شح في الانتاج والإمداد الكهربائي .
تقاطعات متأرجحة..
وبلغت تكلفة بناء سد النهضة أكثر من 5 مليارات دولار، ويحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لإثيوبيا، خاصة في توليد الطاقة الكهرومائية.
وبحسب الوكالة استكملت إثيوبيا عملية الملء الثاني لخزان السد في 19 يوليو العام الماضي، وهي عملية الملء الكافية لبدء توليد الطاقة الكهرومائية، حيث أضافت 13.5 مليار متر مكعب من المياه وفق خطط المشروع.
وقال المحلل الاقتصادي  حامد عبداللطيف  ظلت المواقف السودانية حيال سد النهضة الأثيوبي متأرجحة و متذبذبة و تخضع في غالبها للتقاطعات والتجاذبات السياسية الداخلية والإقليمية والدولية وقد سلكت إثيوبيا ذات المنحى حين أخضعت سد النهضة للعوامل السياسية الداخلية و الإقليمية و حاولت أن تستخدم السد في أغراضها السياسية الداخلية و الخارجية كورقة ضغط و كعنصر تهديد أكثر منه عامل تنمية و استقرار في المنطقة
سد النهضة.
وجزم حامد في حديثه لـ ( الإنتباهة ) امس بأنه  إذا أزيحت عنه العناصر و العوامل و التقاطعات السياسية يظل سدا منيعا ضد التخلف و رغدا للتطور و النماء و الاستقرار داخل أثيوبيا و خارجها وخاصة  للسودان لأن المأمول من هذا السد توليد طاقة كهرومائية تكفي حاجة اثيوبيا و قدرا وافرا من حاجة السودان و هي طاقة توليد مائي رخيصة و مستدامة و قريبة من السودان.
أيضا يمكن لهذا السد أن يوفر موسما زراعيا ثالثا إذا استقرت العلاقات السياسية بين إثيوبيا و السودان و خلت من عناصر و عوامل العداء بين البلدين الجارين ، مضيفا ان سد النهضة يحتاج فقط إلى تفاهمات فنية بين السودان و إثيوبيا على كيفية ملء السد و جداول الملء و النأي عن المؤثرات السياسية الماثلة الآن،موضحا ان سد النهضة يقع على النيل الأزرق ولا ضرر له على السودان الذي تضرر سابقا عدة مرات من الفيضانات و يمكن لهذا السد أن يكون عامل أمان و عنصر ضمان ضد هذه الفيضانات.
مضيفا ان فوائده جمة للسودان إذا تم التوافق على جداول ملء الخزان  واردف السودان في حاجة ماسة للطاقة الكهربائية التي يمكن أن ينتجها سد النهضة الأثيوبي اذا توفرت الإرادة السياسية بين البلدين بعيدا عن التجاذبات السياسية الإقليمية و الدولية و التي تحمل أجندة لا مصلحة للسودان فيها.
سلبية ١٠٠٪؜
ونجد ان عددا من خبراء الري تخوفوا من خطوة انتاج الكهرباء من سد النهضة واعتبروه سيطرة والمشي في الخطوات الأحادية ليقول خبير الري د .احمد المفتي لـ(الإنتباهة) ان خطوة انتاج الكهرباء من سد النهضة لم تكن ايجابية ولو بنسبة ضعيفة وانما سليية ١٠٠٪؜، وعدد المفتي عدة اسباب توجب الحذر والتراجع ،وقال ان السودان ليس له نصيب في الكهرباء وفقا للمبداء رقم (٦) الذي ينص على انه ان ارادت اثيوبيا بيع الكهرباء تعطي الاولوية للسودان دون ان تحدد الكمية او القيمة او حصة معينة  واكد المفتي ان اتخاذ اثيوبيا خطوة توليد الكهرباء  الهدف منه تشغيل التوربينين لتمكين المياه من المرور وسهولة التخزين،لافتا الى نوايا خفية من اثيوبيا والتي اوضحت عزمها على التصرفات الاحادية كما حدث في الملء الاول والثاني وارادت ان تثبت موقفها الذي لم تتراجع عنه،وقال اذا كان موقف اثيوبيا مناسبة فرح في الوقت الحالي فهي مناسبة حزن للسودان.
