سرطان الثدي – الكشف المبكر عن الإصابة والتدخل الطبي في الوقت المناسب هو سر نجاح العلاج

سودافاكس / يُعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في الدول المتقدمة والنامية وذلك وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية. يمثل سرطان الثدي ما يقرب من 20٪ من جميع حالات الإصابة بالسرطان في الإمارات العربية المتحدة، وهو ثاني أهم أسباب الوفاة شيوعاً بين النساء بعد أمراض القلب والأوعية الدموية.

ومع تدشين مركز صحة الثدي الجديد، يهدف مستشفى فقيه الجامعي إلى سد الفجوة الحالية المتعلقة بنشر الوعي بهذا المرض بين النساء، إلى جانب تقديم الرعاية المتخصصة في هذا المجال لسكان الإمارات العربية المتحدة والكشف المبكر عن الإصابة بهذا المرض وتوفير فرص أفضل للشفاء.

ما هو سرطان الثدي؟

سرطان الثدي هو عبارة عن زيادة الانقسام الخلوي بالخلايا المشوهة بوتيرة سريعة، وهي ما تُسمَّى بالخلايا السرطانية، بطريقة لا يمكن السيطرة عليها. وهناك أنواع مختلفة لمرض سرطان الثدي. يُحدد الأطباء نوع سرطان الثدي لدى المريض من خلال تحليل خلايا الثدي المشوهة. تشكل الخلايا السرطانية عادةً نتوءاً وتُحدث تشوهاً غير طبيعي في شكل الثدي وقد ينتج عنه أيضاً الإصابة بتكلسات أو عدم تناسق الثديين، ويمكن التأكد من الإصابة عن طريق إجراء الفحص بالأشعة السينية أو عند اكتشاف تكتلات بالثدي. إن سرطان الثدي هو مرض يصيب النساء بصورة أساسية ولكن يمكن أن يصيب الرجال أيضاً.

وقد صرحت الدكتورة ألاشي ميليسنت بيلو، استشارية جراحة الثدي والأورام السرطانية بمستشفى فقيه الجامعي، قائلةً “يمكن لمرضى سرطان الثدي النجاة منه والانتصار عليه، ولكن هذا لا يعني منع الإصابة به نهائياً.” فبفضل انتشار الوعي اللازم بهذا المرض يمكن للمتخصصين تقديم العلاج والرعاية المناسبين في الوقت المناسب للاستمتاع بحياة صحية خالية من الأمراض.

كما أكدت د. بيلو أن أفضل الطرق للقضاء على هذا المرض في وقت مبكر هو من خلال الفهم الجيد لأعراض الإصابة بهذا المرض وإجراء الفحوصات اللازمة بصورة منتظمة. وأوضحت أنه على النساء اللاتي يزيد عمرهن عن أربعين عاماً استشارة الطبيب بشكل دوري وتحديد جداول زمنية لإجراء الفحوصات اللازمة بصورة منتظمة. ويمكن للنساء الأصغر سناً إجراء الفحوصات الذاتية بأنفسهن بصورة دورية للاطمئنان على صحتهن. كما يجب على النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان الثدي بدء إجراء الفحوصات في وقت مبكر للوقاية من الإصابة بهذا المرض.

أعراض الإصابة بسرطان الثدي

فيما يلي بعض العلامات والأعراض الأكثر شيوعاً للإصابة بسرطان الثدي:
● ظهور كتل أو عقد صلبة غير مؤلمة في الثدي أو تحت الإبط.
● حدوث تغير في حجم الثدي أو شكله أو مظهره.
● حدوث تنقير أو تهيج في جلد الثدي.
● الحلمة المقلوبة .
● حدوث تقشُّر أو تشقق أو تيبس أو ارتشاح أو تصلب في المنطقة المصطبغة من الجلد المحيط بالحلمة (الهالة) أو في جلد الثدي.
● احمرار جلد الثدي أو تنقيره.
● خروج إفرازات من الثدي بصورة تلقائية (بخلاف لبن الثدي) وتكون مصحوبة بخروج الدم.

أسباب الإصابة بسرطان الثدي

يُشخص الأطباء الإصابة بسرطان الثدي عند نمو خلايا الثدي بصورة غير طبيعية. وأكدت د. شريفة شيمشك، أخصائية جراحة الثدي بمستشفى فقيه الجامعي، بأن هذه الخلايا تنقسم بمعدل أسرع من الخلايا السليمة، مما يتسبب في تكوين كتل أو عقد صلبة في الثدي. وقد تنتقل هذه الخلايا السرطانية الموجودة في الثدي إلى العقد الليمفاوية أو مناطق أخرى من الجسم (نقيلة) وقد تتسبب في حدوث مزيدٍ من المشكلات الصحية.

يُعد تطور الخلايا الموجودة في القنوات المنتجة للحليب هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بسرطان الثدي (سرطان القنوات الغازي). ويمكن أن تبدأ الإصابة بسرطان الثدي في الأنسجة الغدية المعروفة باسم الفصيصات أو القنوات (السرطان الفصيصي الغزوي) أو في الخلايا أو الأنسجة الأخرى داخل الثدي.

