لماذا فقدت الجامعات السودانية العريقة بريقها؟

لم تعد الجامعات الحكومية السودانية العريقة هي الخيار المفضل بالنسبة للطلاب المتفوقين، وفقدت الكثير من بريقها الذي كانت تتمتع به لعقود طويلة من الزمن.. فما الاسباب؟

حتى نهاية ثمانينات القرن الماضي كانت جامعة الخرطوم تسمى بـ “الجميلة ومستحليه” نظرا للسمعة الأكاديمية العالمية العالية التي كانت تتمتع بها هي والجامعات والمعاهد الحكومية التسع التي كانت تشكل مجموع مؤسسات التعليم العالي في البلاد آنذاك.

لكن اليوم ومع وجود أكثر من 60 جامعة حكومية وخاصة وفي ظل المشاكل الكبيرة التي تعاني منها، لم تعد الجامعات الحكومية ذات التاريخ العريق مثل جامعة الخرطوم التي تأسست قبل أكثر من 100 سنة؛ هي المكان المفضل للطلاب المتفوقين.

وتدهور ترتيب الكثير من الجامعات السودانية في التصنيف العالمي بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة لأسباب يتعلق بعضها بتدهور البيئة الجامعية داخل تلك المؤسسات، والبعض الآخر يتعلق بحالة عدم الاستقرار في الجداول الزمنية والنقص الحاد في الإمكانيات وعدم الاهتمام بميزانية البحث والتطوير.

وترى الطالبة فاطمة علي أن الدخول إلى جامعة الخرطوم وغيرها من الجامعات الحكومية أصبح مضيعة للوقت نظرا للإغلاقات الطويلة التي تعاني منها بسبب الأحداث السياسية والأمنية في البلاد.

وتقول فاطمة لموقع “سكاي نيوز عربية” إنها باتت تفكر بشكل جدي في ترك الجامعة الحكومية التي تدرس بها حاليا والمغلقة لقرابة التسع أشهر والبحث عن بديل خارج البلاد.

وتؤكد علي أنها لم تستطع حتى الآن اكمال المستوى الثاني بجامعتها رغم التحاقها بها منذ العام 2018، وذلك بسبب مدد الإغلاق الطويلة التي عانت منها الكثير من الجامعات السودانية خلال الأعوام الماضية.

ويقدر عدد الطلاب المسجلين في الجامعات السودانية بأكثر من 600 ألفا؛ لكن الفترة الأخيرة شهدت إقبالا كبيرا على الدراسة في الخارج لأسباب يتعلق بعضها بعدم توفر عامل الاستقرار في الجامعات السودانية مما يضطر البعض للبقاء في الجامعة أكثر من 7 سنوات بدلا من 4 او 5 سنوات قبل التخرج.

كما تلجأ الكثير من الأسر إلى إلحاق أبنائها بجامعات في دول أجنبية تجنبا للإرهاق المادي في ظل ارتفاع الرسوم في بعض الجامعات السودانية إلى نحو 6 آلاف دولار في السنة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل والمعيشة داخل البلاد.

ولم تفقد الجامعات الكبرى جاذبيتها بالنسبة للطلاب فقط فقد أصبحت طاردة أيضا للأستاذ الجامعي خصوصا في الجامعات الحكومية الكبيرة التي تدهورت أوضاعها كثيرا خلال الفترة الأخيرة.

وفي السياق؛ يشير هشام عزالدين الأستاذ في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا إلى أن الجامعات الحكومية تعاني من مشاكل خطيرة تؤثر على أدائها واستقرارها.

مشكلات مزمنة يعانيها أساتذة الجامعات السودانية

ويقول عزالدين لموقع “سكاي نيوز عربية” إن العقود الماضية شهدت تراجعا كبيرا في ميزانيات مؤسسات التعليم العالي، مما أثر سلبا على مستوى البحث العلمي ووضعية الأستاذ الجامعي الذي أصبح يجد في جامعات أخرى خارج السودان أوضاعا اقتصادية وعلمية أفضل، مما أدى إلى نقص كبير في اعداد الأساتذة المؤهلين في الكثير من الجامعات السودانية.

ويحذر عز الدين من أن الإهمال المستمر للبيئة الجامعية والبحثية سيؤدي إلى انعكاسات سالبة بدأت تظهر ملامحها بشدة على الاقتصاد السوداني خصوصا في ظل تدني ميزانية البحث والتطوير، وعدم الاهتمام بتوفير المناخ المناسب الجاذب للأستاذ الجامعي، إضافة إلى عدم مواكبة التوسع الأفقي في أعداد الطلاب والجامعات يتوسع مدروس في المعامل والمعينات التعليمية الأخرى اللازمة لضمان الحصول على المخرجات المطلوبة.

سكاي نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.