ويؤكد خبير  المياه النذير سعد ان سد النهضة مصمم على ١٣ توربينة ينتج حوالي ٦ آلاف ميقاواط ،وسوف ينتج حاليا ٧٥٠ ميقاواط من وحدتين فقط تصرف كمية مياه معتبرة تصل في  حدود ١٣٠مترا مكعبا والتي يمكن  ان تعمل على تشغيل خزانات الرصيرص وسنار وسد مروي  بالطاقة التصميمية القصوى،يوصل مناسيب جيدة للزراعة من خزان سنار في جميع  الترع التي تأخذ من النيل ابرزها ترعتا الجزيرة والمناقل التي تستهلك حصة مياه في حدود 32 مترا مكعبا في اليوم وبالتالي يوفي باحتياجات الزراعة في مشروع الجزيرة.
ونوه في حديثه لـ (الإنتباهة) ان السدود حاليا مليانة بالمياه مما يعني  ان كان ممكن للحكومة اذا  كانت متابعة ومتواصلة كمسؤولين مع الإثيوبيين ان تتحسب بصورة اوسع وكان  يمكن ان تستغل مياه السدود في انتاج الكهرباء  في فترات قطوعات الكهرباء وبالتالي  النزول من المنسوب الممتلئ المائي حاليا بالخزانات،جازما الفوائد التي تأتي  من بداية انتاج الكهرباء من سد النهضة متمثلة في ان اي مياه تأتي من سد النهضة حاليا يمكن الاستفادة منها تلبية مياه الزراعة في جميع المشاريع حيث تكون المناسيب في مستوى مرتفع وبالتالي القضاء على معاناة وإجهاد الطلمبات التي تأخذ من النيل الرئيسي ،الى جانب سهولة  سحب الطلمبات  مياه الشرب في المحطات الرئيسية.
وتأسف من عدم الاستفادة من الكهرباء لعدم وجود خط الربط الكهربائي الذي يربط بين سد النهضة وشبكة الكهرباء السودانية،داعيا الحكومة للاهتمام بهذا الجانب بتوفير الميزانية والدعم لتوصيل خط الربط الكهربائي لسد النهضة.

تأخير..
وقال خبير مياه عبدالعظيم محمد ان تصريحات مسؤولين باثيوبيا بأنها انتجت من التروبينات السلفية ٧٠٠ ميقاوط وكل واحد منها ينتج ٣٥٠ ميقاط . وأضاف انتاج الكهرباء تأخر كثيرا العمل في السد بدأ عام ٢٠١١ ومن المفترض أن ينتهي بالكامل عام ٢٠١٧ وبذلك تأخر خمس سنوات مما زاد التكلفة . مضيفا أن لجنة الخبراء الدوليين اوصت بعمل إصلاحات في الاساسات وغيرها .
وأوضح عبدالعظيم في حديثة لـ (الإنتباهة) امس بأن الهدف المعلن أنه سد لإنتاج الكهرباء وأنه سينتج ٦ آلاف ميقاوط ولكن حقيقة الكمية المنتجة  على حسب التصريحات الرسمية الإثيوبية والعلماء منهم بروفيسور برين بجامعة ساندديقو بمركز ابحاث الطاقات المتجددة، واوضح أن كمية الكهرباء بعد انتهاء السد بالكامل في حدود ١٥الف و٦٠٠ قيقاواط ساعة . مع الملاحظة القيقاوط هي مليار وط وهي مليون ميقاط هذه كمية الكهرباء المنتجة بالسنة وقطع بالقول هذا هو المقياس الحقيقي للكهرباء المنتجة من اي مصدر كهربائي .
مبينا حال تم تقسميها على ٣٥٠ يوما في السنة و٢٤ ساعة في اليوم نجد أن الطاقة متوسط الطاقة المنتجة من سد النهضة هي في حدود ١٨٠٠ميقاط .