أجمع الأطباء على أن التغيرات الهرمونية والسلوكية والبيئية من أهم العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي وذلك وفقاً لتقارير الباحثين المتخصصين في هذا المجال. ومع ذلك، فلا يوجد سبب واضح لإصابة بعض الأشخاص بمثل هذه الخلايا السرطانية.
وأوضحت الأبحاث والدراسات أن نسبة 5-10٪ فقط من أسباب الإصابة بسرطان الثدي ناتج عن أسباب جينية وراثية وخاصة عند حدوث طفرة في أيٍّ من الجينات BRCA1 وBRCA2. وتكمن عوامل الخطر في إصابة النساء بهذا المرض عند تقدمهن بالعمر.

الكشف عن الإصابة بسرطان الثدي

إن أفضل طريقة للتشخيص المبكر للإصابة بسرطان الثدي هو إجراء الفحوصات اللازمة بصورة منتظمة. عادةً ما يُشخص الأطباء الإصابة بسرطان الثدي بعد ظهور الأعراض، على الرغم من أن العديد من النساء المصابات بهذا النوع من السرطان لا يظهر عليهن أي علامات أو أعراض على الإطلاق. وهذا هو السبب وراء ضرورة إجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن الإصابة بسرطان الثدي بشكل منتظم وبصورة دورية.

فيما يلي بعض الاختبارات اللازمة للكشف عن الإصابة بسرطان الثدي:

  1. تصوير الثدي الشعاعي (الماموجرام)- هو عبارة عن صور بالأشعة السينية للثديين للكشف عن الخلايا السرطانية والتغيرات الأخرى في نسيج الثدي. كما يُعد تصوير الثدي الشعاعي الأسلوب الأكثر فاعلية للكشف المبكر عن الإصابة بسرطان الثدي.

  2. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)- يلتقط التصوير بالرنين المغناطيسي صوراً متعددة للثدي باستخدام المغناطيس وموجات الراديو. كما يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي للثدي مع التصوير بالأشعة السينية لفحص النساء الأكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي وذلك في بعض الحالات الخاصة.

  3. إجراء الفحوصات للكشف عن الإصابة بسرطان الثدي- إن معرفة مظهر الثديين وتحسسهما بصورة دورية يمكن أن يساعد في الكشف عن ظهور علامات الإصابة بسرطان الثدي مثل وجود تكتلات أو الشعور بعدم الراحة أو وجود تغيرات في الحجم والتي قد تكون مدعاة للقلق.
    ومع ذلك، فإن اتباع مثل هذه الإجراءات لا يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي ولكنه يجعلك على دراية تامة بالتغيرات التي تطرأ على الثديين للكشف المبكر عن الإصابة بمثل هذا المرض.

  4. الفحص السريري للثدي- يجري الطبيب المختص أو الممرضة المسؤولة هذا الفحص السريري للثدي باليد وذلك للكشف عن وجود أي كتل أو تغييرات أخرى. كما أن هذه الإجراءات ليست أداة فحص ولكنها تستخدم عند إجراء الكشف عند أخصائي جراحة الثدي.

عوامل الخطورة للإصابة بسرطان الثدي
تشير الدراسات إلى أن سبب الإصابة بسرطان الثدي يرجع إلى مجموعة متنوعة من الأسباب. فأكثر الأشخاص عرضة للإصابة بسرطان الثدي هم النساء وخاصة كبار السن منهن. وتُشكل النسبة الأكبر للأشخاص المعرضين للإصابة بهذا المرض هم النساء فوق سن الخمسين.

● العوامل التي تُشكل خطر الإصابة بهذا المرض والتي لا يمكن التحكم بها:
○ التاريخ الإنجابي
○ التقدم في العمر
○ الطفرات الجينية الوراثية
○ وجود تاريخ مرضي للأسرة خاص بالإصابة بسرطان الثدي أو سرطان المبيض
○ الإصابة المسبقة بأحد الأمراض التي تتطلب استخدام العلاج الإشعاعي
○ ظهور أنسجة الثدي العالية الكثافة
○ مدى توافر المعلومات الشخصية والوعي حول الإصابة بسرطان الثدي أو بعض أمراض الثدي غير السرطانية

● العوامل التي تُشكل خطر الإصابة بهذا المرض والتي يمكن التحكم بها:
○ الخمول الجسدي
○ زيادة الوزن بعد انقطاع الطمث
○ العلاج الهرموني
○ تناول المشروبات الكحولية

الوقاية
فيما يتعلق بالنساء الأكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الثدي بمعدل متوسط، فإن إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة قد يساعد في التقليل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي. لذلك؛ يُرجى اتباع الإجراءات التالية:

  1. إجراء الفحص الذاتي للثدي
    قد تختار النساء استكشاف ثديهن من خلال إجراء الفحص الذاتي بانتظام وذلك للتعرف على التغيرات التي تطرأ على الثدي والإلمام بها. ويجب استشارة الطبيب على الفور في حال اكتشاف أي تغييرات جديدة أو كتل أو علامات أخرى غير عادية في الثدي. يجب العلم بأنه لا يمكن الوقاية من خطر الإصابة بسرطان الثدي، ولكن الوعي بخطورة هذا المرض وأعراضه وطرق الفحص يمكن أن تساعد في الكشف المبكر عن الإصابة به.

  2. تجنب المشروبات الكحولية
    قد تحدث الإصابة بسرطان الثدي نتيجةً لتناول الكثير من المشروبات الكحولية. وفقاً للدراسات التي تُجرى حالياً، فإن تناول أكثر من كوب إلى كوبين من الكحول يومياً، بما في ذلك البيرة والنبيذ والمشروبات الكحولية، يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي وكذلك يزيد من احتمالية عودة المرض مرةً أخرى بعد الشفاء منه.

  3. ممارسة بعض الأنشطة البدنية
    تساعد ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية في الحفاظ على الوزن المثالي وصحة الجسم، مما يساعد في الوقاية من خطر الإصابة بسرطان الثدي. كما ينبغي على الأصحاء ممارسة التمرينات الرياضية الهوائية المعتدلة على الأقل لمدة 150 دقيقة أسبوعياً أو ممارسة التمرينات الرياضية الهوائية المكثفة لمدة 75 دقيقة أسبوعياً، إضافةً إلى ممارسة تمرينات القوة مرتين على الأقل أسبوعياً.

  4. تجنب تناول العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث
    لا يُنصح بالاستخدام الطويل الأمد لعقاقير الهرمونات بعد انقطاع الطمث للوقاية من الأمراض المزمنة. ووفقاً للأبحاث والدراسات، فإن العقاقير الهرمونية لها تأثير متنوع على الصحة العامة، حيث إن اتباع طرق العلاج الهرموني باستخدام الإستروجين فقط والإستروجين والبروجستين معاً يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وفي حال تناول العقاقير الهرمونية بعد انقطاع الطمث للوقاية من بعض الأمراض، فإنه يجب استخدامها لفترة قصيرة وعند الحاجة إليها فقط.

  5. الحفاظ على الوزن الصحي
    إذا كنت بحاجة إلى إنقاص الوزن، يجب استشارة الطبيب حول كيفية القيام بذلك بطريقة صحية وآمنة. ويجب تقليل معدل تناول السعرات الحرارية اليومية مع زيادة التمرينات الرياضية بصورة تدريجية.

  6. اختيار نظام غذائي صحي
    لا يوجد دليل قاطع على أن تناول بعض الأطعمة أو تجنبها يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي أو عودته بعد الشفاء منه. ومع ذلك، فإن اتباع العادات الصحية المتنوعة المتعلقة بتناول الكثير من الفواكه والخضراوات مع تقليل نسبة الدهون الحيوانية التي تدخل الجسم من أهم العادات الصحية التي يحتاج إليها الجسم للوقاية من الأمراض.

  7. الرضاعة الطبيعية، إن أمكن
    قد تؤدي الرضاعة الطبيعية لتقليل معدل خطر الإصابة بسرطان الثدي. وهذا لا يعنى القضاء على خطر الإصابة نهائياً. تعمل الرضاعة الطبيعية لمدة عام أو أكثر (فيما يتعلق بجميع الأطفال) على الحدِّ من خطر الإصابة بسرطان الثدي. كما أنها مفيدة لصحة الطفل.

التدابير المتبعة للحد من المعدل المرتفع لخطر إصابة النساء بسرطان الثدي
في حال مراجعة الطبيب للتاريخ المرضي للأسرة واكتشافه وجود بعض عوامل خطر الإصابة بأحد أنواع سرطان الثدي، مثل سرطان الثدي غير الغازي، فيمكنك اتباع بعض الطرق المناسبة لتقليل معدل خطر الإصابة مثل اتباع طرق الفحص المثالية وتناول أدوية الوقاية الكيميائية أو إجراء الجراحة الوقائية.

ويُمكن أيضاً استشارة الطبيب حول موعد بدء إجراء فحوصات الثدي عن طريق تصوير الثدي بالأشعة السينية وإجراء الاختبارات الأخرى وذلك وفقاً لتاريخك المرضي. كما أن الحفاظ على نمط حياة صحي واتباع عادات غذائية سليمة يؤدي بدوره للوقاية من الأمراض المختلفة بما في ذلك سرطان الثدي.

يمكنك التحكم في هذا المرض والسيطرة عليه عن طريق إجراء الفحوصات الطبية اللازمة بصورة منتظمة وإجراء التدخل الطبي اللازم في الوقت المناسب. كما يجب التواصل مع الطبيب المختص بصورة منتظمة لمعرفة إجراءات وعمليات الفحص اللازمة ومواعيد المتابعة التي تناسب الحالة الصحية للمريض.

إذا كنتي انتِ أو أحد أفراد أسرتك معرضاً لخطر الإصابة بسرطان الثدي بسبب توافر بعض عوامل الإصابة المختلفة، يُرجى إجراء الفحوصات اللازمة واستشارة الأطباء المختصين من ذوي الخبرة في وحدة العناية بصحة الثدي بمركز صحة الثدي الجديد بمستشفى فقيه الجامعي.

وفق ما أورردت البيان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.