وأردف أن ٦  آلاف التي تدعي إثيوبيا أن سد النهضة ينتجها هذه عبارة القدرة المركبة للتروبينات بيد أنه أضاف الإنتاج الحقيقي لا يزيد عن ١٨٠٠ ميقاط . مردفا ان سد النهضة لإنتاج الكهرباء ليس ذا جدوى اقتصادية مقارنة مع التكلفة وهي في حدود مليار دولار ، وقال مع  التأخير  ستزيد التكلفة الى ٧ مليارات . وبالتالي بهذه التكلفة ينتج اقل من ٢الف ميقاوط هذا يعني أن الإنتاج غالي جدا وأغلى من الإنتاج البخاري وأردف كان يمكن أن تنتج من الطاقة الشمسية اقل من ٢ مليار وفي نفس الوقت تتجنب المخاطر الضخمة جدا من سد النهضة مما يؤكد أن سد النهضة لم ينشأ من أجل الكهرباء وإنما لغرض سياسي من أجل أن يكون بنكا للمياه ، مبررا بذلك ان جمعية الاستصلاح الأراضي الأمريكية بعد بناء السد العالي وطلب الامبراطور هيلاسلاسي طلب من امريكا عمل مسح على النيل وتحديد مواقع لعمل خزانات لإنتاج الكهرباء والري وعندما تم اختيار الموقع على الحدود السودانية الإثيوبية  باعتبار انها بحيرة لتخزين الخزان بأن لا تتعدى ١١ مليار متر مكعب ،  متسائلا لماذا تم عمل  سد بين سرج بين جبلين لكي يرفع السعة الى ٧٤ مليار متر مكعب وهذه تعادل ضعف اكبر بحيرة سد في الولايات المتحدة الأمريكية التي تمتلك أكبر اقتصاد في العالم مما يؤكد أنه من أجل تخزين المياه او استغلالها سياسيا مستقبلا اضاف ان امريكا عندما حدد ١١مليارا ليس عبثا إنما على اساس طبيعة الأرض .
وقال إثيوبيا الآن عدد سكانها مابين ١١٠ الى ١١٥ مليونا وإنتاج الكهرباء بها لا يتعدى ٤قيقاواط والسودان تقريبا في احسن الحالات ينتج ٣مقياواط وعدد السكان ٤٠ الى ٤٥ مليونا . و بالتالي  فإن إثيوبيا بحاجة الى الكهرباء . وأردف لكي توفر إثيوبيا الكهرباء لشعبها ٦٥% من الشعب الأثيوبي لايتمتع من ١٢٠ نسبة كبيرة لذلك فإنها بحاجة الى كهرباء كبيرة . وأضاف أن حديثها بتصديرها لدول الجوار  اساسا هي ليست ٦ مقياط وهي اقل بكثير ولاتكفي للسكان والمصانع.  وأضاف الحديث عن السد استهلك سياسيا وأردف أن التروبينات على مستوى ٥٧٦  متندني من البحرية وخلف البحيرة ٨مليارات متر مكعب مقدرة من الأقمار الصناعية وبالتالي سعات البحيرة اقل من بحيرة سد مروي وتنتج تقريبا ٩٦٠  ولكن حتى الآن سد النهضة أمامه عمل كبير وصولا للارتفاعات ١٤٥ مترا بالنسبة للسد الرئيس لتشغيل كافة التروبينات المتبقية حوالي ١٣ تروبينا. وهذه عندما تشتغل بالكامل فإن متوسط الكهرباء لاتتعدى ١٨٠٠ مقياط لان السد بطبيعة بنائه من اقل الكفاءات في اثيوبيا وفي العالم. وإثيوبيا بها سدود كفاءاتها تتراوح مابين ٤٥ الى ٤٠ % وسد النهضة كفاءته لاتتعدى ٣٠% فقط ،  وقطع بأن السد من  ناحية اقتصادية غير مجد  وانه سياسي بامتياز، والسد في الأساس هو ليس لإنتاج الكهرباء وإنما هو بنك مياه وجزم بأنه يمثل خطورة كبيرة جدا وعدد من التصريحات مختلفة بأنه يمثل مصلحة للسودان بيدا ان حديث رئيس الوزراء ووزير الري السابق انهم من المؤيدين للسد ولكن اعترفوا بأنه يمثل خطورة كبيرة لـ ٢٠ مليون سوداني غير الدراسات بأنه يقوم بدون دراسات . في مجال التأثيرات البيئية والاجتماعية لم تتم دراسات أمان السد لم تكتمل ولجنة الخبراء الدوليين داعياً الى كيفية تجنب مخاطر السد حال حدوث انهيار جزئي او كامل وأردف نأمل بأن لا نستورد كهرباء من إثيوبيا والاعتماد على الطاقة الشمسية المنتجة بالبلاد ويجب أن تكون من مصادر سيادية دون الاعتماد على دول الجوار.

المصدر: صحيفة الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.